"فورين بوليسي": المجاعة تهدد السودان

خلّفت الحرب 25 مليون شخص جائع. ومن الممكن أن يموت 2 مليون منهم قبل نهاية العام.

0:00
  • "فورين بوليسي": المجاعة تهدد السودان

مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تنشر تقريراً للصحافية نوسمات جباداموسي، تتحدث فيه عن واقع السودان والمجاعة التي تهدد حياة ملايين السودانيين.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرف:

تجاهل الجنرالات المتنافسون في السودان التحذيرات من المجاعة الجماعية؛ ففي أكثر من عام من الحرب الوحشية، استخدم الفصيلان العسكريان المساعدات الإنسانية كسلاح.

لقد منع الزعيم الفعلي للسودان، القائد العسكري عبد الفتاح البرهان، وصول المساعدات إلى نصف البلاد على الأقل تحت سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية برئاسة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي. وفي الوقت نفسه، تعوق قوات الدعم السريع الشاحنات إلى الأماكن التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية. وقال عمال الإغاثة السودانيون لمجلة "فورين بوليسي" إنّ قوات الدعم السريع استهدفت وقتلت متطوعين محلّيين يديرون مطابخ الحساء، وخصوصاً في الخرطوم.

لقد خلق الصراع أكبر أزمة جوع ونزوح داخلي في العالم. دفع القتال 25 مليون شخص، أكثر من نصف سكان البلاد، إلى الجوع الحاد، وأجبر نحو 11 مليون شخص على الفرار من ديارهم، بما في ذلك 2.3 مليون فرّوا إلى الخارج. وحذّرت وكالات الإغاثة من أنّ أكثر من مليوني سوداني قد يموتون بحلول نهاية هذا العام.

وفي المناطق التي يتوفّر فيها الغذاء، أدّت عمليات الابتزاز والهجمات على التجار عند نقاط التفتيش إلى رفع الأسعار. وروت النساء أنّهن تعرضن للاغتصاب، وتزايدت التقارير عن التعذيب واستخدام الأطفال دون سن 15 عاماً في القتال والمذابح العرقية التي ترتكبها قوات الدعم السريع والميليشيات المسلّحة على مدار العام الماضي.

وقالت ماتيلد فو، مستشارة المناصرة في المجلس النرويجي للاجئين في السودان: "يموت الناس من الجوع في العاصمة. نحن ننظر إلى خطر استخدام المجاعة كسلاح حرب".

أفادت بعثة مفوضة من الأمم المتحدة يوم الجمعة بأنّ كلا الجانبين في الحرب الأهلية السودانية التي استمرت قرابة 17 شهراً ارتكبا انتهاكات "مروّعة" قد ترقى إلى جرائم حرب، داعيةً إلى فرض حظر على الأسلحة في جميع أنحاء البلاد.

إنّ ما يزيد الطين بلة هو أنّ الاستجابة الإنسانية تعاني نقصاً حاداً في التمويل، فقد تم تمويل نداء الأمم المتحدة لجمع 2.7 مليار دولار بنسبة 32% فقط. وتقول وكالات الإغاثة إنّ المتطوعين المحلّيين على الأرض يحتاجون إلى دعم أفضل، لأنّ وقف إطلاق النار غير مرجح للغاية في المستقبل القريب.

وأُعلنت المجاعة في مخيم زمزم الذي يؤوي نحو 500 ألف نازح قرب مدينة الفاشر المحاصرة، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث تمنع قوات الدعم السريع شاحنات المساعدات. وقال فو إنّ هناك فرصة واقعية للمجاعة في 16 منطقة أخرى، لكن من الصعب تأكيد الأرقام الدقيقة.

وفي الشهر الماضي، وافقت القوات المسلحة السودانية على فتح معبر أدري الحدودي من تشاد غير الساحلية إلى السودان لمدة ثلاثة أشهر، لكن وكالات الإغاثة الدولية قالت لـ"فورين بوليسي" إنّ القوات المسلحة السودانية جعلت الأمور صعبة من خلال التراخيص المطولة التي تضمن دخول كمية ضئيلة فقط من الشحنات.

ويخاطر الصراع بالتحول إلى حرب أبدية، إذ تغتنم مختلف الجهات الفاعلة الخارجية الفرصة لتوسيع نفوذها.

وفي حين أنّ المفاوضات ضرورية، فإنّ اهتمام الولايات المتحدة وضغطها يجب أن يركز أيضاً على القوى الإقليمية الأخرى ذات المصلحة في الصراع، مثل إريتريا وإثيوبيا. ويُعتقد أن المرتزقة الأجانب من تشاد ومالي والنيجر وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا يقاتلون في السودان.

نقلته إلى العربية: بتول دياب

منتصف نيسان/أبريل تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.