بين جليلي وبزشكيان.. أيّ أسس ستحدّد خيار الناخبين الإيرانيين في الجولة الثانية؟

يقف الناخبون الإيرانيون على أعتاب صناديق الاقتراع في جولة ثانية، تتجلّى أمامهم خيارات متعددة تمثّل رؤى متباينة لمستقبلهم، معلّقين آمالهم على قرارات ستحدّد مسار البلاد في السنوات المقبلة.

0:00
  • بين جليلي وبزشكيان.. أيّ أسس ستحدّد خيار الناخبين الإيرانيين في الجولة الثانية؟
    بين جليلي وبزشكيان.. أيّ أسس ستحدّد خيار الناخبين الإيرانيين في الجولة الثانية

لم يُدلِ محمد تقوي الطالب الجامعي المتخرّج حديثاً من قسم الهندسة المعمارية بصوته في صناديق الاقتراع ضمن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الإيرانية يوم الجمعة الماضي، لم يكن متردّداً أو مقاطعاً للانتخابات، إنما أوضح للميادين نت: "في الانتخابات الماضية أدليت بصوتي للشهيد إبراهيم رئيسي لأنه كان أكثر قرباً من الشباب وهمومهم مقارنة مع المرشحين الآخرين، ولعل تركيزه على اهتماماتي بالوضع العمراني في البلاد دفعني لانتخابه". ومع انتقال الانتخابات الرئاسية إلى جولة ثانية، يبدو أن محمد قرّر تغيير موقفه من عدم الإدلاء بصوته يوم الجمعة المقبل، وذلك بناء على معطيات جديدة برزت في المناظرتين التي عرض فيهما المرشحان سعيد جليلي ومسعود بزشكيان تفاصيل أكثر عن برامجهما، يقول محمد: "الجدل والتباين في توجّهات جليلي وبزشكيان عرضا تفاصيل كانت مغيّبة في السابق، وهذه التفاصيل دفعتني لاتخاذ قرار التوجّه نحو صندوق الاقتراع".

يتباين موقف الناخبين بين دعم حازم لمرشحهم وانتقاد صريح لمنافسهم، مدفوعاً بعوامل فكرية وأيديولوجية. في هذا السياق، يعبّر أكبر محمد زاده، الناشط في مقر حملة المرشح سعيد جليلي، عن وجهة نظره في حديثه لـلميادين نت قائلاً: "إن جليلي يتمتع بفهم أعمق للشؤون الدولية مقارنةً ببزشكيان، وهذا يمثّل نقطة قوة لإيران. فقد تولى رئاسة المجلس الأعلى للأمن القومي في عهد حكومة أحمدي نجاد، وقاد المفاوضات النووية مع الدول الغربية. كما استمرّ في المجلس كممثّل لقائد الثورة الإسلامية خلال حكومتي حسن روحاني وإبراهيم رئيسي، مما يعكس الثقة الكبيرة التي يوليها قائد الثورة والجمهورية الإسلامية به".

مهدي علائي، الناشط في مقر حملة المرشح مسعود بزشكيان، يعرض في تصريح لـلميادين نت رؤية مختلفة، مؤكداً أن بزشكيان يمتلك خبرة داخلية تفوق جليلي بفضل تواصله الوثيق مع الناس، حيث كان طبيباً مختصاً في جراحة القلب، مما علّمه كيفية التعامل مع آلام المواطنين. وقد تدرّج في المجال الصحي حتى أصبح وزيراً للصحة، ثم نائباً في البرلمان لخمس دورات متتالية. يضيف محمدي: "يتمتع بزشكيان بقدرة تنفيذية استثنائية، حيث استطاع خلال فترة رئاسته لجامعة العلوم الطبية في مدينة تبريز، وفي ظل الخطة السنوية الحكومية التي توصي ببناء عشرة مصحّات طبية سنوياً في كل محافظة، تمكّن بزشكيان من إنجاز 650 مصحّة من خلال تعبئة عامة للناس بالمشاركة المباشرة في البناء أو التبرعات المالية، من دون إنهاك ميزانية الدولة. وأثناء تولّيه منصب وزير الصحة، تمكّن من تنفيذ مشروع طبيب الأسرة الريفية، وتسجيل 23 مليوناً من سكان الريف في نظام الضمان الصحي للبلاد".

مجتبى معتمدي نجاد، الطالب في جامعة الإمام الصادق التي تعدّ معقلاً للمحافظين ومنها تخرّج جليلي، يعبّر في تصريح لـلميادين نت عن رؤيته لبرنامج جليلي الانتخابي. يشير معتمدي نجاد إلى أن جليلي قد وضع برنامجاً شاملاً يستجيب لجميع التحديات التي تواجه البلاد، خاصة في المجالات الاقتصادية والسياسية، تحت شعار "عالم من الفرص، إيران نحو التقدّم". ويتابع قائلاً: "إن جليلي عمل على تطوير هذا البرنامج لمدة 11 عاماً بمشاركة المئات من الخبراء ضمن ما يطلق عليه "حكومة الظل". وقد أدت هذه الجهود إلى نتائج تنفيذية ملموسة، يعتزم جليلي تطبيقها من اليوم الأول لتوليه الحكم في حال فوزه في الانتخابات، مما يعني أنه لن يُهدر المزيد من الوقت في المطالعة والتقييم لرسم خطط الحوكمة وإدارة الدولة".

من جهتها، ردّت راحلة فيروزي، طالبة في جامعة الشهيد بهشتي التي تُعدّ معقلاً للإصلاحيين، على الانتقادات الموجّهة للمرشح بزشكيان بشأن عدم وجود برنامج مُدوّن، مشيرةً إلى أن بزشكيان "لا يعتمد على برامج حكومة الظل التي لم تظهر للعلن ولم تتحوّل إلى واقع ملموس". وفي حديثها لـلميادين نت توضح فيروزي قائلة: "كان بزشكيان صريحاً جداً في هذا السياق، حيث أعلن عن نيته تنفيذ الخطة الخمسية السابعة التي رسمتها حكومة إبراهيم رئيسي بالتعاون مع مجمّع تشخيص مصلحة النظام وأقرّها البرلمان، وهي خطة متقنة لا تحتاج إلى بديل أو خطة موازية لها. أما آليات تنفيذ هذه الخطة، فستتمّ من خلال برامج تنفيذية يضعها خبراء من داخل وخارج إيران".

يقف الناخبون الإيرانيون على أعتاب صناديق الاقتراع في جولة ثانية، تتجلّى أمامهم خيارات متعدّدة تمثّل رؤى متباينة لمستقبلهم، معلّقين آمالهم على قرارات ستحدّد مسار البلاد في السنوات المقبلة.

بعد استشهاد الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي ورفاقه في حادث تحطم مروحية، تعلن إيران تنظيم انتخابات رئاسية طارئة يوم 28 حزيران/يونيو.. انتخابات تؤكد استمرار الجمهورية الإسلامية على نهج الثورة.