"ذا ناشونال انترست": هل يذيب اجتماع بلينكن لافروف جليد العلاقات الثنائية؟

على الرغم من الخلافات السياسية العميقة الجذور بين البلدين، ومع إبداء الجانبين استعداداً كبيراً للتعاون، يمكن أن يحدد اجتماع بلينكن - لافروف النغمة لعقد قمة محتملة بين بايدن وبوتين في وقت لاحق من هذا الصيف.

  • بلينكين ولافروف خلال لقائهما الأول في ريكيافيك.
    بلينكين ولافروف خلال لقائهما، وهو الأعلى لمسؤولين روسي وأميركي منذ تولي بايدن الحكم.

كتب مارك إيبيسكوبوس تقريراً في موقع مجلة "ذا ناشونال انترست" الأميركية تناول فيه اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين بنظيره الروسي سيرغي لافروف في ريكيافيك يوم أمس الأربعاء. 

وقال التقرير إن هذه المحادثات، التي تمثل أعلى اجتماع علني بين المسؤولين الأميركيين والروس منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه في كانون الثاني / يناير الماضي، في أعقاب تقارير سابقة تفيد بأن إدارة بايدن سوف تتنازل عن العقوبات الأميركية على الشركة التي تشرف على بناء خط أنابيب الغاز، "نورد ستريم 2". خط انابيب. وأوضح أن إدارة بايدن قد اتبعت استجابة مدروسة للقرصنة الأخيرة لخط الأنابيب الروسي، مشيرة إلى أنها جاءت من جماعة إجرامية داخل روسيا لكنها لم تصل إلى حد وصفها بأنها هجوم إلكتروني برعاية الكرملين.

وأضاف الكاتب أن لهجة بلينكن لم تكن لهجة مواجهة، بل كانت دبلوماسية ومهنية ومدروسة. وقال بلينكين: "هناك العديد من المجالات التي تتقاطع فيها مصالحنا وتتداخل، ونعتقد أنه يمكننا العمل معاً والبناء بالفعل على تلك المصالح". وأضاف: "من وجهة نظرنا أنه إذا تمكن قادة روسيا والولايات المتحدة من العمل معاً بشكل تعاوني، فإن شعبينا يمكن أن يكونا آمنين والعالم أكثر أماناً". 

وأبرزت تصريحات لافروف الافتتاحية الخلافات السياسية العديدة بين الجانبين، لكنها أعربت عن أملها في أن يتمكن الجانبان من العمل معاً بشأن "قضايا الاستقرار الاستراتيجي".

وقال لافروف "نحن نختلف بشكل خطير في تقييمنا للوضع الدولي ومناهجنا تجاه كيفية حله". وأضاف: موقفنا واضح: نحن مستعدون لمناقشة جميع القضايا من دون استثناء، على أساس أن المناقشة ستكون صادقة وواقعية وتجري باحترام متبادل. توصي قوانين الدبلوماسية بالتبادل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالرد على أي نوع من الأعمال العدائية. ومهمتنا هي تحقيق أقصى استفادة من الفرص الدبلوماسية التي لدينا.. ليست وجهات نظر متشابهة تماماً ولكنها أهداف متشابهة".

وقدم كل من لافروف وبلينكين عينة من الجبهات السياسية التي يمكن لموسكو وواشنطن العمل عليها معاً. هذه المجالات تشمل برنامج إيران النووي وأفغانستان وشبه الجزيرة الكورية. 

وفيما يمكن أن يكون خطوة كبيرة نحو استقرار العلاقات بين البلدين، أشار لافروف إلى استعداده لمراجعة الوضع المتعلق بالبعثات الدبلوماسية للبلدين.

وكان الكرملين قد استدعى سفيره لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف في آذار / مارس الماضي، بعد وقت قصير من تعليقات بايدن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مقابلة وصف فيها بوتين بـ"القاتل". وحذت واشنطن حذو موسكو في نيسان / أبريل، حيث استدعت سفيرها لدى روسيا جون سوليفان لإجراء "مشاورات" بعد تنبيه صريح من موسكو.

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من الخلافات السياسية العميقة الجذور، يمكن أن يحدد اجتماع بلينكن - لافروف النغمة لعقد قمة محتملة بين بايدن وبوتين في وقت لاحق من هذا الصيف. ويأمل بايدن، الذي اقترح على بوتين عقد القمة في مكالمة هاتفية الشهر الماضي، في إنشاء خط اتصال واضح مع نظيره الروسي. 

ويراجع الكرملين الاقتراح - لكنه لم يوافق رسمياً حتى الآن - حيث ورد أن الجانبين يعملان على تفاصيل اجتماع محتمل. وإذا حدث ذلك، فقد يثبت الاجتماع بين بلينكن ولافروف أنه خطوة مهمة على الطريق إلى علاقة أقل خطورة بين موسكو وواشنطن، وهي خطوة يريد بايدن اتخاذها، لأسباب ليس أقلها أنه يتذكر مخاطر الحرب الباردةK ولأنه يرى بكين كخصم رئيسي للولايات المتحدة.

وختم الكاتب بالقول إنه سيكون خطأ جوهرياً لموسكو ألا تأخذ رغبة بايدن في تحسين العلاقات على محمل الجد. 

نقله إلى العربية: الميادين نت