علم النفس كأداة للإبداع في العمل

علم النفس يوفّر أدوات مساعدة لتعزيز الإبداع والإنتاجية، فتقوية الذاكرة والطلاقة اللغوية تحسّنان القدرة على التفكير بإبداع. كما أن بمقدورك تعزيز الإبداع عبر المشي يومياً، والعمل في بيئات عدّة.

  • علم النفس كأداة للإبداع في العمل
    علم النفس كأداة للإبداع في العمل

يُعرّف علماء النفس الإبداع بأنّه القدرة على توليد عمل جديد ومفيد ومفاجئ. الإبداع لا يقتصر على الفنون فقط، فالعلماء والأطباء والكوميديون، وحتى المزارعون، يتطورون وينمون بالإيحاء الإبداعي.

عالم النفس جيلفورد بحث في أنواع الإبداع والذكاء بعد أن طور معايير قادرة على تشخيص المواهب الفردية في المؤسسة العسكرية. يميز جيلفورد بين التفكير المتقارب (إيجاد الإجابة الصحيحة على سؤال) والتفكير المتباين (التفكير الذي يؤدي إلى اتجاهات متعددة). 

التفكير المتباين مرتبط بالإبداع

يُعرّف جليفورد 4 مهارات في هذا النوع من التفكير وهي:

- الطلاقة (التفكير في أكبر عدد ممكن من الأفكار).

- المرونة (توليد أفكار من مجالات مختلفة).

- الإعداد (تقديم تفاصيل بإسهاب).

- الأصالة (أفكار ذكية وغير مألوفة).

بمقدورك إطلاق العنان للإبداع من خلال تعزيز الطلاقة اللفظية والذاكرة، فكلما قمت بتخزين المزيد في بنك الذاكرة الخاص بك، زاد تنوع المواد التي يمكنك الاختيار من بينها عندما تريد.

ولتعزيز الطلاقة اللفظية، مارس القراءة ودراسة مجموعات متنوعة من الموضوعات. ابحث عن الكلمات التي لا تعرفها ووسع قاموس مفرداتك. تمنحك القصص واللغة والمعرفة خلفية واسعة للاستفادة منها عندما تريد خلق شيء جديد. الكلمات المتقاطعة تتطلب تفكيراً متبايناً، ويمكن أن يكون حلها ممتعاً.

يمكنك أن تصبح نجماً على صعيد مهارات الذاكرة من خلال تعزيزها. إحدى المهارات، وتُسمى طريقة "لوسي"، تتطلَّب منك أن تتخيّل ما تريد حفظه في مواقع مألوفة محددة. تشير الدّراسات إلى أنَّ هذه التقنية تقوي الشبكات العصبية في دماغك.

زد من إبداعك من خلال الانفتاح على الأفكار والخبرات الجديدة. يمتلك بعض الناس بالفعل سمة الشخصية هذه، ما يجعلهم أكثر إبداعاً. كما أن ذلك يساعدك على التفكير في نفسك كشخص مبدع أو كشخص يستمتع بالإبداع. عندما تفكر في أنك مبدع، فمن المحتمل أن تشارك في أنشطة إبداعية وخيالية في كثير من الأحيان.

فيما يلي 3 طرق بسيطة لزيادة إبداعك:

- قم بنزهة سيراً على الأقدام: وجد باحثو جامعة ستانفورد أن المشي يمكن أن يزيد الإنتاج الإبداعي بنسبة تصل إلى 60%. جعل العديد من المفكرين المبدعين المشي جزءاً من عمليتهم الإبداعية، بما في ذلك ستيف جوبز (رائد أعمال/مخترع)، ولودفيج فان بيتهوفن (ملحن)، وستيفن كينج (مؤلف غزير الإنتاج).

- اجعل الإبداع لعبة مع عائلتك. عندما كان أطفالنا صغاراً، كنا نؤلف قصصاً أصلية أثناء السير معاً كعائلة. كان أحدنا يبدأ القصة بشيء من هذا قبيل: "ذات مرة، في أعماق الغابة المظلمة، ذهب أرنب وحيد بحثاً عن والدته". ويضيف فرد آخر حدثاً إلى القصة. وهكذا، كنا نستمتع بمفاجأة بعضنا البعض بشخصيات غير متوقعة وتقلبات في الحبكة وأحداث غريبة.

- تأثير الأماكن الواسعة: إذا كنت ترغب في تشجيع التفكير النبيل أو الواسع أو المتباين أو التجريدي، حاول العمل في غرفة ذات سقف مرتفع. تظهر الأبحاث أن الأسقف المرتفعة تلهم الفكر الواسع. إن العمل في غرف ذات أسقف منخفضة يفسح المجال لتفكير أكثر تقارباً وتوجهاً نحو التفاصيل، لأنه يهيئنا نحو تركيز أضيق.

- لامس القيود: غالباً ما ينبع الابتكار من ملامسة القيود والحدود. إننا نواجه قيوداً في الوقت والمال والخيال والقدرة. إنّ معرفة عقباتنا ومحاولة إيجاد الحلول هما عمل إبداعي. لقد فقَد عازف الجاز الشهير جانغو راينهارت إصبعيه الرابع والخامس في يده اليسرى في حريق، ولكنَّه عمل بجدٍّ للعزف باستخدام 3 أصابع فقط. ابتكر الفنان موسيقى فريدة وخالدة، لأنّه كان عليه إيجاد طرق مبتكرة للتغلب على قيوده الجسدية.

لا يجب أن تمنعنا القيود من تحقيق أهدافنا، بل يمكنها أن تجعلنا أكثر إبداعاً إذا تقبلناها وتعايشنا معها.