"الغارديان": مفاوضات واشنطن وحماس.. انقلاب مذهل للسياسة الأميركية

تحالف عربي يقاوم السياسة الأميركية الإسرائيلية بشأن غزة، وتقارير تشير إلى أنّ محادثات دونالد ترامب مع حماس تشي بتراجع محتمل للاستراتيجية المتبعة منذ فترة طويلة.

0:00
  • "الغارديان": حصار المساعدات الذي تفرضه "إسرائيل" على غزّة.. يدفع الفلسطينيين نحو الكارثة

هيئة تحرير صحيفة "الغارديان" البريطانية تنشر مقالاً ناقش تأثير حصار المساعدات الذي تفرضه "إسرائيل" على غزّة، والمفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وحركة حماس، ومستقبل وقف إطلاق النار في القطاع.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

إنّ قرار "إسرائيل" بمنع المساعدات عن غزة، مع تعثّر محادثات وقف إطلاق النار، يشكّل ضربة مدمرة لمليوني مدني جائع وضعيف في المنطقة الممزقة. وباعتبارها القوة المحتلة، فإنّ "إسرائيل" ملزمة قانوناً بالسماح بدخول الإغاثة إلى غزة بموجب اتفاقية جنيف. إنّ إنكار ذلك ليس غير إنساني فحسب، بل إنه جريمة حرب. لكن بنيامين نتنياهو يواجه بالفعل مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة "التجويع كأسلوب من أساليب الحرب" و "الجرائم ضد الإنسانية".

إنّ قدرة نتنياهو على انتهاك القانون الدولي ترجع إلى دونالد ترامب، الذي يظل ثابتاً على موقفه. ويبدو أنّ واشنطن تقبل الآن المجاعة كورقة مساومة إسرائيلية للضغط على حماس لقبول تمديد الهدنة الذي خططت له الولايات المتحدة، والذي يضمن تبادل الرهائن مع ضمان بقاء القوات الإسرائيلية في غزة. تصر حماس على أن تحترم "إسرائيل" التزامها بمرحلة ثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة؛ إنهاء القتال وسحب القوات.

الفلسطينيون في غزة على حافة الهاوية. ينفد الطعام، والمستشفيات غير قادرة على العمل والأسر تبحث عن المياه النظيفة. وأي قيود إضافية على المساعدات من شأنها أن تحول اليأس إلى كارثة. سيكون من الأفضل بكثير التوصل إلى سلام تفاوضي يسمح للفلسطينيين بالبقاء لإعادة بناء حياتهم ويسمح بعودة الأسرى الإسرائيليين المتبقين.

بعد خمسة عشر شهراً من الحرب، وبعد تحقيق العديد من أهدافها المعلنة، لم تقترب "إسرائيل" من السلام في غزة. ويتردد صدى هذا الرأي لدى سكوت أتران من المركز الوطني للبحث العلمي في باريس، الذي أجرى استطلاعاً لآراء المدنيين في غزة في يناير/كانون الثاني، قبل وقت قصير من سريان وقف إطلاق النار. ويزعم البروفيسور أتران بشكل صحيح أنّ "إسرائيل" تفتقر إلى استراتيجية سياسية لمستقبل فلسطين، وأنها لا تفعل سوى تأجيج الغضب الفلسطيني.

منذ البداية، اتبعت إدارة ترامب نهجاً عدوانياً أحادي الجانب تجاه غزة، حيث تتماشى بقوة مع المصالح الإسرائيلية مع تجاهل المخاوف الفلسطينية. ووفقاً لنبيل خوري، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، فإن اتفاقيات التطبيع تظل مركزية لاستراتيجية واشنطن المتطورة، وهي الاستراتيجية التي تتصور تعزيز "إسرائيل" الإقليمي والهيمنة الإقليمية بلا منازع.

وقد أشار خوري إلى أنّ الأولوية المباشرة للولايات المتحدة هي الإزالة الكاملة للفلسطينيين من غزة، تليها، إذا سمحت الظروف، الاستيلاء التدريجي على الضفة الغربية. وتتزامن هذه الرؤية مع زيارة وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إلى واشنطن، وهو مؤيد للضم حذّر نتنياهو من أنّه سيتسبب في انهيار الحكومة إذا انسحبت القوات الإسرائيلية من غزة بموجب هدنة.

لقد رفضت الولايات المتحدة و"إسرائيل" خطة عربية لإعادة إعمار غزة بعد الحرب، ما يسمح لسكانها البالغ عددهم مليوني نسمة بالبقاء. ومع ذلك، فقد شكلت هذه الخطة فرصة لاستعراض القوة: تحالف عربي يتصدى للجهود الواضحة التي يبذلها نتنياهو وترامب لمحو حق تقرير المصير الفلسطيني.

وعلى النقيض من ذلك، تشير التقارير إلى أنّ إدارة ترامب تجري محادثات مباشرة مع حماس. إذا كان هذا صحيحاً، فسيكون هذا انقلاباً مذهلاً للسياسة الأميركية. قد يكون إشراك حماس، الأمر الذي كان يعد غير مقبول، كشريك تفاوضي للولايات المتحدة، مثالاً على الواقعية البراغماتية، أو مثالاً للدبلوماسية الترامبية المعاملاتية أو كليهما.

وقدرت الأمم المتحدة في عام 2019 أنّ موارد النفط والغاز الطبيعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة يمكن أن تولد مئات المليارات من الدولارات للتنمية. لكن التطلعات الوطنية الفلسطينية مستحيلة تحت الاحتلال.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.