"غلوبال تايمز": زيارة الأسد إلى الصين.. نحو تعزيز التعاون وإعادة الإعمار

صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية تؤكّد سعي سوريا إلى مزيدٍ من التعاون الاقتصادي مع الصين، وتطوير العمل المشترك في عدّة مجالات، خصوصاً إعادة الإعمار بعد الحرب.

  • "غلوبال تايمز": سوريا تتمتع بموارد وفيرة توفر فرصاً استثمارية في مجالات عدة.

تناولت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، اليوم الجمعة، زيارة الرئيس السوري، بشار الأسد، الحالية إلى الصين، مؤكّدةً أنّها ستعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية في مجالاتٍ مُتعدّدة، من البنية التحتية إلى استخدام العملات المحلية في التبادل عبر الحدود، والتجارة والتكنولوجيا الرقمية، وذلك حسبما أوضح خبراء للصحيفة.

فيما يلي نص تقرير الصحيفة، مُترجماً إلى العربية:

أشار الباحث في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، ليو تشونغ مين، إلى أنّ سوريا قد تسعى إلى مزيدٍ من التعاون الاقتصادي مع الصين في جهودها لإعادة الإعمار بعد الحرب، وخاصةً في مجال البنية التحتية، وذلك في إطار مبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحتها وتتبناها الصين.

وقال ليو إنّ إعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي في سوريا، وخاصةً إعادة بناء البنية التحتية وتحسين سبل عيش المواطنين السوريين، يجب أن تكون محور التركيز الرئيسي لسوريا، مضيفاً أنّ "هذا يتماشى مع مبادرة الحزام والطريق، التي تركز على تعزيز بناء البنية التحتية والتجارة والاستثمار".

وجاء في تقرير الصحيفة أنّ سوريا تتمتع بموارد وفيرة توفّر فرصاً استثمارية في مجالات التعدين والآلات ومحطات الطاقة والتنمية السياحية، في إشارةً إلى أنّه مع نمو الاقتصاد السوري، تتمّ إعادة بناء المدن، وتظهر فرص الاستثمار.

وقال الخبراء إنّ البلدين قد يناقشان أيضاً موضوعاتٍ مثل تعزيز حضور اليوان الصيني في التبادلات البينية، وذلك بدلاً من استخدام الدولار الأميركي.

الصحيفة ذكّرت إلى إشارة الرئيس السوري، في نيسان/أبريل الماضي، إلى الاتجاه الناشئ للتخلي عن استخدام الدولار الأميركي واختيار اليوان كعملةٍ للتسويات التجارية عبر الحدود.

وقال ليو إنّ ذلك يُظهر أنّ سوريا، والتي عانت طويلاً بسبب العقوبات الغربية، ترغب في المزيد من العلاقات الاقتصادية والتجارية المستقلة مع الصين، وأنّها متفائلة بشأن تدويل اليوان والأداء الاقتصادي الإيجابي للصين.

إضافةً إلى ذلك، توقعت أن يتمّ تعميق التعاون التجاري والرقمي بين البلدين من خلال هذه الزيارة، حسبما صرح ليانغ هايمينغ، عميد معهد أبحاث "الحزام والطريق" بجامعة "هاينان" الصينية.

وقال ليانغ إنّ "سوريا لديها طلب كبير على المنتجات الصينية، كما أن واردات المزيد من المنتجات الصينية عالية الجودة ستساعد في تلبية تنميتها الاقتصادية والاحتياجات اليومية للشعب".

وأصبحت الصين "الشريك التجاري الأكبر لسوريا من حيث الواردات"، بحسب وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، محمد سامر الخليل.

وفي السنوات الأخيرة، وفقاً لـ"غلوبال تايمز"، هناك نمو في صادرات الصين من الأدوية والمعدات الطبية ومعدات البنية التحتية والضروريات اليومية إلى سوريا، إضافةً إلى التزايد بشكلٍ مُطّرد في صادرات الحرف اليدوية السورية وزيت الورد الأساسي والمنتجات المتخصصة الأخرى إلى الصين.

كما أوردت الصحيفة أنّه بحسب الإحصاءات الجمركية، بلغ حجم التجارة الثنائية 426 مليون دولار في عام 2022، ومن المُتوقع أيضاً، وفقاً للصحيفة، أن يتسارع التعاون في مجال الاقتصاد الرقمي.

وكشف ليانغ تطور مجالٍ واسعا للتعاون في الصناعات الرقمية، مثل الدفع عبر الهاتف المحمول والمدن الذكية وتكنولوجيا النانو والحوسبة السحابية، لتعزيز التقدم التكنولوجي وتجارة الخدمات في سوريا، وبالتالي تسريع التنمية الاقتصادية.

هذا ووقّع الرئيسان الصيني، شي جين بينغ، والسوري بشار الأسد، اليوم الجمعة، اتفاقية التعاون الاستراتيجي السوري الصيني.

وأكّد الرئيس الصيني، شي جين بينغ أنّ بكين مُستعدّة لتطوير التعاون مع سوريا والدفاع المشترك عن العدالة الدولية في ظلّ ظروف عدم الاستقرار.

بدوره، صرّح الرئيس السوري، بشار الأسد أنّ بلاده تتطلع إلى دور الصين البنّاء في الساحة الدولية وترفض كل محاولات إضعاف هذا الدور.

وأمس، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجبية الصينية، ماو نينغ، في مؤتمرٍ صحافي: "نعتقد أنّ زيارة الرئيس بشار الأسد ستؤدي إلى تعميق الثقة السياسية المتبادلة، والتعاون في مختلف المجالات بين البلدين، وارتقاء العلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة".

ووصل الرئيس السوري إلى مطار خانجو في الصين، أمس الخميس، في أول زيارة رسمية للبلاد منذ نحو عقدين، تلبية لدعوة من نظيره الصيني، شي جين بينغ.

وعام 2021، زار وزير الخارجية الصيني وانغ يي دمشق، في زيارةٍ رسمية لتعزيز التعاون بين الصين وسوريا. وكانت تلك الزيارة هي الأولى لمسؤول صينيّ رفيع المستوى، منذ بدء الحرب على سوريا.

نقله إلى العربية الميادين نت.