"بوليتيكو": قمة أخرى غير رسمية للناتو.. مسؤولون أوروبيون يلتقون بحلفاء ترامب في واشنطن

يخبر المقربون من ترامب دول الناتو أنه لا يوجد ما يدعو للقلق، لكن هذه الرسائل نفسها غير مريحة.

  • "بوليتيكو": قمة أخرى غير رسمية للناتو.. مسؤولون أوروبيون يلتقون بحلفاء ترامب في واشنطن

صحيفة "بوليتيكو" الأميركية تنشر تقريراً للكاتب ألكسندر وارد، يكشف فيه عن أنّ مجموعة من المسؤولين الأوروبيين اجتمعوا مع حلفاء المرشح للرئاسة الأميركية دونالد ترامب في واشنطن، بالتزامن مع القمة الرسمية لحلف الناتو.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرّف:

يتمتّع المسؤولون من دول الناتو بميزة إضافية في قمة هذا العام في واشنطن هي سهولة الوصول إلى أعضاء الدائرة الداخلية لدونالد ترامب.

لقد انتشروا في جميع أنحاء المدينة للقاء المقرّبين من ترامب والتعرّف إلى طريقة تفكير الجمهور. لقد جلسوا لتناول وجبات الإفطار والعشاء مع ريتشارد غرينيل، الذي غالباً ما يتمّ الحديث عنه باعتباره مرشحاً محتملاً لوزير الخارجية. وقد عقدوا اجتماعات مع كبار مستشاري الأمن القومي السابقين، بمن فيهم اللفتنانت الجنرال المتقاعد كيث كيلوغ أو جون بولتون، وجرى الحديث عن الأمن الأوروبي.

قال دبلوماسي أوروبي كبير، وهو واحد من سبعة مسؤولين سابقين من أوروبا والولايات المتحدة والذين لم يكشفوا عن هوياتهم، تحدّث بصراحة عن إدارة جديدة محتملة إنّ "الجميع يستمر في سؤالنا عمّا إذا كنا نجتمع مع أشخاص من قبل ترامب.. والجواب هو بالطبع نحن كذلك. كلنا كذلك. لقد كنا نفعل ذلك لسنوات. لكن الاجتماعات هذا الأسبوع مفيدة".

وقال مسؤول سابق في إدارة ترامب، إنّه "على الرغم من أنّه كان يجتمع مع الأوروبيين لسنوات من أجل الحديث عن النظرة العالمية لترامب، إلا أنّ اللقاء كان أكثر كثافة على مدى الأسابيع الأربعة الماضية، وهناك اهتمام كبير بما قد يكون عليه تفكيره بشأن حلف شمال الأطلسي".

حتى الآن، قال ترامب إنه قد يسمح لروسيا بأن تفعل "ما تشاء" بدول الناتو التي لا تنفق ما يكفي على الدفاع عنها، وادّعى، من دون تقديم خطة، أنّه يستطيع إنهاء العملية الروسية في أوكرانيا في غضون أسابيع من إعادة انتخابه. لكن لا تزال هناك الكثير من الأسئلة حول السياسات التي سيطبّقها بالفعل في منصبه.

والاجتماع الأهم في هذا السياق، سيجري يوم الخميس المقبل، عندما يسافر فيكتور أوربان، رئيس وزراء هنغاريا والمؤيّد العلني لترامب، إلى مارالاغو في جنوب فلوريدا بعد اختتام قمة الناتو للدردشة مع الرئيس السابق.

ومن المرجّح أن يتوجّه مبعوثون أجانب آخرون، متحالفون مع ترامب وخائفون من إدارته، إلى المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلووكي الأسبوع المقبل. تتمّ دعوة السفراء المقيمين في العاصمة لحضور مؤتمرات الحزبين، لكن العديد من الممثّلين الأوروبيين قد حجزوا بالفعل رحلاتهم الجوية وغرف الفنادق في ولاية ويسكونسن.

وفي حين ظلّت الحكومات الأجنبية على اتصال دائماً بالإدارات المحتملة المنتظرة، إلا أنّ الاتصال هذا العام مقرون بالذعر، ففي العديد من دول الناتو، هناك مخاوف حقيقية بشأن ما قد تعنيه ولاية ترامب الثانية بالنسبة لوحدة الحلف والدفاع عن أوكرانيا، وإجراء المحادثات مبكراً غالباً ما يساعد في تخطيط الدول الأوروبية واستعداداتها لما سيأتي.

وعندما طُلب منها التعليق، كرّرت المتحدثة باسم حملة ترامب، كارولين ليفيت، الجملة التي استخدمها فريقه منذ أسابيع: "عندما يعود الرئيس ترامب إلى المكتب البيضاوي، فإنه سيستعيد السلام ويعيد بناء القوة الأميركية والردع على المسرح العالمي".

