"Responsible Statecraft": مستقبل غامض ينتظر أوكرانيا والغرب

مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، تخطّط الحكومة الأوكرانية والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لاحتمال أن تكون القيادتان الأوروبية والأميركية أقلّ حماساً لدعم جهود كييف الحربية.

0:00
  • "Responsible Statecraft": مستقبل غامص ينتظر أوكرانيا والغرب

موقع "Responsible Statecraft" ينشر مقالاً للكاتب بلايز مالي، يتحدّث فيه عن آخر التطوّرات التي تشهدها الساحة السياسية الغربية بشأن الحرب في أوكرانيا، والاستعداد لاحتمال خروج ترامب من الناتو أو تقليص التزامه نحوه في حال عاد إلى البيت الأبيض.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرّرة في تشرين الثاني/نوفمبر، تخطّط الحكومة الأوكرانية والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لاحتمال أن تكون القيادتان الأوروبية والأميركية أقلّ حماساً لدعم جهود كييف الحربية.

ومن ناحية أخرى، يستعدّ فريق دونالد ترامب المنتظر لكيفية التعامل مع القضايا الشائكة المتمثّلة في إعادة النظر في حلف شمال الأطلسي وإدارة الحرب في أوكرانيا.

زار رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان أوكرانيا للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب يوم الثلاثاء، بعد وقت قصير من بدء بلاده تناوبها لمدة ستة أشهر في رئاسة الاتحاد الأوروبي. وبحسب ما ورد، طرح أوربان، الذي عمل ضد جهود أعضاء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الآخرين لدعم كييف ومعاقبة موسكو، فكرة وقف فوري لإطلاق النار على نظيره الأوكراني هذا الأسبوع.

وقال أوربان إنّ "قواعد الدبلوماسية الدولية بطيئة ومعقّدة، لقد طلبت من الرئيس الأوكراني النظر فيما إذا كان من الممكن عكس الواقع، وتسريع مفاوضات السلام من خلال وقف سريع لإطلاق النار".

وخلال مؤتمر صحافي يوم الثلاثاء، رفض نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، اقتراح أوربان بأن تتوصّل كييف وموسكو إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقال باتيل: "لقد أوضحنا نحن وحلف شمال الأطلسي أنّه لا يوجد سوى حلّ واحد هنا، وهو أن يغادر الاتحاد الروسي الأراضي الأوكرانية ببساطة".

وفي الوقت نفسه، يقول الخبراء إنّ فولوديمير زيلينسكي يراقب بحذر الأحداث العالمية ويقرأ الإشارات ويستعدّ لاحتمال فوز ترامب برئاسة ثانية.

وذكر مركز الأمن الأميركي الجديد لصحيفة "بوليتيكو" هذا الأسبوع، أنّ "زيلينسكي يستطيع قراءة الأوضاع، لقد شاهد المناظرة الرئاسية الأميركية ونتائج الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية والاتحاد الأوروبي، وهو يعلم أنّه إذا أراد الحفاظ على الدعم، فعليه أن يعمل مع مجموعة كاملة من الشخصيات".

ويعمل حلف شمال الأطلسي، الذي سيجتمع قادته في واشنطن الأسبوع المقبل لحضور قمته السنوية، منذ أشهر، على تحصين دعم الحلف لكييف من قِبل ترامب. وذكرت مجلة "فورين بوليسي" مؤخراً أنّ واشنطن قدّمت لكييف ما يقرب من نصف مساعدات الحلف البالغة 40 مليار يورو سنوياً على مدار العامين الماضيين.

ونشرت صحيفة "بوليتيكو" أيضاً تقريراً مفصّلاً هذا الأسبوع، حول كيفية تعامل مستشاري ترامب المحتملين مع العلاقات عبر الأطلسي، مما يشير إلى تغيير كبير إذا عاد الرئيس السابق إلى السلطة في عام 2025، بالإضافة إلى خطط "لإعادة توجيه جذرية" لدور الولايات المتحدة في الصراع. ويشير التقرير إلى أنّ البيت الأبيض في عهد ترامب يمكن أن يتعهّد لموسكو بأنّ "الناتو" لن يتوسّع شرقاً.

