القنيطرة السورية.. حملات الاعتقال مستمرة والاحتلال يحاول إعادة إحياء "فرسان الجولان"

في ظل محاولة تعزيز وجوده العسكري على الحدود السورية، يستمر الاحتلال الإسرائيلي بعمليات الاعتقال في ريف القنيطرة وسط جهود لإعادة إحياء ما يُسمى "لواء فرسان الجولان".

  • توغل إسرائيلي سابق في ريف القنيطرة جنوبي سوريا (أرشيف)
    حملات الاعتقال الإسرائيلية تستمر في ريف القنيطرة جنوبي سوريا (أرشيف)

تستمر عمليات الاعتقال من قبل الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القنيطرة السورية، حيث يتركز معظمها في قرية طرنجة، لاسيما بعد حادثة التشاجُر مع قوات الاحتلال خلال توغلها قرب سد رويحينة في الأسابيع الماضية.

وعمد الاحتلال بعد الحادثة لمعرفة من يقف وراءها، وبحسب مصادر فقد قامت باعتقال شاب وإدخاله الأراضي المحتلة دون وضوح مصيره.

وتلفت مصادر مطلعة في هذا السياق إلى أن كيان الاحتلال يبذل جهوداً لإعادة إحياء ما يُسمى لواء "فرسان الجولان"، حيث كان الأخير قد انتشر سابقاً في بلدة "جباثا الخشب"، تحديداً عام 2017.

وفي التفاصيل، فقد حاول اللحتلال انطلاقاً من قرية طرنجة في القنيطرة، إحياء هذا اللواء، تحديداً بعد سقوط النظام السوري بشهر، حيث مارس دوراً استخبارياً ترافق مع حملات تفتيش للقرية وتجريد أهلها من أبسط الأسلحة بما فيها بنادق الصيد، الأمر الذي أدخل الأهالي في حالة قلقٍ مضاعفةٍ نتيجة الواقع الأمني المفروض.

كما تضيف المصادر، أن "عملية إعادة إحياء لواء فرسان الجولان لم تقتصر على فتح قنوات بين وسطاء لدى الحكومة الجديدة ممثلةً بالأمن العام والاحتلال الإسرائيلي، بل إن بعض عناصره اليوم كانوا سابقاً أعضاءً فيه بعد اندلاع الأحداث في سوريا، حيث يعمل الاحتلال الآن على تمويلهم عقب سقوط النظام".

وتعتبر المصادر أن هذه الخطوات تشي بخلق خطوط تماس ميدانية جديدة مع الإدارة السورية، تكون هي نفسها جزءٌ من مسار رسمها، طالما أنها تعهّدت بإبعاد أي خطر عن حدود كيان الاحتلال، وتوفير متطلبات ما يسمى بالمنطقة العازلة، دون استبعاد دور قوات "الأندوف" في ذلك والتي تشكل أيضاً وسيطاً إضافياً بين قوات الاحتلال والحكومة عبر عقد اجتماعات مكثفة غير معلنة خلال الأشهر القليلة الماضية، ومن ضمنها الوعود بإيقاف عمليات التجريف التي تمّت تحت أنظار الأندوف.

وفي السياق المذكور، تفيد مصادر للميادين، بأن الاحتلال الإسرائيلي عمل خلال الفترة الماضية على تنصيب "كابتن" يكون دوره فرض رقابة على دوائر حكومية في القنيطرة حيث تتركز مهمته على الإطّلاع على عدد وبيانات العاملين في كل مديرية،والتدقيق فيها، قبل السماح بتنقّل أحد من أعضاءها لممارسة مهمته ونشاطه العمليّ في بقية أرجاء المحافظة، ضمن مساره الوظيفيّ.

وعن  الاعتقالات التي جرت خلال الآونة الأخيرة، تشير المصادر، إلى أن "إسرائيل" تستهدف كل من تعتبره متهماً في تصوير أرتالها المتوغلة في القنيطرة، وقد طبّقت ذلك عملياً بعد السيطرة على "سد المنطرة"، حيث لا تسمح بدخوله إلا لشخص واحد مسؤول تملك بياناته، ليقوم بضخ الماء للقرى خلال ساعات محددة.

الأهالي، من جهتهم، اعتبروا هذه الخطوة تطبيق واقعي لنموذج فرض الاحتلال بالقوة الصامتة، في ظل "صمت حكومي رسمي يكتفي بإدانة تصرفات دون أخرى".

لم يسلم الصحفيّون بدورهم من عدوانية الاحتلال، حيث تعرّض ناشطون إعلاميون في القنيطرة لإطلاق نار مباشر من الاحتلال وتهديدات بالملاحقة في حال رصد تصوير نشاطه.

وفي السياق، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية في وقتٍ سابق، إن "الجيش الإسرائيلي يواصل تعزيز وجوده العسكري على الحدود السورية في مرتفعات الجولان، من خلال إنشاء نقاط محصنة في مناطق استراتيجية، في ظل تطورات ميدانية متسارعة".

كما أوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي بات يعتمد بشكل متزايد على متابعة المحتوى المنشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي السورية، باعتبارها أداة استخباراتية فعالة لرصد تحركات الخصم وجمع معطيات قد تكون ذات تأثير على الأمن العملياتي.

اخترنا لك