"الغارديان": حرائق الغابات تجدّد دعوة سكان هاواي الأصليين إلى السيادة

صحيفة "الغارديان" البريطانية تتحدث عن سعي السكان الأصليين في هاواي للحصول على السيادة، خصوصاً بعد الحرائق التي شهدتها الجزيرة خلال الشهر الماضي.

  • الغارديان: حرائق الغابات تجدّد دعوة سكان هاواي الأصليين إلى السيادة
    "الغارديان": حرائق الغابات تجدّد دعوة سكان هاواي الأصليين إلى السيادة

تحدّثت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن "تجدّد دعوة سكان هاواي الأصليين إلى السيادة"، في أعقاب الحرائق التي اندلعت في الجزيرة، وقضت على مساحات كبيرة من الغابات.

فيما يلي نص المقال مترجماً إلى العربية:

في وقت أزمة المناخ، وتضاؤل الموارد والرأسمالية غير المقيّدة، اكتسب نضال سكان هاواي الأصليين، الذي دام عقوداً من الزمن من أجل السيادة، إحساساً متجدّداً بالإلحاح في أعقاب حرائق الغابات، في آب/أغسطس التي أحرقت غربي ماوي.

يقول الناشطون من السكان الأصليين إنّ استعادة هاواي كدولةٍ جزيرةٍ مكتفيةٍ ذاتياً هي الطريقة الوحيدة للحفاظ عليها لأبنائهم وأحفادهم. وقال نويلاني أهيا، وهو ناشط من السكان الأصليين: "عندما نتحدّث عن السيادة، فإنّ الأمر يتعلّق حرفياً وجسدياً وروحياً باحتلال المساحة التي أُخرجنا منها قسراً. لقد كان الناس في هذه الحركة يقاتلون من أجل مجتمعنا وأرضنا ومحيطنا منذ عقود. إنّها منسوجةٌ في نسيج هويتنا ومن نمثّل".

عندما أهلك الحريق لاهاينا، نظّم زعماء السكان الأصليين في جميع أنحاء ماوي مراكز توزيع لجلب الغذاء والدواء والمأوى لآلاف الناجين النازحين والجياع.

لكن نويلاني أهيا يقول إنّ رأسماليي الكوارث قد نزلوا بالفعل على لاهينا لاستغلال فرص التنمية التي تشكّل خطراً هائلاً على النظم البيئية الهشّة في الجزيرة - والسكان الأصليين الذين عاشوا هناك منذ آلاف السنين.

كان وكلاء العقارات يتواصلون مع الناجين بعد أيام قليلة من الحريق، ويقدّمون عروضاً قويةً لمنازل أجدادهم، ما دفع الحاكم، جوش جرين، إلى استكشاف وقف مبيعات العقارات.

خلال معظم القرن التاسع عشر، كانت مملكة هاواي دولةً ذات سيادة معترف بها دولياً. ثم في عام 1893، أطاحت مجموعةٌ من أقطاب السكر الأميركيين بالملكة، في انقلاب مهّد الطريق أمام الولايات المتحدة لضمّ الجزر بعد 5 سنوات. واليوم، يُعدُّ سكان هاواي الأصليون المجموعة الأصلية الوحيدة في البلاد، التي لا تتمتع بحقوق الحكم الذاتي.

وقال جوناثان أوسوريو، عميد كلية هاواي للمعرفة، إنّ حركة السيادة الشعبية نشأت من مطالب استعادة نحو من 1.8 مليون فدان من أراضي المملكة التي استولت عليها الولايات المتحدة. ولكن بالإضافة إلى تقرير المصير، قال إنّ المناصرين يكافحون أيضاً من أجل استعادة ثقافة ولغة السكان الأصليين.

وقالت تمارا بالتين، عضو مجلس مقاطعة ويست ماوي، إنّ المنظّمات الدينية في الجزيرة، وتلك التي يقودها السكان الأصليون، كثّفت جهودها من أجل توفير المأوى والموارد للناجين.

وقالت: "على حد علمي، فإنّ مملكة هاواي لا تزال موجودة.. نحن أمّة تحتلّها الولايات المتحدة".

أوسوريو قال إنّ مقاومة الاحتلال الأميركي كانت دائماً قويةً، لكن النشاط المناهض للجيش وصناعة السياحة الصاعدة خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي أشعلت حركة السيادة الحديثة.