وفقاً للصحيفة نفسها، فإنّ "الحلّ السريع للصراع الأوكراني المستمرّ منذ عامين ونصف العام من المرجّح أن يؤدي دوراً رئيسياً في خطط ترامب بشأن الناتو، وبحسب الخطة غير المعلنة بعد، يدرس مرشّح الحزب الجمهوري التوصّل إلى اتفاق يلتزم بموجبه حلف شمال الأطلسي بعدم التوسّع شرقاً، وتحديداً نحو أوكرانيا وجورجيا، ويتفاوض أيضاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها قوّاته، ويمكن لموسكو أن تحتفظ بها"، وفقاً لخبيرين آخرين في مجال الأمن القومي متحالفين مع ترامب.

هذه الخطط قد لا يتلزم بها ترامب نفسه، وهو كان قد اكتفى بالقول إنّ أوروبا يجب أن تتحمّل المزيد من العبء لمساعدة أوكرانيا، وإنّ الحرب لم تكن لتحدث تحت إشرافه، وإنّه إذا تمّ انتخابه مرة أخرى، فإنه سيحلّها.

وفي أخبار دبلوماسية أخرى متعلّقة بالحرب في أوكرانيا، صبّ سفير روسيا لدى الأمم المتحدة الماء البارد على تأكيدات ترامب بأنّ الصراع يمكن حلّه بسرعة وسهولة. وقال فاسيلي نيبينزيا للصحافيين يوم الاثنين الماضي إنّه "لا يمكن حلّ الأزمة الأوكرانية في يوم واحد"، وأضاف أنّ "صيغة السلام المكوّنة من عشر نقاط التي طرحها زيلينسكي والتي تظل الاقتراح الرسمي لأوكرانيا ليست خطة سلام بل مزحة".

بالتوازي، يجدّد زيلينسكي دعواته لضخّ المزيد من الأسلحة بعيدة المدى والدفاعات الجوية. وكتب زيلينسكي في منشور على تطبيق تيليغرام،  إنّ "مدننا ومجتمعاتنا تعاني يومياً من الضربات الروسية إلا أنّ هناك طرقاً للتغلّب عليها، بما في ذلك تدمير منصات إطلاق الصواريخ الروسية، والضرب بقدرات حقيقية بعيدة المدى وزيادة عدد أنظمة الدفاع الجوي الحديثة".

بدوره، التقى بوتين بالرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الاجتماع السنوي لمنظّمة شنغهاي للتعاون يوم الأربعاء في كازاخستان. وانضمّ إلى البلدين في الاجتماع أعضاء المنظّمة في إيران والهند وباكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، بالإضافة إلى تركيا والمملكة العربية السعودية ومصر، الذين حضروا كدول مراقبة.

وقالت وكالة "أسوشيتد برس" إنّ أوكرانيا لم تحضر ولا أيّ من داعميها الغربيين، لكن ضمّ الاجتماع رؤساء روسيا والصين وتركيا والأمم المتحدة، ولذا هناك إمكانية إجراء محادثات حول الحرب قد أثيرت على الأقل على هامش القمة، أو ربما خلف أبواب مغلقة".

في الوقت نفسه، زار ثلاثة مسؤولين أوكرانيين، بينهم كبير مستشاري زيلينسكي أندريه ييرماك، واشنطن هذا الأسبوع للقاء أعضاء إدارة بايدن، بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن قبل قمة الناتو الأسبوع المقبل. وخلال هذه الزيارة، قال يرماك إنّ كييف منفتحة على أخذ المشورة بشأن كيفية تحقيق "سلام عادل" مع موسكو. لكنّه أضاف: "نحن لسنا مستعدّين للتوصّل إلى حلّ وسط بشأن الأشياء والقيم المهمة للغاية.. الاستقلال والحرية والديمقراطية والسلامة الإقليمية والسيادة".

نقلته إلى العربية: بتول دياب