"معاريف": عمق الفجوة بين نتنياهو والمؤسسة الأمنية يزداد.. والقادم سيكون "عاصفاً"

صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تتحدث عن مسار تدهور سريع في العلاقة بين رئيس حكومة "إسرائيل" بنيامين نتنياهو، والمؤسسة الأمنية التي تعاني من ضعف في الكفاءة.

  • "معاريف": الفجوة تتسع بين نتنياهو والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية

مراسل ومحلل الشؤون العسكرية، طال ليف رام، يقول في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إنّ عمق الفجوة بين نتنياهو والمؤسسة الأمنية يزداد، والهجمة الخطيرة وغير الاعتباطية على رئيس الأركان تشير إلى أن السد اختُرق وأحداث الأسبوع الأخير في "إسرائيل" هي مجرد البداية. 

فيما يلي النص منقولاً إلى العربية:

لم يشهد هذا الأسبوع أحداثاً أمنية كبيرة وغير عادية، الكنيست في إجازة، وكذلك في قطاع الاحتجاج الجماهيري ضد التعديل القضائي هناك شعور بتجميد الوضع، بانتظار الشهر القادم المتوقع أن يكون عاصفاً جداً، وفي "الجيش" لم تحدث أزمات جديدة ترتبط بعناصر الاحتياط. 

مع هذا، شهد الأسبوع غلياناً في العلاقات بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبين وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هليفي ومسؤولي "الجيش".

ومسار تدهور سريع في العلاقات بين رئيس الحكومة وقيادة "الجيش"، بدأ في محادثة الصراخ في يوم الجمعة الماضي، بعد أن نشر "الجيش" الإسرائيلي اقتباسات لقائد سلاح الجو اللواء تومر بار من حديث له مع حوالى 60 عنصر احتياط. من دون أن يحدث أي شيء دراماتيكي في القطاع الأمني. هذا الأسبوع أبرز عمق الفجوة بين رئيس الحكومة والمؤسسة العسكرية، في قبال الأزمة التي تجري الآن في "الجيش". 

وفيما الأمور الأقل إلحاحاً تُزاح جانباً، في ظل إجازات كثيرة لعناصر الخدمة الدائمة مع عائلاتهم – تحديداً هذا الأسبوع كان أكثرها عصفاً في هيئة الأركان.

التوتر الداخلي في "إسرائيل" وفي العلاقات بين رئيس الحكومة وبين مسؤولي المؤسسة الأمنية والعسكرية، هو الذي أملى اللهجة ووفر تلميحاً إلى ما هو آت في مسألة الأزمات التي ستأتي لاحقاً، في هذا الأسبوع تبين عمق الخلاف والتوتر بين نتنياهو وبين رئيس الأركان ووزير الأمن، الذي وضع نفسه بصورة واضحة إلى جانب "الجيش".

ونتنياهو هو الذي بادر إلى فكرة أن يصدر بيان الدعم لقيادة "الجيش" بصورة مشتركة مع غالانت، ربما في محاولة لوقف الطوفان السريع، لكن يبدو أن الجميع يفهمون أنه طالما ليس هناك حل للطريق المسدود، والتشريع مستمر و"إسرائيل" تقف عشية أزمة تشريعية بين السلطات – يمكن أن نكتشف أن هذا الأسبوع العاصف كان مجرد مقدمة لما هو قادم. 

ومن ساعد غير قليل في تأجيج النيران كان يائير نتنياهو، ابن رئيس الحكومة. الجونيور شارك منشوراً كُتب فيه أن هليفي سيُذكر كأفشل رئيس أركان في تاريخ "إسرائيل". البوست، رُغم انه مُحي، أعطى الإشارة لإطلاق رسن منفلت العقال وهجمة غير مسبوقة على رئيس الأركان، وفي الحقيقة ضد كل قيادة "الجيش" من جانب جهات حكومية. 

في غضون ذلك، جناح الصرير من بين وزراء الليكود "المعتدلين" حافظ كعادته على حق التزام الصمت وترك غالانت لوحده، وكان من الصعب في هذا الأسبوع إيجاد ضباط كبار اعتقدوا أن الأمر يتعلق بمجريات تطورت بالصدفة وليس كجزء من خطة منتظمة. 

وفي مطلع الأسبوع تحولت إلى هجمة مباشرة من وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف على "الجيش" ورئيسه. ما بين كون الأمر رسم حدود لـ"لجيش" في تقديم صورة الوضع إلى الجمهور، أو إظهار الولاء لنتنياهو، أو محاولة دحرجة المسؤولية الحصرية عن الأزمة إلى وزير الأمن ورئيس الأركان.

وبيان الدعم المتأخر للجيش من رئيس الحكومة يُعتبر مجرد استراحة في تدهور محتمل إضافي في العلاقات بين رئيس الحكومة وبين "الجيش" ووزير الأمن. غالانت اختار هذا الأسبوع، وبصورة نشطة، موضعة نفسه كداعم "للجيش"، أيضاً عندما يأتي مصدر الضجيج الذي يُنتج الأمواج الارتدادية من جهة رئيس الحكومة. 

وقبل عدة أشهر، قبل إقالة غالانت، حذّر وزير الأمن ومسؤولي "الجيش" مما يتجسد الآن كأزمة خطيرة في "الجيش"، فيما تأثيرها المركزي هو على سلاح الجو. يمكن تشبيه "الجيش" الإسرائيلي، وخصوصاً سلاح الجو، كجريح تلقى إصابات في أجهزة متعددة لكن لم يُنقل بعد إلى الطوارئ لتلقّي العلاج. 

وكلما مر الوقت، كلما تفاقمت الإصابة وأصبحت عملية التعافي أكثر تعقيداً. خضة إضافية في الشهر القادم، فيما يبدو أن كل شيء، على الأقل حالياً، في مسار تصادم داخل "المجتمع" الإسرائيلي على خلفية التشريع، والمداولات في المحكمة العليا وقانون التجنيد وغير ذلك – من المتوقع أن تعمّق أكثر الأزمة داخل "الجيش".

وفي حديثه مع عناصر الاحتياط، تطرق اللواء بار إلى قضية كفاءة السلاح، ونتنياهو ثار غضبه بعد نشر كلامه، الذي يتبين منه أن "الجيش" يعترف بوضوح بأنه من الآن بدأت تنتج مشكلة كفاءة، التي ستتفاقم كلما مرّ الوقت. 

والهجمة الخطيرة وغير الاعتباطية على رئيس الأركان تشير إلى أن السد اختُرق وأحداث الأسبوع الأخير هي مجرد البداية.