"The Dispatch": حزب الله يهدد "إسرائيل" بأسلحة أكثر فتكاً ووفرةً

خطط"إسرائيل" ضد لبنان أقرب إلى الأمنيات منها إلى القدرة على تنفيذها، بفعل قدرات حزب الله، التي أظهرت منذ بدء الحرب أنّ المواجهة الشاملة ستكون أكثر إيلاماً.

0:00
  • صورة نشرها الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية في وقت سابق (أرشيف)
    صورة نشرها الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية في وقت سابق (أرشيف)

موقع "The Dispatch" ينشر مقالاً للكاتبة والصحافية شارلوت لوسون، تتحدث فيه عن قدرات حزب الله التي ظهرت حتى الآن منذ بدء المواجهات على الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي، وتقول فيه إنّ "إسرائيل" ستصطدم بواقع ستكون نتائجه كارثية على مستقبلها ومصيرها في حال اندلعت حرب شاملة. 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

منذ 8 تشرين الأوّل/أكتوبر، أطلق حزب الله أكثر من 6700 صاروخ وطائرة من دون طيّار متفجّرة، غير القذائف المدفعية والهاون مستهدفاً مواقع متنوّعة لـ "الجيش" الإسرائيلي، الذي اعترف بسقوط عشرات القتلى من مجنّديه ونزوح عشرات الآلاف من مستوطني شمال فلسطين المحتلّة. وفي الوقت نفسه، أدّت الضربات الإسرائيلية ضدّ أهداف لبنان، إِلى تدمير كبير في القرى الحدودية مع فلسطين، واستشهاد العديد من المدنيّين الأبرياء ضمنهم صحافيون.

كلّ ذلك، ينذر بأنّّ المواجهة الشاملة ستكون أكثر إيلاماً. وينتشر مقاتلو حزب الله على طول الحدود اللبنانية- الفلسطينية مع ترسانة متنامية من الأسلحة بأعداد هائلة. ويمتلك الحزب الآن أكثر من 10 أضعاف عدد الصواريخ والقذائف التي كان يمتلكها خلال الحرب الثانية على لبنان.

لكن، العدد الكبير ليس التهديد الوحيد الذي يمتلكه حزب الله، لأنّ معظم مقذوفاته اليوم أكثر دقّة وأطول مدى وأكثر فتكاً من سابقاتها، فالحزب يُعدّ المقاومة الأكثر تسليحاً في العالم، بأكثر من 200,000 صاروخ دقيق وطائرات الدرون المسلّحة، وأكثر من ذلك كما يقول "الجيش" الإسرائيلي.

ووفقاً لتحليل حديث أجراه "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية"، فإنّ ترسانة حزب الله تشمل أكثر من 60,000 صاروخ غير موجّه بعيد المدى، وأكثر من 20,000 صاروخ باليستي، وما لا يقلّ عن 150 صاروخاً باليستياً موجّهاً. ويمكن لهذه القوّة النارية أن تمكنّ حزب الله من إطلاق أكثر من 3000 صاروخ يوميّاً لمدّة تصل إلى ثلاثة أسابيع، ما قد يؤدّي إِلى اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية وإرباكها. ويمكن للهجمات المتزامنة من إيران وحلفائها أن تتجاوز القبّة الحديدية وتعطل نسبة عالية من فاعليتها.

كما عزّز حزب الله قدراته في مجال الطائرات من دون طيّار. وتشكّل هذه الطائرات تحدّياً قاتلاً لـ "الجيش" الإسرائيلي. ففي الأسبوع الماضي، أسفر هجوم بطائرة من دون طيّار في شمال غرب فلسطين المحتلّة عن مقتل جنديّ إسرائيلي وإصابة عدد آخرين بجروح متنوّعة. ولدى الحزب مجموعة رائعة من الطائرات من دون طيّار، وقد استخدموها بشكل فعّال للغاية، حسب ما يعترف عيران ليرمان، نائب مستشار الأمن الإسرائيلي السابق.

السلاح منتشر بشكل متزايد في كلّ مكان في ساحة المعركة، وفي حالة نشوب حرب شاملة يُمكن نشرها بأعداد كبيرة وبالتنسيق بين منظومات القوّة النارية القادرة على استهداف المواقع العسكرية والبنية التحتية الحيوية لـ "إسرائيل". وكان اليمنيون قد نجحوا في توجيه طائرة من دون طيّار إيرانية الصنع انفجرت في وسط "تلّ أبيب" واستطاعت اختراق وتجاوز الدفاعات الجوية والقبّة الحديدية للاحتلال كأنّها لم تكن.

تُدرك "إسرائيل" أنّه في حال اندلاع صراع واسع فالمدن والمستوطنات، وكلّ أرض فلسطين المحتلّة ستكون عرضة لهجمات واسعة النطاق ومنسّقة غير مسبوقة إطلاقاً. وقد بدأ العديد من المستوطنين الإسرائيليين في جميع أنحاء فلسطين بتخزين ملاجئهم بالأغذية المعلّبة والمياه والمصابيح الكهربائية والبطاريّات المحمولة وغيرها من الإمدادات.

ويفكّر جنرالات "الجيش" الإسرائيلي في خطط عدوانية لا تقلّ إجراماً عمّا فعلوه ويستمرّون بِفعله في غزّة الآنَ. لكنّ خطط الاحتلال أقرب إلى الأمنيّات من القدرة على تنفيذها. 

ساحة المعركة مع لبنان تختلف عن غزّة من نواح رئيسية كثيرة. فهي أقلّ كثافّة سكانيّة، وحزب الله لديه حلفاء وحاضنة اجتماعية وطنية وهو رأس حربة في محور المقاومة، ولديه خبرة قتالية عميقة اكتسبها في مواجهة إرهابيّي "داعش" في سوريا. كما يمكن لحزب الله أن يستخدم إمداداته من الصواريخ المضادّة لِلدبّابات والعبوّات الناسفة في حالة حدوث غزو برّيّ إسرائيلي، كما فعل في عام 2006. ولدى المقاومة أيضاً بعض القدرات المضادّة للطائرات التي أسقطت طائرات إسرائيلية من دون طيار.

كل هذا يترك شهّية "الدولة" الصهيونية تصطدم بواقع ستكون نتائجه كارثية على مستقبلها ومصيرها. وعلى قادة "الجيش" الإسرائيلي أن يستعدّوا لصدّ هجمات حزب الله البرية إلى الداخل الفلسطيني إذ يمتلك ما يصل إلى 100,000 مقاتل، ويعلن صراحة عن نيّته التقدّم نحو منطقة الجليل، وعلى مدى السنوات الـ 17 الماضية، كان حزب الله يستعدّ للحرب مع "إسرائيل"، كذلك هي قوّات "الرضوان" الخاصّة المدرّبة خصّيصاً بهدف التسلّل إلى الداخل الفلسطيني المحتلّ والسيطرة على الجليل، على غرار تكتيكات عملية "طوفان الأقصى".

نقله إلى العربية: حسين قطايا.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.