"مودرن ديبلوماتيك": بعد "قمة ألاسكا".. الصين تعود إلى الشطرنج الجيوسياسي بأوروبا

المكاسب في لعبة الشطرنج الجيوسياسية، لا تُقاس بالألعاب الصغيرة الرخيصة ولكن بالنتائج الملموسة. هذا ما تظهره الصين هذا الأسبوع ، عقب "قمة ألاسكا" الأسبوع الماضي، وفق موقع "مودرن ديبلوماتيك".

  • بعد
    بعد "قمة ألاسكا" الصين تعود إلى الشطرنج الجيوسياسي في أوروبا

نشر موقع "مودرن ديبلوماتيك" مقالاً للكاتبة إيفيتا تشيرنيفا، عن الرد الصيني على قمة ألاسكا، وفيما يلي نص المقال المنقول إلى العربية:

كان رد الصين على القمة الرباعية، التي دعت إليها ورعتها الولايات المتحدة، لتشكيل تحالف فضفاض، يشمل أستراليا والهند واليابان، بعقد قمة "رباعية مصغرة"، تنعقد مباشرة على حافة حدود الناتو، ومع أعضاء من الناتو في الاتحاد الأوروبي، وهي المجر واليونان، بالإضافة إلى مقدونيا الشمالية وصربيا. 

تعقد اقمة المجموعة الرباعية الأسبوع المقبل، بحضور وزير الدفاع الصيني، وي فنغي، ما يعني "أننا لم نعد نتحدث فقط عن التجارة والاقتصاد والتكنولوجيا". 

ربما أيضاً كان الأهم، هو أن تركيا أعلنت أنها تسعى إلى تطوير علاقاتها مع الصين، للوصول إلى "شراكة استراتيجية"، والتي ستغير قواعد اللعبة ذات التأثير المحتمل أيضاً على الشرق الأوسط.

لقد أصبحت اللعبة الأن، على المستوى الدفاعي والعسكري. ومن الآمن القول إن الولايات المتحدة، هي التي بدأت هذا بسياستها الجديدة للمواجهة مع الصين. ولم يكن رد الصين متأخراً.

يقول كبير الصينيين الدبلوماسيين "ما زلت غير متأكد من سبب اعتقاد بلينكين أن هذا سينجح"، وأضاف "أعتقد أننا فكرنا جيداً ومن نواح كثيرة، فما حاول بلينكن القيام به لم يكن دبلوماسية. لقد كانت خدعة رخيصة من زمن جداتي". لحظة "خاطئة" أدت إلى نتائج عكس المراد الأميركي. 

اعتاد بلينكين والحكومة الأميركية على اتهام الصين بالغش. وكثيراً ما يقولون إن الصين تشكل تهديداً للقواعد. لكن الولايات المتحدة تلعب بتذاكي، وتحاول تسجيل نقاط رخيصة. وهذا هو المقصود بأن بلينكين ليس استراتيجياً جيوسياسياً فعلياً. بلينكين لا يشعر بالراحة، إلا عندما يكون هو صاحب القرار، لكن هذا لا يتعلق بالجغرافيا السياسية. وهذا أيضاً ليس العالم الذي وجدت الولايات المتحدة نفسها فيه في العام 2021.

قمة ألاسكا، ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الولايات المتحدة خداع الصين، في إطار دبلوماسي. لنتذكر عملية اختيار المقرر الخاص للأمم المتحدة، المعني بحرية التعبير في العام 2020، عندما اعتقدت حكومة الولايات المتحدة أيضًا أنه من الممكن أن تفلت من العقاب، لكن النتائج حينها جاءت عكسية أيضاً.  

يبدو أن الجبهة: وسط / شرق أوروبا والبلقان وفي الشرق الأوسط، على حدود الناتو مباشرة، ستشكل خط صدع رئيسي في الحرب الباردة المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين. ستكون خطوط الصدع الأخرى جنباً إلى جنب مع الرباعية في المحيطين الهندي والهادئ، وعبر إفريقيا.

لقد عادت الجغرافيا السياسية.