صحافة تركية: "إسرائيل".. بداية النهاية

"إسرائيل" تعلم أنّ مجرد كفّها عن ارتكاب المزيد من المجازر الجماعية يعني أنّها تعرضت لهزيمة نكراء، وأنّ حماس حققت نصراً عزيزاً، وهذا يعني بداية النهاية بالنسبة إلى وجودها.

0:00
  • مشاهد توثّق لحظة تلقي جندي إسرائيلي إصابة مباشرة أردته قتيلاً، ضمن عملية قنص مشتركة بين كتائب القسام وسرايا القدس، في منطقة الزنة شرقي خان يونس، جنوبي قطاع غزة (الإعلام العسكري)
    مشاهد توثّق لحظة تلقي جندي إسرائيلي إصابة مباشرة أردته قتيلاً ضمن عملية قنص مشتركة بين كتائب القسام وسرايا القدس

صحيفة "ضوغرو خبر" التركية تنشر مقالاً للكاتب ناشد طوتار، يقول فيه إنّ "إسرائيل" تتجه نحو نهايتها بفعل الهزائم التي تُمنى بها بشكل مستمر منذ عملية "طوفان الأقصى". 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

تستمر "إسرائيل" باعتداءاتها الوحشية على غزة. وقد تخطّى عدد الشهداء الفلسطينيين 40 ألف شهيد منذ اندلاع طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وعلاوة على ذلك، كثير من الجرحى سيصبحون في عداد الشهداء، لأنّ معظمهم لا يجد فرصة تلقي العلاج لنقص الإمكانيات الطبية وقصف المستشفيات بشكل ممنهج، ناهيك بعدد الجثث المفقودة تحت الأنقاض والنازحين الذين اضطروا إلى ترك ديارهم والمعتقلين والمختطفين من قبل عصابات الاحتلال الصهيوني الذي يسعى من دون هوادة إلى إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وتدمير قطاع غزة عن بكرة أبيه.

وقد قامت دولة الاحتلال الإسرائيلي على سفك الدماء وارتكاب المجازر الجماعية منذ تأسيسها من قبل القوى الغربية الاستعمارية، فقد أراقت دماء الفلسطينيين العزّل بأحدث أنواع الأسلحة وأشدّها فتكاً، ونجحت في ترسيخ فكرة "إسرائيل" التي لا تُقهر، والتي لا يمكن مواجهتها في أذهان الحكّام العرب الخانعين والمسؤولين الخاضعين في الدول الإسلامية.
 
صحيح أنّ "إسرائيل" احتلت الأراضي الفلسطينية، ولكن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، فالنضال المبني على العزيمة والإيمان لا بد من أن يُتوَّج بالنصر في نهاية الصراع، وينبغي أن نكون على ثقة تامة بأن الاحتلال سيزول، وأنّ القدس ستتحرر، والمسجد الأقصى سيعود إلى الأمة الإسلامية، وأنّ فلسطين ستنعم بالحرية. 
 
والمقاومة الأسطورية التي تبديها حركة حماس وجناحها العسكري "كتائب القسَّام" في مقارعة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم تبثّ في نفوسنا الأمل بتحرير القدس والقضاء على دولة "إسرائيل" الإرهابية.

وتستمر "إسرائيل" في مظالمها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، لأنّها على يقين بأنّ وجود "حماس" يهدد الوجود الإسرائيلي، على الرغم من كل الدعم الغربي، ولا سيما الأميركي؛ فحينما عجزت "إسرائيل" عن تركيع حماس، ارتكبت أفظع المجازر الجماعية بحق الأطفال والنساء والشيوخ، أملاً منها بقطع الروابط بين الشعب الفلسطيني وحركة حماس، لأنّها ترى أنّ فقدان "حماس" قاعدتها الشعبية سيضعفها ويسهِّل القضاء عليها.

قد يظنّ البعض أنّ "إسرائيل" الإرهابية انتصرت بارتكابها المجازر الجماعية منذ ما يقارب عاماً، وقتلها أكثر من 40 ألف إنسان وتدميرها غزّة، ولكن في الحقيقة "إسرائيل" مُنيت بهزيمة ساحقة. طبعاً، الولايات المتحدة الأميركية لا تلحّ في طلب وقف إطلاق النار حبًّا في أهل غزة، بل رغبة منها في إنقاذ حليفتها من خسائر إضافية تفوق ما خسرته حتى الآن.

وعدم التزام "إسرائيل" بمباحثات وقف إطلاق النار واستمرارها في المجازر الجماعية ناجم عن حرصها على البقاء وإطالة أمد وجودها قدر المستطاع، لأنها تدرك تماماً أنّ مجرد كفّها عن ارتكاب المزيد من المجازر الجماعية يعني أنّها تعرضت لهزيمة نكراء، وأنّ حماس حققت نصراً عزيزاً، وهذا يعني بداية النهاية بالنسبة إلى وجودها.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.