عائلة "الأسير X" اللبناني لـ "الميادين نت" : الدبلوماسية لا تحرر أرضاً وأسرى
تمثّل عائلة الأسير يحيى سكاف مدرسة في الوطنية والتمسّك بالأرض والذود عن الحق، والميادين نت يحاور شقيقه جمال الذي يؤكد على الدوام أن المعطيات الراشحة من فلسطين المحتلة تُخطر أنه على قيد الحياة، معلناً تمسّك العائلة بالمبادىء التي تربى عليها الأسير - الحيّ.
-
الأسير سكاف كان ضمن مجموعة بقيادة الشهيدة دلال المغربي خاضت البحر عبر زوارق مطاطية إلى تل أبيب (غرافيك: حوراء علي)
47 عاماً مضت... والمعلومات حول "الأسير X" معدومة بسبب صلافة الاحتلال، فابن بلدة بحنين قرب مدينة المنية – قضاء الضنية شمالي لبنان الأسير الحيّ يحيى سكاف، في سجون الاحتلال يواجه "الإخفاء المتعمّد"!
عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية الذي أُسر جريحاً "خلال تنفيذه عملية فدائية مع مجموعة من المقاومين، كبّد الاحتلال خسائر فادحة. وسبق لـ الميادين نت أن أجرى مقابلة مع عائلة سكاف عام 2014، واليوم بعد مرور الأيام والسنين لم تفقد عائلته الأمل ولم تضيّع البوصلة.. ولم تحد يوماً عن خط مقاومة المحتل بشتّى السبل، وهي من أكثر المتمسكين بثلاثية "جيش - شعب – مقاومة".
برغم السنوات الطوال والتبدلات الدراماتيكية في فلسطين ولبنان والمنطقة تجدد العائلة لـ الميادين نت " في هذه الذكرى "الثقة التامة والمطلقة بالمقاومة وحكمتها في متابعة ملف الأسرى في سجون العدو وخصوصاً ملف الأسير يحيى، حيث كان سيد شهداء الأمّة سماحة السيد حسن نصر الله دائماً يحرص في جميع المناسبات التي تخص ملف الأسرى أن يركز على قضية الأسير يحيى سكاف ويتابعها، كما أن لقاءاتنا الخاصة بالسيد نصر الله كان لها وقعها الخاص، لأنه كان يتابع أدق التفاصيل المتعلقة بالقضية، وبالتالي فنحن نتمسك بمقولة سماحته الشهيرة، بأننا قوم لا نترك أسرانا في السجون".
عملية في العمق.. حتى تل أبيب
يحاول (شقيق الأسير يحيى) جمال سرد حكاية العملية البطولية التي نفّذها سكاف "التحق يحيى بمجموعة من 13 فدائياً بقيادة المناضلة الفلسطينية دلال المغربي، حيث قامت بتنفيذ عملية في العمق الإسرائيلي حملت اسم القيادي الفلسطيني كمال عدوان (عضو اللجنة المركزية لحركة فتح) ردّاً على اغتيال عدوان في شارع فردان ببيروت في 10 نيسان/ أبريل عام 1973.
"الشهادات آنذاك قالت إنه كان يقاتل بشكل بطولي رغم إصابته في يده لكنه لم يستسلم، لذلك يعمد المحتل إلى محاسبته بهذا الشكل، ومن المعروف أنه شديد مع محاسبة من يحاول النيل منه، فكيف بحالة يحيى الذي اخترق البحر وجاء من شمالي لبنان وكان يقاتل الاحتلال وجهاً لوجه"، كما يؤكد شقيقه رئيس "لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون الصهيونية".
-
عملية دلال المغربي ورفاقها: 37 قتيلاً للعدو قرب تل أبيب
وفي دحضٍ لمحاولة تنصّل سلطات الاحتلال من مسؤوليتها عن حياته يسهب قائلاً، نصرّ كعائلة على وجوده حياً، ولو كان الاحتلال قد صفّاه، فليقدّم لنا الدليل وأيضاً "جثمانه أو رفاته"، وهو الذي لا يردعه أحد عن تنفيذ الاغتيالات والمجازر أمام الكاميرات، معلوماتنا ودلائلنا المؤكدة تشير إلى أن الاحتلال يعتقل يحيى الذي أُصيب في العملية.
