في إسرائيل وفي السلطة واثقون أن الوضع في الجنوب تحت السيطرة لكنهم قد يتفاجأون

من الصحيح القول أنه حتى الساعة التاسعة من مساء الأربعاء 13 كانون الأول/ ديسمبر أطلقت من قطاع غزة ثلاثة صواريخ، اثنان منها اُطلقا باتجاه سديروت وتم اعتراضهما من قبل منظومة "القبة الحديدية"، بينما سقط الصاروخ الثالث في منطقة مفتوحة في المجلس الإقليمي اشكول. وبالإجمال فإنه منذ أن اعترف رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل تم إطلاق 15 صاروخاً من غزة. وهذا هو أكبر عدد (من الصواريخ) سُجل منذ عملية "الجرف الصامد" قبل ثلاث سنوات ونصف.

منذ أن اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل تم إطلاق 15 صاروخاً من غزة

والتقدير السائد في إسرائيل هو أن الصواريخ، والتي هي في غالبيتها قصيرة المدى من طراز "القسام"، يتم إطلاقها من قبل تنظيمات سلفية خارجة على القانون. وهي تنظيمات تدخل في مواجهة مع سلطة حماس ولديها الرغبة في إثارة الاستفزازات، والتسبب بجولة عنف جديدة، هي الرابعة من حيث العدد، بين غزة وإسرائيل. وبالفعل فإن حماس تحاول كبح عمليات الإطلاق وذلك تخوفاً من حدوث التصعيد، إلا أنه، وخلافاً للماضي، فإن رغبتها في وقف "رذاذ" (الصواريخ) هي في حالة تراجع.

وبالفعل، في الوقت الذي يدعو في زعماء حماس إلى انتفاضة جديدة رداً على إعلان ترامب فإنهم يتمنون أن تندلع في الضفة (الغربية)، إلا أنه من الصعب على الحركة كبح عمليات الإطلاق. وفي المقابل فإن إسرائيل من جانبها ترد ردوداً منضبطة – مرة برمايات الدبابات، ومرة أخرى بقصف من الجو لأهداف عسكرية تابعة لحركة حماس، رغم أن مستوى الرد يزداد قوة من صاروخ إلى آخر.

كل هذا يحدث في الوقت الذي لا تهدأ فيه المظاهرات الشعبية، والتي تترافق برشق الحجارة باتجاه قوات الأمن في الضفة (الغربية)، وكذلك على السياج الحدودي في غزة، بينما ينتهي غداً الأسبوع الأول لـ "يوم الغضب". وقد نشأت الآن دائرة سحرية من التدهور المتزايد باتجاه العنف.

وهناك شعور في الأجهزة الأمنية أن السلطة الفلسطينية بقيادة عباس تجد أيضاً، في الوضع الناشئ، صعوبة في كبح التدهور بكامل قوتها. فأجهزة الأمن التابعة لها تعمل دون رغبة، على الرغم من أنها تواصل التنسيق مع نظيراتها الإسرائيلية، في الوقت الذي يستعد فيه الطرفان ليوم الجمعة القادم الذي تحرض حماس من أجله وتدعو الشباب للخروج فيه بمظاهرات وبمسيرات احتجاج.

وعلى الرغم من أن الطرفين غير معنيين بالدخول في مواجهة فإن حالهما كحال من يركبون على ظهر نمر ويعتقدون أنهم سيتمكنون من السيطرة عليه. لكنهم في نهاية المطاف سيجدون أنفسهم وقد فقدوا السيطرة.

 

ترجمة: مرعي حطيني

المصدر: معاريف