"ليبراسيون": بعد الانقلابات.. فرنسا في متاهة

صحيفة "ليبراسيون" تقول إنّ انقلاب عسكري في النيجر وآخر في الغابون أطاحا بأنظمة حكم مختلفة تماماً، ولكن هشاشتها الحقيقية فُرضت بأثر رجعي وتحتفظ كل منهما بعلاقات خاصة مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.

  • معارضون للوجود العسكري الفرنسي في النيجر أمام قاعدة نيامي الجوية
    معارضون للوجود العسكري الفرنسي في النيجر أمام قاعدة نيامي الجوية

نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، اليوم الخميس، مقالاً لماريا مالاغارديس، حمل عنوان "بعد الانقلابات.. فرنسا في متاهة"، تحدثت فيه عن الانقلابات العسكرية التي شهدتها النيجر والغابون، وكيف أثرت على الحضور الفرنسي هناك.

وفيما يلي نص المقال كاملاً منقولاً إلى العربية:

"التاريخ لا يزحف، بل يقفز"، هذا ما كتبه الكاتب والفيلسوف اللبناني الأميركي نسيم طالب، قبل خمسة عشر عاماً تقريباً. في صيف عام 2023، ربما تكون القارة الأفريقية قد شهدت اثنتين من هذه "القفزات" غير المتوقعة، والتي لا تزال عواقبها غير مؤكدة، لكنها قلبت كل شيء رأساً على عقب. على الأقل في الوقت الحالي.

بفارق شهر، أطاح انقلاب عسكري في النيجر وآخر في الغابون بأنظمة حكم مختلفة تماماً، ولكن هشاشتها الحقيقية فُرضت بأثر رجعي، وتحتفظ كل منهما بعلاقات خاصة مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة. 

منذ البداية، يختلف هذان الانقلابان اختلافاً كبيراً عن انقلابي مالي وبوركينا فاسو. هناك كان طلاب الجيش، وضباط الصف، هم الذين استولوا على السلطة، راكبين موجات الاحتجاج الشعبي التي اجتاحت الشوارع. لكن الأمر مختلف هذه المرة، لم يسبق انقلابات صيف 2023 تظاهرات حاشدة ولم يشارك فيها صغار الضباط.

ومع ذلك، وتبقى النتيجة على حالها: موجة من الدعم الشعبي، وتفجر الفرحة، والتعبير في شوارع العاصمتين عن الرغبة في "التطهير"، في مواجهة أنظمة أقرتها الانتخابات، بمصداقية أكثر أو أقل. 

في ليبرفيل، كما هو الحال في نيامي، لا تزال هناك أسئلة كثيرة بشأن النوايا الحقيقية لهؤلاء الانقلابيين من أجهزة أمن السلطة. لكن الأمل في تغيير النظام وإنهاء الفساد والامتيازات يغذي الكثير من التوقعات. ويظل رفض فرنسا هو الأمر الموحد.

في غضون ذلك هناك "حالة فريدة من نوعها في تاريخ العلاقات الفرنسية الأفريقية". فالسفير الفرنسي في نيامي، سيلفان إيتي، الذي أمره المجلس العسكري بترك منصبه، يرفض ذلك ويظل محتجزاً في المجمع من السفارة. 

والأربعاء، كشف تفتيش غير متوقع لسيارة فان خارجة، بحسب التلفزيون النيجري، عن وجود زي عسكري بوركينا فاسو، من المرجح أن يكون بمثابة غطاء للمرتزقة. وهذا يكفي لإثارة المزيد من جنون العظمة المحيط بشأن آخر التقلبات في فرنسا، "التي تعيش في حالة من الفوضى الكاملة، والتي لم تعد تعرف كيف تتصرف".