وقال بولتون، مستشار الأمن القومي الثالث لترامب، إنّه أجرى العديد من المحادثات مع حلفاء وشركاء الناتو هذا الأسبوع، رغم أنّه امتنع عن ذكر أسماء. وكان بولتون قال إنّه من المرجّح أن يسحب ترامب الولايات المتحدة من التحالف.

ريتشارد غرينيل هو عامل الجذب الرئيسي لحلفاء الناتو، ومقرّب من ترامب، تناول العشاء مساء الأحد مع رئيس الوزراء المقدوني هريستيجان ميكوسكي، ثم تناول الإفطار يوم الاثنين مع كبار المسؤولين الأتراك في فندق والدورف – موقع فندق ترامب السابق في شارع بنسلفانيا.

وفي بعض الحالات، يقول المسؤولون الأجانب إنّ الاجتماعات تهدّئ بعضاً من أسوأ مخاوفهم بشأن قيام ترامب بتدمير الناتو. والرسالة العامّة التي سمعوها حتى الآن هي، نعم، يجب على الدول أن تنفق المزيد على دفاعها، لكن ترامب سيدعم التحالف ومعركة كييف ضد روسيا.

وقال مسؤول أوروبي كبير التقى للتوّ بمسؤولين سابقين في إدارة ترامب: "لن يكون الأمر بهذا السوء.. لكن ترامب سيركّز على الانتقام من خصومه أكثر من التركيز على الناتو، والناتو سوف يبقى".

قام المسؤول بسحب هاتفه المحمول لعرض منشور ترامب "الحقيقة من يوم الثلاثاء" كدليل على أنّ ترامب ليس معادياً لحلف شمال الأطلسي كما يبدو. وكتب ترامب في المنشور: "لولا أني رئيس، ربما لن يكون هناك حلف شمال الأطلسي الآن"، لكنه أضاف: "الولايات المتحدة تدفع معظم الأموال لمساعدة أوكرانيا في محاربة روسيا. يجب على أوروبا أن تتعادل على الأقل".

لكن هذه الدعوة إلى "المساواة" هي أيضاً بالضبط نوع من التعليق الذي يحاول الحلفاء الأجانب مواجهته وربما إقناع ترامب باتخاذ موقف أقل حدّة. وقد بدأ بعض المسؤولين بالفعل في تصميم رسائلهم عبر الأطلسي لإرضاء ترامب. 

وقال أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لصحيفة "بوليتيكو" إنّه "من المهم لبلاده الحفاظ على علاقات قوية مع الحزبين"، مؤكداً أنّه "لولا دعم الجمهوريين، لم تكن حزمة المساعدة العسكرية التي قدّمها بايدن البالغة 60 مليار دولار ليتمّ تمريرها عبر الكونغرس، حتى لو استغرق تمريرها ستة أشهر". ولم يذكر ما إذا كان قد التقى بأي ممثّل لترامب.

لقد هيمن ترامب على المحادثات داخل وحول قمة الناتو، مع استمرار الهمسات حول لياقة بايدن. وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى من إحدى دول الناتو: "يمكنك أن تشعر بالقلق الحقيقي بشأن الاتجاه الذي ستذهب إليه الولايات المتحدة.. الاستقرار فيها مهم للغاية بالنسبة لنا، وكل شيء يبدو غير مستقرّ".

بدأت القمة بشاشة منقسمة بشكل ملحوظ بين بايدن وترامب. وفي واشنطن يوم الثلاثاء، ألقى بايدن خطاباً قوياً أشاد فيه بقوة حلف شمال الأطلسي ودعمه لأوكرانيا. وقال بايدن أمام كبار الشخصيات المجتمعين في قاعة ميلون، وهو المكان نفسه الذي وقّع فيه مؤسسو الناتو على الميثاق في عام 1949: "اليوم، أصبح الناتو أقوى من أي وقت مضى".

في الأثناء، قال ترامب أمام المشاركين في المسيرة في دورال بولاية فلوريدا: "لم أكن أعرف ما هو حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل أن أصبح رئيساً.. لكنّ الأمر لم يستغرق مني وقتاً طويلاً لمعرفة ذلك، نحو دقيقتين تقريباً، وأول شيء اكتشفته هو أنهم لم يدفعوا، بل نحن كنا ندفع، وهذا غير عادل".

وتركّزت المناقشات قبل القمة على الحاجة إلى مقاومة خطط ترامب للناتو وأوكرانيا في حالة عودة الجمهوريين إلى السلطة. ورداً على ذلك، حذّر الجمهوريون وحلفاء ترامب من أنّ الحديث بصوت عالٍ عن حماية التحالف من الرئيس السابق قد يكون له تأثير عكسيّ.

نقلته إلى العربية: بتول دياب