الاجتماع الصيني الياباني الكوري يبشر بفرص جديدة لشرق آسيا

انطلاقاً من قائمة إنجازات القمم الثلاثية السابقة بين الصين وكوريا الجنوبية واليابان، كان التعاون الاقتصادي دائماً الخط الرئيسي لآلية التعاون الثلاثي.

  • الاجتماع الصيني الياباني الكوري يبشر بفرص جديدة لشرق آسيا
    الاجتماع الصيني الياباني الكوري يبشر بفرص جديدة لشرق آسيا

انعقد اجتماع بين كبار المسؤولين من كل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية في الـ26 من أيلول/سبتمبر المنصرم، ويبدو أن هذا الاجتماع يمهد الطريق لعقد اجتماعات رفيعة المستوى بين الدول الثلاث، واستئناف عقد اجتماع قادة الدول الثلاث الذي لم يعقد منذ 4 سنوات. وركز الاجتماع على موضوعات السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة، مما يدل على أن القوى الرائدة في شرق آسيا تأمل في تعزيز السلام والهدوء الإقليميين بشكل مستقل ورفض التدخل الخارجي.

كشفت هذه المقالة من موقع "sina" الصيني عن أهمية التعاون بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية خلال الآونة الأخيرة، والتي تتمثل في تعزيز الأمن والازدهار في شرق آسيا ورفض التدخل الخارجي.

فيما يلي نص المقال كاملاً منقولاً إلى العربية:

انعقد اجتماع بين كبار المسؤولين من كل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية في الـ26 من أيلول/سبتمبر المنصرم.

واتفقت الأطراف الثلاثة على عقد اجتماع وزراء الخارجية خلال الأشهر المقبلة والحفاظ على التواصل بشأن عقد اجتماع القادة في وقت مبكر يناسب الدول الثلاث.

التفصيل الأول: تمهيد الطريق لعقد اجتماعات رفيعة مستوى

عقدت آخر قمة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية قبل 4 سنوات، ولم يكن من السهل استئناف عملية الاجتماع بعد 4 سنوات من التقلبات والصعوبات. 

في الواقع، كان مستخدمو الإنترنت بالصين واليابان وكوريا الجنوبية يهتمون كثيراً في الشهر الماضي بالتواصل بين هذه الدول الثلاث. وأعرب قادة ووزراء خارجية الدول الثلاث مراراً وتكراراً عن عزمهم على تعزيز التعاون الثلاثي فيما بينهم، وخاصة استئناف اجتماع القادة الثلاثي.

إن التبادلات الثنائية المتكررة الأخيرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية ترسل إشارات إيجابية، تتمثل فيما يلي.

خلال الأشهر الستة الماضية:   

1. تم عقد أول محادثة بين الصين وكوريا الجنوبية على المستوى الوزاري أو أعلى منه هذا العام.

2. قام وزير الخارجية الياباني بزيارته إلى الصين بعد أكثر من 3 أعوام.

3. قام الرئيس الكوري الجنوبي بأول زيارة خاصة له إلى اليابان منذ 12 عاماً.

انطلاقاً من قائمة إنجازات القمم الثلاثية السابقة، كان التعاون الاقتصادي دائماً الخط الرئيسي لآلية التعاون الثلاثي.

تمثل حجم اقتصادات الصين واليابان وكوريا الجنوبية 90% من شرق آسيا و 70% من آسيا، ويتجاوز منطقة اليورو ويعادل منطقة التجارة الحرة لأميركا الشمالية، ما يدل على القدرة القوية للدول الثلاث لتعزيز التنمية في المنطقة. 

وقد حقق نموذج التعاون "الصين-اليابان- كوريا الجنوبية "X+ المقترح في القمة الأخيرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية التي عقدت في تشنغدو عام 2019 بالفعل النتائج الملموسة مع منغوليا ودول الآسيان ذات الصلة في مجالات الطاقة الخضراء والمنخفضة الكربون والوقاية من الرمال والحد من الكوارث. في السنوات الأربع التي تم تعليق قمة الصين واليابان وكوريا الجنوبية، لا يزال نموذج التعاون "الصين-اليابان- كوريا الجنوبية "X+ قائماً.

وكما قال وزير الخارجية الصيني، قد نما التعاون بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية ليصبح آلية التعاون دون الإقليمي الأكثر نفوذاً في آسيا.

التفصيل الثاني: النقاش الثلاثي لتعزيز التعاون العملي

وناقشت الدول الثلاث خلال الاجتماع تعزيز التعاون العملي في مجالات الثقافة والإنسان والاقتصاد والتجارة والابتكار العلمي والتكنولوجي والتنمية المستدامة والصحة العامة وإلخ.

وأشار ليو جون هونغ، الباحث الصيني في العلاقات الدولية واقتصاد شرق آسيا، إلى أنه في الوقت الحاضر، تم تشكيل ثلاث دوائر اقتصادية رئيسية في الإنتاج والمبيعات في العالم، ألا وهي منطقة اليورو مع ألمانيا كمركز، ومنطقة أميركا الشمالية مع الولايات المتحدة كمركز، ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ مع الصين كمركز. ولدى الصين واليابان وكوريا الجنوبية احتياجات متبادلة، فلا يمكن لكوريا الجنوبية واليابان الاعتماد على السوق الأميركية لحل مشاكلهما، خاصة فيما يتعلق بقضايا التنمية طويلة الأجل.

