"فورين بوليسي": الصين وروسيا تفوزان في سباق الصواريخ الأسرع من الصوت
الصين وروسيا تفوزان في سباق الصواريخ الأسرع من الصوت، لكن الولايات المتحدة تحاول اللحاق بالركب، حيث من المقرر أن تدخل أسلحة جديدة الخدمة قريباً.
-
الصاروخ الصيني فرط الصوتي "YJ-19"
مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تنشر تقريراً عن سباق التسلّح العالمي في مجال الأسلحة فرط الصوتية، مع التركيز على تفوّق الصين وروسيا على الولايات المتحدة في هذا المجال.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرف:
في العرض العسكري الضخم الذي أقامته الصين هذا الشهر احتفالاً بانتهاء الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ، استعرضت بكين ترسانتها من الصواريخ المضادّة للسفن الأسرع من الصوت، في تحذيرٍ ضمني من أنّ أي صراع مستقبلي قد يُغرق حاملات الطائرات الأميركية، التي تبلغ قيمة الواحدة منها 13 مليار دولار، في أعماق البحر.
لكن الصين ليست الخصم الوحيد للولايات المتحدة في هذا المجال. فروسيا قطعت شوطاً كبيراً في تطوير ونشر صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، ما يجعلها بسرعتها العالية وقدرتها على المناورة سلاحاً مثالياً لتدمير الأهداف عالية القيمة.
في المقابل، ما زالت الولايات المتحدة متأخرة نسبياً في هذا المضمار، رغم أنّ خبراء عسكريين يؤكدون أنها تحقق تقدماً ملحوظاً.
تتحرك الأسلحة الأسرع من الصوت بسرعات تتجاوز خمسة أضعاف سرعة الصوت، ما يمنحها تفوقاً عسكرياً كبيراً، لكنه يفرض أيضاً تحديات تصميمية معقّدة تتعلق بالحرارة الناتجة عن تلك السرعات الهائلة.
يركّز تطوير الأسلحة حول العالم حالياً على نوعين رئيسيين من الأسلحة فرط الصوتية: صواريخ كروز التي تعمل بالطاقة الصاروخية، والمركبات الانزلاقية فرط الصوتية التي تبلغ سرعة فرط صوتية بعد انفصالها عن الصواريخ المطلَقة في الغلاف الجوي.
يصعب على الدفاعات الصاروخية اعتراض كلا النوعين نظراً لسرعة الأسلحة وقدرتها على تغيير مسارها. الأهداف المثالية لمثل هذه الصواريخ هي المواقع شديدة التحصين أو تلك الحساسة للوقت، مثل استهداف حاملات الطائرات أو كبار المسؤولين العسكريين.
يبدو أنّ الصين وروسيا تحرزان تقدماً في مجال الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت، ومن الصعب تقييم قدراتهما الحقيقية.
في 3 أيلول/سبتمبر، عرضت الصين مجموعة من الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت، بما في ذلك التصاميم التي من المرجح أن تستخدمها بكين لإغراق السفن الحربية الأميركية في أي صراع وهي: "YJ-17-19-20". وبينما لم تتجاوز جميع التصاميم مرحلة التجارب، أفادت التقارير أنّ الصين بدأت بتزويد قواتها بمركبة الانزلاق "DF-ZF" التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في عام 2020.
وفي إشارة إلى جديتها، استثمرت الصين أيضاً بكثافة في اختبارات الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت. في عام 2018، صرّح مايكل غريفين، المسؤول الدفاعي الأميركي الكبير آنذاك، في مؤتمر صحافي، بأن الصين أجرت بالفعل اختبارات تفوق سرعة الصوت بعشرين ضعفاً ما أجرته الولايات المتحدة خلال العقد الماضي. وتتمثل برامج روسيا الرئيسية في صاروخ "أفانغارد"، وهو صاروخ انزلاقي، وصاروخ "كروز زركون". كما تُطوّر روسيا صاروخ "كينزال"، وهو سلاح مشتق من تقنية صواريخ بالستية قديمة وأقل قدرة على المناورة، ومع ذلك، وصفته موسكو بأنه سلاح تفوق سرعته سرعة الصوت. وتقول روسيا إنّ الأسلحة الثلاثة جميعها خارج مرحلة التطوير، ويجري إنتاجها لقواتها.
واجهت برامج سلاح الجو الأميركي تأخيرات مماثلة في برنامجين أساسيين للأسلحة فرط الصوتية: مركبة انزلاقية تُسمّى السلاح السريع للاستجابة المطلَقة جوّاً (ARRW)، وصاروخ كروز يُسمّى صاروخ الهجوم فرط الصوتي (HACM). لقد واجه كلا البرنامجين مشاكل في التطوير، لكنّ سلاح الجو يسعى لبدء إنتاج "ARRW" عام 2026، وفقاً لوثائق الميزانية، وبدء إنتاج "HACM" عام 2027، بحسب تقرير صادر عن مكتب المساءلة الحكومي.
ومع ذلك، قد يبدو بطء الولايات المتحدة في تطوير الأسلحة الأسرع من الصوت أسوأ مما هو عليه، كما قال تود هاريسون، الزميل البارز في معهد "أميركان إنتربرايز" ومقره واشنطن.
وتبدو إدارة ترامب، على الأقل نظرياً، مهتمة بسد الفجوة في مجال الأسلحة الأسرع من الصوت مع روسيا والصين. وخلال جلسة استماع لتأكيد تعيينه في شباط/فبراير، قال نائب وزير الدفاع الأميركي ستيفن فاينبرغ إنّ الولايات المتحدة أنفقت القليل جداً من المال على الأسلحة الأسرع من الصوت ووصفها بأنها "ضرورية" للأمن القومي. مع ذلك، يبقى مدى سرعة واشنطن في سد الفجوة مسألةً مفتوحة. صرّح كاراكو، خبير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بأنه لم يرَ أي دلائل تُشير إلى تحويل الأموال.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.