"The spectator": هل طعنت هاريس بايدن في الظهر؟

الطريقة التي فازت بها كامالا هاريس بمنصبها الأول في حياتها السياسية، تشي بأنّها شاركت في الجهود المبذولة لإجبار الرئيس جو بايدن على التنحّي عن حملته لإعادة انتخابه.

0:00
  • كامالا هاريس
    كامالا هاريس

مجلة "The Spectator" البريطانية تنشر مقالاً للكاتبة آمبر دوك، تتحدّث فيه عن الطريقة التي انتهجتها كامالا هاريس للفوز بمنصبها الأول في حياتها السياسية، الأمر الذي يشي بأنّها شاركت في  الجهود المبذولة لإجبار الرئيس جو بايدن على التنحّي عن حملته لإعادة انتخابه.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

تمّ دفع نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى قمة بطاقة الحزب الديمقراطي لعام 2024 منذ أكثر من شهر، وما زال من غير الواضح تماماً مدى مشاركتها في الجهود المبذولة لإجبار الرئيس جو بايدن على التنحّي عن حملته لإعادة انتخابه. إنّه سؤال يستحقّ التوضيح حيث اتضح أنّ لديها تاريخاً في تجاوز رؤسائها.

خلال أول مقابلة لها مع شبكة "CNN" ليلة الخميس، قالت هاريس إنّها متمسّكة بتقييمها للقدرة المعرفية لبايدن بعد مناظرته ضدّ الرئيس السابق دونالد ترامب. لكن لم يُسأل عمّا إذا كانت قد أدّت دوراً في الانقلاب القصري. تشير التقارير إلى أنّ باراك أوباما وكلينتون ونانسي بيلوسي وتشاك شومر، من بين آخرين، أقنعوا بايدن بالتنحّي. لم تتمّ تسمية هاريس كواحدة من المحرّضين، لكنها بالطبع استفادت بشكل كبير من جهودهم. تمكّنت من التوصّل إلى ترشيح الحزب الديمقراطي من دون المرور بعملية الانتخابات التمهيدية التقليدية.

وبينما تتفوّق هاريس على بايدن، فلنتذكّر كيف بدأت حياتها السياسية. في شباط/فبراير 1998، عيَّنها المدّعي العام لمنطقة سان فرانسيسكو تيرينس هالينان لتشغل منصب مساعد المدّعي العامّ. وكان هالينان ناشطاً شيوعياً راديكالياً له تاريخ طويل في تسوية النزاعات عن طريق المعارك بالأيدي. وحدث هذا في العام نفسه الذي فاز حبيبها حينها، ويلي براون، بمقعده في منصب عمدة المدينة.

وكان منصب مساعد المدّعي العامّ هو أعلى منصب شغلته هاريس حتى تلك اللحظة، فقد عيّنها براون في مجلس استئناف التأمين ضد البطالة في كاليفورنيا قبل أربع سنوات، في عام 1994. وعملت هناك لمدة عامين في مقاضاة قضايا كبرى مثل جرائم القتل والسطو والاعتداءات الجنسية. وتركت المكتب في عام 2000 للعمل في قضايا إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم في مبنى البلدية.

ومن المثير للاهتمام أنّ كيمبرلي غيلفويل، المذيعة السابقة في قناة "فوكس نيوز"، خطيبة دونالد ترامب الابن الحالية، والزوجة السابقة لحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، عملت كمدّعية عامّة في مكتب سان فرانسيسكو لكنها طُردت عندما تولّى هالينان منصبه. واتهمت غيلفويل هاريس لاحقاً بمنع عودتها إلى المكتب، وهو ما تنفيه هاريس. أعاد هالينان تعيين غيلفويل كمساعدة للمدّعي العام في عام 2000، بعد أن غادرت هاريس للعمل في مبنى البلدية.

كتب فريد غاردنر، الذي شغل منصب السكرتير الصحافي لهالينان بدءاً من كانون الثاني/يناير عام 2000، لصحيفة "Anderson Valley Advertiser" عن وقت عمله في المكتب جنباً إلى جنب مع هاريس. لقد ذكر غاردنر أنّ ويلي براون أوصى بشدة بهاريس لهذا المنصب (على الرغم من أنهما لم يعودا يتواعدان في ذلك الوقت)، وأنّ تيرينس هالينان كانت لديه عاطفة عميقة تجاهها أيضاً. ولكن كانت هناك علامات تحذيرية على أنّ هاريس كانت مستعدة للانقلاب ضد رئيسها الذي أعطاها الكثير من المسؤولية والشهرة العامّة.

قال غاردنر إنّ مساعد هالينان الرئيسي، داريل سالومون، حذّره من جعل هاريس نجمة لأنّها كانت ستترشّح ضد هالينان في حملة إعادة انتخابه عام 2003. وأكد سالومون أنّ "لديها أجندة". وحذّر سالومون أيضاً من أنّ هاريس كانت "ويلي براون اللعين" وكانت "حميدته" مما يعني أنه لا ينبغي الوثوق بها.

سأل غاردنر هاريس عمّا إذا كانت تخطّط بالفعل للترشّح ضدّ هالينان في عام 2003. فنفت ذلك. لكن ما حصل، أنّ هاريس لم تكتفِ بالترشّح ضدّ هالينان في عام 2003، بل كانت حريصة مراراً وتكراراً على ضربه في المكان الذي يؤلمه. وتبخّر أيّ شعور بالولاء لرئيسها بمجرّد مغادرتها للمكتب، وخاصة عندما تنافس الاثنان في الانتخابات التمهيدية. وأشارت خلال مناظرة الإعادة إلى أنّ هالينان فاسد وأنها قد تضطر إلى محاكمته.

ورداً على الاتهامات بأنّ علاقتها ببراون ساعدت مسيرتها المهنية، زعمت هاريس أنّ هالينان كان يدير "مكان عمل فاسد"، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز". كما انتقدت مكتب هالينان ووصفته بأنّه "في حالة من الفوضى".

واستهدف إعلان حملة هاريس الختامي حينذاك، حقيقة أنّ مكتب المدّعي العامّ كان يديره حصرياً رجال بيض.

واتُهمت هاريس بتمزيق برنامج هالينان السياسي عندما ترشّحت ضدّه في عام 2003. وقال الأخير: "لقد بذلت هاريس جهداً كبيراً لاستهداف ناخبي. لقد تبنّت أجندتي بالكامل تقريباً". وخلال حملة عام 2024، سرقت هاريس العديد من السياسات من ترامب.

وبعد مرور عقدين من الزمن، تعمل هاريس وفقاً للنمط نفسه. فهي تفعل كل ما يلزم للمضي قدماً، حتى لو كان ذلك يعني طعن حلفائها بلا رحمة. فعندما ترشّحت ضدّ جو بايدن في عام 2019 خلال الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لعام 2020، اتهمته بأنّه عنصريّ، ثم انضمّت لاحقاً إلى حملته الانتخابية العامة كرفيقة له. ومؤخراً، عندما تخلّى زعماء الحزب الديمقراطي في النهاية عن بايدن، كانت تنتظر في الكواليس، مستعدّة لتولّي المنصب.

هالينان، بايدن ... كانا مجرد عقبات غير مريحة أمام صعود هاريس إلى السلطة.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.