في قائمة سيارات الطاقة الجديدة التي أعلنتها الولايات المتحدة لدعمها، ولم يكن أي من السيارات الكورية مدرجاً في القائمة. كما أن سيارات الطاقة الجديدة اليابانية غير مدرجة في القائمة. 

ومن الواضح أن الولايات المتحدة تستهدف كوريا الجنوبية واليابان أيضاً في المجالات التنافسية للتحديث الصناعي.

وقد دخلت RCEP "الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية" حيز التنفيذ لجميع الدول الثلاث في فبراير\شباط من العام الماضي. وتعاونت الصين واليابان وكوريا الجنوبية في تصنيع الآلات وتصنيع السيارات وتصنيع المعدات الإلكترونية الضوئية وغيرها من المجالات تحت إطار RCEP. وهذا النوع من التعاون هو ما تحتاج إليه كوريا الجنوبية واليابان بشكل ملح لتحقيق التحديث الصناعي.

ولنأخذ سيارات الطاقة الجديدة كمثال، هناك تعاون في مجال البحث والتطوير بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية في سيارات الهيدروجين وخلايا وقود الهيدروجين.

وأنشأت "هيونداي موتور" الكورية الجنوبية ومعهد تسينغهوا الصيني للبحوث والتطور الصناعي صندوقا بقيمة 100 مليون دولار لصناعة الطاقة الهيدروجينية، كما تم اختيار أول قاعدة من هيونداي للبحث والتطوير والإنتاج والمبيعات لنظام خلايا وقود الهيدروجين في الخارج في الصين.   

وأجرت مراكز الأبحاث الغربية تحقيقاً لـ 44 مجالاً تقنياً متقدماً هذا العام، ووجدت أن كوريا الجنوبية احتلت المرتبة الثلاثة الأولى في 6 مجالات فقط. فيتعين على كوريا الجنوبية واليابان أن تندمجا في دوائر الإنتاج والاستهلاك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إذا كانتا راغبتين في بناء مرتفعات تكنولوجية جديدة في الجولة الجديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية.

التفصيل الثالث: التركيز على السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة

ذكر هذا الاجتماع بين الدول الثلاث جملة أيضاً ألا وهي: اتفقت الصين واليابان وكوريا الجنوبية على أنه ينبغي عليها تقديم مساهمات جديدة للسلام والاستقرار والازدهار في الإقليم.

يتم التأكيد على هذه الجملة على خلفية أن بعض الدول المعنية حريصة دائماً للتدخل ولا تريد أن ترى السلام والأمن في هذا الإقليم.

وعقدت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية أول قمة ثلاثية في آب/أغسطس هذا العام تحت رعاية الولايات المتحدة. وخلال القمة، توصلت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية إلى التعاون العسكري الجديد، كما ذكرت الصين عند مناقشة القضايا الأمنية في آسيا والمحيط الهادئ.   

من الواضح أن التعاون مع الولايات المتحدة لإشعال نيران الحرب في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ليس في المصلحة الأساسية لكوريا الجنوبية واليابان.

وأشار يانغ دان زي، خبير في الشؤون الأمنية في المنطقة، إلى أن الصين واليابان وكوريا الجنوبية لديها العلاقات التقليدية التاريخية والتعاون الوثيق في المجالات الاقتصادية وغيرها، ويتعين على اليابان وكوريا الجنوبية التفكير أيضا من منظور الاستقرار والازدهار الإقليميين.

السؤال هو، لماذا الآن؟

ومنذ بداية هذا العام، وصل التعاون الإقليمي في جميع أنحاء العالم إلى مرحلة جديدة.

حققت منطقة الشرق الأوسط وحدة غير مسبوقة المتمثلة في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. كانت جميع الدول المشاركة في قمة جامعة الدول العربية لهذا العام تتحدث عن السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة. وعودة البرازيل التي تعتبر أكبر دولة في أمريكا اللاتينية إلى مجتمع أمريكا اللاتينية والمعارضة الجماعية من دول أمريكا اللاتينية للتدخل الخارجي، كل هذه التطورات تشير إلى أن منطقة اللاتينية تطرد "عقيدة مونرو".

وينبغي أن تكون القوة الرائدة في كل منطقة هي بلدان المنطقة نفسها. من الواضح أن التغييرات في الصين واليابان وكوريا الجنوبية تتجاوب مع مثل هذه الموجة.

من أمريكا الشمالية وأوروبا إلى جنوب شرقي آسيا والشرق الأوسط، تتحول مناطق العالم المختلفة من اللامركزية إلى التنمية الإقليمية المتواصلة.

وتشير الاتجاهات الجديدة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية أيضا إلى فرص جديدة في شرق آسيا.

 

نقلها إلى العربية: وانغ مو يي