شهادات: الأسير x حيّ يرزق
يتابع شقيق الأسير يحيى تفاصيل المعلومات التي حصلت عليها العائلة من أسرى محررين كانوا شاهدوه لدقائق داخل عيادات العدو عندما كان يُداوَى من جراحه التي أُصيب بها خلال العملية.
-"في العام 2013 كشف المدير السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية شلومو غازيت، لصحيفة "هآرتس" أن "إسرائيل" كانت تحتجز في السبعينات سجيناً (مواصفاته مطابقة)، ولم يُكشف عن اسمه، كان يُعرف بـ"السجين إكس".
وأكد "غازيت"، الذي تسلم إدارة الاستخبارات بين 1974 و1979 أنه وافق على اعتقال "السجين إكس"، وفرض عزلة تامة عليه، وإننا نؤكد أن هذه المعلومات تنطبق على الأسير يحيى سكاف، و خصوصاً أننا نملك معلومات موثقة لإفادات الأسرى ووثيقة من الصليب الأحمر الدولي تؤكد أنه حيّ يرزق لدى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية".
-
شهادات من الصليب الأحمر الدولي والأسرى -
شهادات من الصليب الأحمر الدولي والأسرى
وسرد سكاف شواهد أخرى تؤكد أن المناضل يحيى ما زال على قيد الحياة: "على سبيل المثال لا الحصر بعض الشهادات والمعلومات:
- ففي العام 1983 زار الأسير الفلسطيني المحرر محمد أبو الرائد عائلة الأسير يحيى سكاف وأكد أنه التقى يحيى في سجن عسقلان.
-وأجرت إذاعة العدو عام 1986 مقابلات مع الأسرى الجرحى ضمن برنامج يسمونه "مع المخربين" - وهم طبعا مناضلون من أجل حرية شعبهم وأمتّهم - وكان من بينهم شقيقي يحيى الذي سمعه عدد من أبناء الشمال وأبلغونا حينها بذلك.
-في العام 1987، أكد الأسير الفلسطيني المحرر خالد محمود ياسين، ابن مخيم البداوي في شمال لبنان، أنه التقى الأسير يحيى سكاف في سجن عسقلان.
-
شهادة أخرى من الأسير ياسين: يحيى في عسقلان
-عام 1998 أكد الأسير اللبناني المحرر إسماعيل حسين، ابن مدينة صيدا الجنوبية أنه التقى الأسير يحيى سكاف في أحد فروع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
-سنة 1999 أدلى الأسير اللبناني المحرر جمال محروم، ابن العاصمة اللبنانية بيروت، بشهادته التي تؤكد وجود الأسير يحيى سكاف في سجون الاحتلال.
-وفضلاً عن هذه الشهادات، حصلت عائلة الأسير سكاف عام 2000 على وثيقة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيروت، تؤكد أن يحيى موجود في أحد فروع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في سجن عسقلان.
-وأيضاً سعى بعض الحاخامات اليهود في أستراليا إلى تقديم عروض لنا بدفع مبلغ مالي كبير عبارة عن مليون دولار مقابل كل قتيل في العملية التي نفّذها يحيى ورفاقه والذين بلغ عددهم حينذاك باعتراف العدو أكثر من 38 قتيلاً بين جندي و ضابط، مقابل تنظيم لقاء مع الأسير يحيى عام 2014!
تاريخ نضال لبناني فلسطيني
وحول البدايات يخبرنا جمال: المناضل الشاب يحيى سكاف عمل بداية نضاله في صفوف الحزب "السوري القومي الاجتماعي" ومن ثم التحق بصفوف حركة فتح "قوات العاصفة" التي كان يقودها القائد الشهيد "أبو جهاد خليل الوزير" الذي أكد لنا عدة مرات أن يحيى مميز في التدريب وبشهادات رفاقه الذين كانوا يبصرون العنفوان في شخصه.
