"نيويورك تايمز": فلوريدا تبني "سجن التمساح" للمهاجرين

قال المدافعون عن المهاجرين إنّ هذه الخطوة تخلق شكلاً جديداً تماماً من أشكال الاحتجاز خارج نطاق الحكومة الفيدرالية.

0:00
  • الولايات المتحدة تبني مركز احتجاز للمهاجرين في منطقة مليئة بالتماسيح والثعابين
    الولايات المتحدة تبني مركز احتجاز للمهاجرين في منطقة محاطة بحيوانات برية خطيرة، بما في ذلك التماسيح والثعابين

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر تقريراً يتناول مشروعاً جديداً في ولاية فلوريدا لبناء منشأة احتجاز قاسية للمهاجرين تُعرف باسم "تمساح ألكاتراز" (Alligator Alcatraz)، وذلك ضمن حملة إدارة ترامب لتكثيف الاعتقالات والترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرف:

تقوم ولاية فلوريدا ببناء منشأة احتجاز للمهاجرين أطلق عليها اسم "تمساح ألكاتراز" (Alligator Alcatraz) من خلال تحويل أحد مطارات مدينة إيفر غلاديس إلى أحدث مركز احتجاز والأشد رعباً لمساعدة إدارة ترامب في تنفيذ حملتها الصارمة ضد المهاجرين. 

وفي معرض تعليقها على هذه الخطوة، قالت تريشيا ماكلولين، المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، إنّ المنشأة النائية التي تتكون من خيام كبيرة ومرافق أخرى مخطط لها ستكلف الولاية نحو 450 مليون دولار سنوياً لإدارتها.

من جهته، صرّح المدعي العام لولاية فلوريدا، جيمس أوثماير، وهو حليف ترامب ومؤيد لبناء مركز الاحتجاز في إيفر غلاديس، بأن الولاية لن تحتاج إلى استثمار كبير في الأمن، لأن المنطقة محاطة بحيوانات برية خطيرة، بما في ذلك التماسيح والثعابين. وقال متحدث باسم المدّعي العام إن العمل في المنشأة الجديدة انطلق صباح الاثنين.

من المؤكد أنّ هذا المشروع سيُعجب الرئيس ترامب، الذي تحدث مراراً خلال ولايته الأولى عن بناء خندق على طول الحدود الجنوبية مليء بالتماسيح. وبينما كان يُطالب ببناء جدار لمنع المهاجرين من الدخول، حثّ المسؤولين على بنائه باستخدام المسامير والأسلاك الشائكة والطلاء الأسود لضمان أن يكون رادعاً، وكلما كان مظهره أكثر رعباً كان ذلك أفضل. ومنذ عودته إلى منصبه هذا العام، أرسل ترامب مهاجرين إلى خليج غوانتنامو وإلى سجن ضخم في السلفادور.

وتُعد منشأة إيفر غلاديس جزءاً من جهد أوسع نطاقاً تبذله إدارة ترامب لحث السلطات المحلية على تعزيز القدرة على الاحتجاز وزيادة عدد الضباط الذين يمكنهم اعتقال المهاجرين غير الشرعيين. وقد سبق أن واجهت إدارة ترامب صعوبة في تحقيق أهدافها المتعلقة بالترحيل الجماعي، ويرجع ذلك جزئياً إلى محدودية الموارد، وهي تبحث عن كل الطرق الممكنة للمساعدة في زيادة هذه الموارد.

تحتجز إدارة ترامب حالياً نحو 55 ألف مهاجر، وهو عدد يمثل ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالعدد الذي وصلت إليه إدارة بايدن، والذي بلغ نحو 40 ألف شخص. ويسعى المسؤولون في إدارة ترامب إلى الضغط على الكونغرس للمساعدة في دفع المزيد من التمويل لزيادة طاقة استيعاب مراكز الاحتجاز بشكل أكبر. وقال توم هومان، مسؤول الحدود في إدارة ترامب، إنّ عدد أسرّة الاحتجاز المتاحة سيحدد عدد عمليات الترحيل التي ستتمكن الإدارة من تنفيذها هذا العام.

في المقابل، انتقد المدافعون عن المهاجرين هذه الخطوة، معتبرين أنها تخلق شكلاً جديداً من أشكال الاحتجاز خارج نطاق الحكومة الفيدرالية. واعتبر مارك فليمنغ، المدير المساعد للتقاضي الفيدرالي في المركز الوطني للعدالة للمهاجرين، أنها خطوة تُمثل "نظام احتجاز مستقلاً وغير مسؤول".

نقلته إلى العربية: زينب منعم.