"هآرتس": وقف النار من لبنان مرهون بغزّة.. واغتيال ناصر لن يعيد الهدوء

رد حماس الإيجابي على بنود صفقة الأسرى المطروحة أخيراً، أثار خلافاً حاداً بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وجميع رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية التي يريدون التوصل إليها، ووقف النار من لبنان مرهون بغزّة.

0:00
  • مشاهد من عملية استهداف موقع الراهب الإسرائيلي
    مشاهد من عملية استهداف موقع الراهب الإسرائيلي

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تنشر مقالاً لمحلل الشؤون العسكرية لديها، عاموس هرئل، يتحدث فيه عن آخر التطورات السياسية في ما يخص الحرب في غزة، والجبهة الشمالية مع لبنان، واغتيال قائد وحدة عزيز في حزب الله. 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

أثار رد حماس الأخير على عرض الوسطاء في المفاوضات حول صفقة الأسرى، الذي تم تسليمه إلى "إسرائيل" أول أمس، خلافاً حاداً بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وجميع رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية، فالمستويات المهنية التي تتعامل مع قضية الأسرى، وكذلك وزير الأمن يوآف غالانت، ترى الآن فرصة لتحقيق اختراق في المفاوضات.

نتنياهو، كما تشير التسريبات وكذلك البيانات الرسمية، لا يشاركهم الرأي. وعند الاختيار بين تحرير الأسرى، وبقائه السياسي، فمن الواضح كيف ينوي حسم القرار.

نتنياهو يخشى من تفكك تحالفه مع الأحزاب اليمينية المتطرفة، ما قد يفرض عليه إجراء انتخابات مبكرة. وبرأي مسؤولين في المؤسسة الأمنية والعسكرية، قد تكون النتيجة حياة أسرى إضافيين، واستمرار القتال في قطاع غزة، وربما المزيد من التصعيد مع حزب الله.

رد حماس أنتج إجماعاً نادراً بين غالانت وجميع رؤساء المنظمات المشاركة في المفاوضات؛ "الجيش" الإسرائيلي، والموساد، والشاباك، ومركز أسرى الحرب برئاسة اللواء نيتسان ألون، وجميعهم يتفقون على أنّه يمكن سدّ الفجوات بين الطرفين هذه المرّة.

وخلاصة القول أنّ هناك مرةً أخرى صفقة على جدول الأعمال، ومن الممكن في غضون أسابيع قليلة إبرام اتفاق يشمل عودة بعض الأسرى إلى جانب مسار متفق عليه لمناقشة مستقبلية بشأن تحرير البقية. وفي الوقت نفسه، قد تكون هناك فرصة لمفاوضات سريعة حول صفقة شمالية تهدف إلى إبعاد قوات "الرضوان" التابعة لحزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، على أمل أن يكون ذلك كافياً لإقناع معظم سكان الحدود الإسرائيلية بالعودة إلى منازلهم، فالطريقة لإقناع نصر الله بوقف إطلاق النار، هي من خلال غزة.

ولكن الاغتيال الذي نفّذته "إسرائيل" مؤخراً في لبنان، بحق قائد وحدة عزيز التابعة لحزب الله، محمد نعمة ناصر، لا تخدم الهدف المتمثل بمفاوضات شمالية. وجاء رد حزب الله على الاغتيال، على شكل وابل من نحو 200 قذيفة صاروخية إلى جانب نحو 20 طائرة هجومية مسيّرة أُطلقت على الجليل ومرتفعات الجولان وبحيرة طبريا. وأدّى هجوم صاروخي على معسكر لـ "الجيش" الإسرائيلي في الجولان، إلى مقتل الرائد إيتاي غلا، 38 عاماً، نائب قائد سرية في وحدة الاستخبارات في تشكيل "يفتاح"، وإصابة جندي آخر.

من المفيد أيضاً أن نتحدث عن الآثار الاستراتيجية للاغتيال بالتوازي مع نشوء فرصة حقيقية للتوصل إلى صفقة للإفراج عن الأسرى، وانتهاء الحرب. فالعملية هذه، لن تعزز استعادة الهدوء في الجبهة الشمالية، ولن تعيد الأمن للإسرائيليين الذين أبعدوا من المنطقة منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر، على الرغم من أنّ الاغتيال يأتي رداً على الواقع الذي لا يطاق الذي يفرضه حزب الله على "إسرائيل" على طول الحدود.

هناك أكثر من 60 ألف إسرائيلي من سكان المنطقة الحدودية، سيحيون مرور 9 أشهر بعيداً من منازلهم بعد غد، ومطالبهم بالعودة ووضع حد لهذا الوضع غير المحتمل أصبحت يائسة أكثر فأكثر. 

والجدير بالذكر، أنّه في حين يرى محللون أنّ الحرب الشاملة هي سيناريو حتمي مسبقاً، فمن المشكوك فيه ما إذا كان هذا هو موقف نتنياهو، الذي يريد الوصول بأمان إلى خطابه أمام الكونغرس في واشنطن في 24 من الشهر الجاري.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.