"لستِ وحدك".. من لبنان إلى سوريا: قوافل إغاثية لمتضرري الزلزال

انطلاقاً من الواجب الإنساني، والأخوّة التي تجمع الشعبين اللبناني السوري، بادرت جمعيات ومنظمات شبابية لبنانية إلى تنظيم حملة مساعدات للمتضررين من الزلزال الذي ضربها، ولا سيما أنّ سوريا قدّمت الكثير إلى لبنان، ووقفت معه في الأزمات.

  • "لستِ وحدك".. من لبنان إلى سوريا: قوافل إغاثية لمتضرري الزلزال

تجنّباً لسخط الولايات المتحدة، امتنعت أغلبية دول العالم عن إرسال أي مساعداتٍ إلى سوريا بعد كارثة الزلزال المدمّر. هذا التخلّف عن مدّ يد العون فاقم الوضع سوءاً، وضاعف معاناة العالقين تحت الأنقاض، وأدّى إلى ارتفاعٍ كبيرٍ في عدد الضحايا. 

لبنان كان بين دولٍ معدودةٍ بادرت إلى تقديم المساعدة إلى سوريا. 

على الصعيد الرسمي، كلّفت الحكومة اللبنانية وزير الأشغال والنقل، علي حمية، التواصل مع سوريا للوقوف على كل ما تحتاج إليه خلال هذه الأزمة. وأعفى حمية مرفأ طرابلس ومطار بيروت ومرفأها من كل الرسوم والضرائب لإيصال أي مساعدات إلى سوريا. 

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by الميادين | Al Mayadeen (@almayadeen.tv)

وأرسلت قيادة الجيش اللبناني عناصر من فوج الهندسة للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ. وتوجّهت فرقٌ من الصليب الأحمر والدفاع المدني إلى سوريا من أجل المشاركة أيضاً في عمليات الإغاثة والمسح الميداني الشامل. 

وفي مقابل مساعدات رسمية لبنانية متواضعة، نظراً إلى ضعف إمكانات بلدٍ يعاني وأزمة اقتصادية غير مسبوقة، كانت هناك مبادرات شعبية واسعة، بعضها أطلقها أفراد ومجموعات شبابية، وأخرى تابعة لجهات غير حكومية، كالكشّافة (كشافة الإمام المهدي وكشافة الرسالة)، إضافة إلى الفريق التابع للهيئة الصحية الإسلامية.

  • "لستِ وحدك".. من لبنان إلى سوريا: قوافل إغاثية لمتضرري الزلزال

30 طناً من المساعدات، تشمل أدويةً ومعداتٍ طبية وملابس، تحملها "قافلة الشباب اللبناني لإغاثة سوريا"، والتي وصلت إلى الأراضي السورية أمس. هي مبادرةٌ أطلقها شبّان وشابات من مختلف المناطق اللبنانية، ليكونوا قرب سوريا في هذه المحنة، ومن أجل كسر الحصار المفروض عليها.

القافلة تضم خمسين شاباً وشابة من الأطباء والممرضين والمسعفين والاستشاريين النفسيين والمتطوّعين.

"انطلاقاً من الواجب الإنساني، والأخوّة التي تجمعنا بالشعب السوري، بادرنا إلى تنظيم حملة المساعدات هذه، ولا سيما أنّ سوريا قدّمت الكثير إلى لبنان، ووقفت معنا في الأزمات"، يقول أحمد النجار، أحد منظّمي الحملة. ويشير إلى أن الحصار المفروض على سوريا شكّل حافزاً إضافياً ودافعاً أكبر من أجل العمل على تنظيم هذه الحملة، بهدف تقديم الدعم الذي حُرمت منه سوريا، نتيجة العقوبات.

وانطلقت المبادرة عبر مقطع فيديو نُشر في إحدى منصات وسائل التواصل، لتجمع في ساعات عشرات الشبّان من جميع محافظات لبنان. وإضافة إلى الفريق، الذي وصل إلى سوريا، ثمة فريق في لبنان يواصل استلام المساعدات وفرزها وتوضيبها بهدف إرسالها إلى المناطق المتضررة من الزلزال.

وكفكرة فردية من أحد الشبّان، انطلقت حملة "معكن". المبادرة التي أطلقها شاعرٌ شابّ، توسّعت لتضمّ عدداً إضافياً من الشعراء الموزّعين على مناطق متعددة في لبنان، تولّى كلّ منهم جمع التبرعات المالية في المنطقة التي يقطن فيها.

"اعتمدنا على الصداقة التي تجمعنا بشعراء أصدقاء في سوريا، وقررنا جمع تبرعات مالية لنسلّمها باليد، لا عن طريق شركات التحويل، حرصاً على الشفافية وتوفيراً للمبلغ الذي يمكن أن تقتطعه شركات التحويل"، تقول حنان فرفور، إحدى المساهمات في حملة "معكن". 

وتصف حنان تفاعل الناس مع الحملة بـ"المؤثر"، مؤكدةً وجود تعاطف حقيقي ورغبة في المساعدة على الرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة. وتحكي بتأثّرٍ كيف وصلتهم تبرعات هي عبارة عن مدَّخرات أطفال.

  • "لستِ وحدك".. من لبنان إلى سوريا: قوافل إغاثية لمتضرري الزلزال

وبعد الزلزال بساعات قليلةٍ فقط، اجتاحت عشرات المبادرات وسائل التواصل الاجتماعي، تضمّنت الحملات رسائل تحثّ "أصحاب القلوب والأيادي البيضاء" على تقديم المساعدة إلى الشعب السوري.

جمعَ المبادرون المال والأدوية والبطانيات والملابس والحليب للأطفال، وحملوا في جُعَبهم كل ما قد يبلسم لشعبٍ مكلومٍ أثر جراحه.