ثغرات مهنية.. تفنيد مزاعم مقال صحيفة "تلغراف" البريطانية بشأن مطار بيروت

ثغرات مهنية عديدة في مقال صحيفة "تلغراف" البريطانية بشأن مزاعم عن مطار بيروت تبيّن الرواية المضلّلة للصحيفة.

  • ثغرات مهنية.. تفنيد مزاعم مقال صحيفة
    مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة اللبنانية بيروت

برزت عدّة ثغرات مهنية في مقال صحيفة "تلغراف" البريطانية، الذي حرّض ضد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، زاعماً وجود  أسلحة وصواريخ تخزّن وتنقل فيه.

إنّ ملاحظة هذه الثغرات تؤدي نحو تفنيد الرواية المضلّلة للصحيفة، والتي لا تقدّم في نهاية المطاف إلا تبريراً لاستهداف المطار، فـ"يصبح هدفاً عسكرياً رئيسياً"، في أي حرب.

مقال دون كاتب!

مقال "التلغراف" بقي مجهول الكاتب، ولم يشِرْ إلى الفريق الذي عمل على إعداده ضمن خانة "foreign staff"، وبالتالي فإنّ التساؤلات بشأن غايات نشره تصبح أوضح، غياب تعريف الجهة المعدّة يفتح الباب أمام احتمال فرضية أنّ أحداً في الصحيفة لم يقبل أن يُقرن اسمه بالمقال.

في هذا السياق، نفت مراسلة "التلغراف" السابقة لشؤون الشرق الأوسط والصحافية الاستقصائية، آبي تشيسمان، مسؤوليتها عن كتابة هذا المقال.

وقالت "توقّفت عن العمل في صحيفة التلغراف الشهر الماضي ولم يكن لدي أي معرفة مسبّقة على الإطلاق بهذه القصة غير المسؤولة إلى حد كبير حتى ظهرت يوم نشر المقال".

بدوره، علّق كبير مراسلي مجلة "الإيكونوميست" البريطانية لشؤون الشرق الأوسط، كريغ كارلستروم، قائلاً: "أودّ أن أعرف الخلفية الدرامية لمن قرّر في التلغراف نشر شيء شفّاف لدرجة أنه لم يكن أحد في الصحيفة على استعداد لوضع اسمه عليه".

ولفت كارلستروم إلى أنّ الرسائل السياسية في مقال "التلغراف" رديئة.

تناقض مع المعايير المهنية والأخلاقية

من ناحية المصادر والتعامل المهني مع هذه الحالة، فإنّ الصحيفة البريطانية استعانت بمعلومات مزعومة منسوبة لمصدرين، ادّعت أنهما  "يعملان في المطار"، لكنها أوردتهما من دون توضيح خلفيتهما أو لفت نظر القارئ الى السياق السياسي في لبنان، الذي يشهد عادة الكثير من المعلومات المغلوطة والاتهامات السياسية غير الصحيحة بالضرورة.

الصياغة التحريرية للمقال شكّلت أيضاً محطة تدقيق، إذ صاغت التلغراف مقالها بطريقة توحي للقارئ أن محتواه أكيد وموثّق ولا تدع له مجالاً للتشكيك في المحتوى من دون أن تورد أي دليل، بينما المعلومات المذكورة أتت على لسان "مبلّغين" وهذا يختلف صحافياً عن النقل عن مصدر سياسي أو مسؤول.

افتقد مقال "التلغراف" الذي تضمّن مزاعم بشأن مطار بيروت، إلى التوازن، حيث أنّه لم يستصرح، إلى جانب معلومات "المبلّغين"، الأطراف المعنية بالملف، على سبيل المثال مثل وزارة النقل أو سلطات المطار، كما تقتضي الضرورة الصحافية، واقتصر المقال على شخصية واحدة فقط جاءت تصريحاتها في سياق الاتهامات غير المثبتة - وليس المعلومات - بما يخدم توجّهات المقال والصحيفة.

وفي النتيجة، تعارض المقال مع المعايير الأخلاقية الصحافية في تحريضه المباشر لاستهداف المطار حين قال: "ومن شأن هذه المعلومات أن تثير مخاوف من أن يصبح مطار رفيق الحريري، هدفاً عسكرياً رئيسياً".

ويُشار إلى أنّ مقال "التلغراف" جاء في وقت تشهد فيه الجبهة اللبنانية، ولا سيما جنوبي البلاد، تصعيداً مع الاحتلال الإسرائيلي بالتزامن مع العدوان على قطاع غزة، ووسط احتمالية توسّع الحرب.

وزير الأشغال اللبناني يدحض مزاعم "التلغراف"

ولدحض هذه الرواية المضللة التي نسجتها صحيفة "التلغراف" البريطانية، والتي غيّبت مساحة وزير النقل والأشغال العامة اللبنانية، علي حمية، بصفة أنّ مطار بيروت يقع ضمن صلاحياته، عقد حمية مؤتمراً صحافياً من داخل حرم المطار، نافياً مزاعم "التلغراف".

ولفت حمية إلى أنّ مطار بيروت تعرّض منذ عشرات السنين لحملات لتشويه صورته أمام العالم من قبل الإسرائيليين.

ودعا سفراء الدول في لبنان ووسائل الإعلام كافة، للقيام بزيارة ميدانية إلى كلّ مرافق المطار، وحمّلهم رسالة لدولهم للمساعدة في وقف انتهاكات العدو الإسرائيلي بحق المطار.

اقرأ أيضاً: وزير الطاقة الإسرائيلي: منشآتنا مهددة حال اندلاع حرب واسعة مع حزب الله

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.