ويشرح شقيقه: خاض أسيرنا، الذي كان ضمن مجموعة "دير ياسين" بقيادة الشهيدة دلال المغربي، خاض البحر عبر زوارق مطاطية وتعرّض مع مجموعته للعديد من المخاطر التي هددت حياتهم قبل الوصول إلى شاطئ فلسطين المحتلة، حيث كان الجو والطقس صعبَين للغاية وقد تعرّضوا آنذاك لموجات كبيرة من المياه أدت إلى عطل في أحد الزوارق التي كانت تقلّهم ما أدى إلى استشهاد فدائيين اثنين غرقاً في البحر، إلا أن ذلك لم يكن عائقاً أمام تنفيذ العملية، بل تابعت المجموعة مهمتها كما كان مخططاً لها لنيل أهدافها، ونجحت في الوصول إلى تخوم تل أبيب.
-
الأسير سكاف مع الشهيدة دلال المغربي قبل الانطلاق إلى عملية "تل أبيب"
وفي حديث إلى الميادين نت، كانت شقيقة المغربي رشيدة قد كشفت في تقرير أعدّ عام 2019 بعنوان: "عروس حيفا" من عرض البحر: إنها فلسطين"! عن مقتل 36 إسرائيلياً باعتراف إسرائيلي رسمي، لكن رشيدة المغربي تؤكد أن الصهاينة سقط لهم في هذه العملية أكثر من 100 قتيل. سائلةً "لماذا يوجد على طريق تل أبيب الرئيسي لوحة كبيرة مكتوب عليها عدد من الأسماء يتعدى أكثر من 100 اسم"؟
الدبلوماسية لم تحرر أرضاً وأسيراً
منذ أيام أزفت الذكرى السنوية لاعتقال يحيى، كذلك يأتي يوم الأسير في نيسان/ أبريل الحالي على وقعٍ آخر، تزامناً مع الهجمة الكبيرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية ولبنان والمنطقة.
-
جمال سكاف: لا يمكن التعامل مع العدو إلا بلغة المقاومة
من هنا تتوجه عائلة سكاف عبر الميادين نت إلى القائلين إن "الدبلوماسية تحمي أوطاننا" بقولها "نحن لسنا دعاة حروب ولا نسعى إليها، لكن من حقنا الدفاع عن أنفسنا وعن أراضينا ومياهنا وسمائنا ومقدساتنا التي يعتدي عليها العدو يومياً أمام مرأى من العالم، وقد ثبت على مر السنين أن العدو لا يفهم لغة الدبلوماسية، وهي لم تحرر يوماً أي أسير لدى العدو، ولم تحرر شبراً من أرضنا، والتجارب أكدت أن العدو لا يمكن التعامل معه إلا بلغة القوة والمقاومة، التي بفضلها تحررت أراضٍ وتحرّر آلاف الأسرى".
-
صورة أرشيفية لعائلة سكاف مع سيد شهداء الأمة: نحن قومُ لا نترك أسرانا
وأكدت العائلة أن ما حصل هذا العام من أحداث عصيبة مرّت على أوطاننا وفي مقدمتها العدوان المدعوم أميركياً وارتقاء عدد كبير من القادة المقاومين شهداء، وفي مقدمتهم الشهيد السيد "حسن نصرالله" و السيد "الهاشمي" والقائد إسماعيل هنية ويحيى السنوار وعدد مهم من القادة في محور المقاومة، لم يُثنِنا عن متابعة مسيرتنا النضالية".
الفتنة المذهبية إلى غير رجعة..
وفي ظل التضحيات، ترى عائلة الأسير أن "الفتنة المذهبية اليوم ذهبت إلى غير رجعة في أوطاننا، بفضل دماء شهداء قوى المقاومة، لأن هذه التضحيات جعلت شعوب أمتنا تعرف من هو عدونا الوحيد الذي يجب قتاله، وبعد مرور هذه الأيام بات من المعيب بحق أبناء أمتنا أن يبقى الكلام من هذا المنطلق، وعلينا جميعاً دعم خيار المقاومة".
-
نصب عميد الأسرى يحيى سكاف في المنية -
نصب عميد الأسرى يحيى سكاف في المنية -
نصب عميد الأسرى يحيى سكاف في المنية
شقيق الأسير سكاف جمال وابنه رواد وكريمته الزميلة غنوة والعائلة وبلدته بحنين لم يألوا جهداً ولم يقنطوا في سبيل عودة يحيى ولو بعد سنوات عجاف وانتظار على درب الجلجلة.