هكذا ثأرت الصواريخ الإيرانية للدمار ووجع الأيتام في لبنان

استقبل اللبنانيون، خصوصاً في الضاحية والجنوب والبقاع، الضربات الإيرانية لكيان الاحتلال بفرح وارتياح كبيرين، معتبرين أنها تمثّل انتقاماً لدماء شهدائهم وآلامهم. تلك الضربات أعادت إليهم الإحساس بالكرامة والعدالة، وأيقظت فيهم الأمل بزوال عدو طالما أفجع قلوبهم.

0:00
  • هكذا ثأرت الصواريخ الإيرانية للدمار ووجع الأيتام في لبنان
    هكذا ثأرت الصواريخ الإيرانية للدمار ووجع الأيتام في لبنان

حين رأى اللبنانيون تصاعد ألسنة اللهب من قلب "تل أبيب"، في مشهد غير مسبوق بتاريخ الكيان، من جرّاء الصواريخ الإيرانية، تجمّعوا على الشرفات والأسطح وأطلقوا بدورهم المفرقعات والأسهم النارية، وكأنه اليوم الموعود الذي كان ينتظره الجميع للانتقام والثأر، بعد حرب قاسية فرضها الاحتلال الإسرائيلي عليهم، وأدت إلى فقدانهم لأبنائهم وأحبّائهم وبيوتهم وأرزاقهم ونزوحهم طيلة شهرين متتالين من مناطقهم. 

هي حرب ارتقى فيها أكثر من ألفي شهيد وهدمت فيها المساكن وتحوّلت القرى والبلدات الحدودية جنوبي لبنان إلى أمكنة فارغة لا تصلح للسكن بسبب الغارات الكثيفة التي طالتها بعدما كانت تضجّ بالحياة. فيما لا يزال الاحتلال يتربّص بالبلاد، ويتحيّن الفرص للاعتداء على الناس تحت حجج وذرائع واهية، وذلك في خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار.

صمت العالم وتجاهله للمآسي الكبيرة التي تعرّض لها اللبنانيون وخصوصاً سكان الضاحية الجنوبية لبيروت كما الجنوب والبقاع، دفع الناس للتمسّك أكثر بخيار المقاومة ومواجهة الغطرسة الإسرائيلية مهما بلغت التضحيات.

اليوم، تنفّس هؤلاء الصعداء، بكت عيونهم فرحاً حين شاهدوا الصواريخ الإيرانية تعبر سماء مدنهم المدمّرة والفاقدة، عابرة فوق البقاع، ثم أكملت عبورها فوق سماء بيروت والضاحية والجنوب، متجهة نحو فلسطين المحتلة لضرب أهداف حسّاسة في الكيان.

الضربات الإيرانية أثلجت قلوبنا

أثلجت الصواريخ الإيرانية صدور المدنيين الذين ألحق بهم وبعائلاتهم الاحتلال الأذى. تقول رشا، التي دمّر الاحتلال الإسرائيلي منزلها ومنزل عائلتها في الجنوب في أيلول/سبتمبر الماضي، ثم عاد واستهدف المبنى الذين يقطنون فيه في ضاحية بيروت الجنوبية منذ عدة أشهر.

ترى رشا أنّ مشاهد استهداف إيران للكيان "أسطورية نراها للمرة الأولى بتاريخه، وهي مشابهة إلى حد كبير لمشاهد الدمار التي كنا نراها في الجنوب والضاحية"، وتتابع معقّبة: "لكنّ هذه المشاهد لا تشفينا، لأنّ دماء شهدائنا وآلام جرحانا لا تُعوّض". تقول رشا معتبرة أنّ ما يشفي غليلها هو "زوال هذا الكيان ورحيل كلّ المستوطنين من الأراضي المحتلة".

من جهته، يقول محمد إنّ الصواريخ "تنتقم للشعبين اللبناني والفلسطيني على أيدي القادة الإيرانيين والشعب الإيراني. شعرت أنّ كلّ الطاقة السلبية التي خلّفتها مشاهد الدمار خلال الحرب الأخيرة قد تلاشت تدريجياً عند مشاهدتي للدمار الحاصل عند هذا العدو". 

أما فاطمة فتتحدّث عن خسارتها وعائلتها لمنزلهم الكائن في ضاحية بيروت الجنوبية في حرب تموز 2006، ثم في حرب أيلول 2024، فضلاً عن تدمير الاحتلال لمنزل جدّها في منطقة الشياح في الضاحية، مشيرة الى أنّ "إسرائيل" حاولت بذلك قتل ذكريات اللبنانيين وثنيهم عن خيار المقاومة، إلّا أنّ "الصواريخ الإيرانية التي نراها تتساقط فوق رؤوس المستوطنين، حتى في الملاجئ، جعلتنا نشعر أننا استرجعنا جزءاً من حقّنا".

وتضيف: "نشعر بالفخر أننا وصلنا لمرحلة بتنا قادرين فيها أن نواجه العدو بالقوة نفسها التي استخدمها ضدنا في كل حروبه."

عوائل الشهداء: نشعر أننا انتقمنا لدماء أحبّائنا ويتم أطفالنا

قدّم اللبنانيون وخصوصاً عوائل الشهداء تضحيات كبيرة في العدوان الإسرائيلي الأخير على بلدهم، وجع الفقد لا يزال يستوطن صدورهم برغم يقينهم بأنّ هذه التضحيات ودماء شهدائهم حمت لبنان من المشاريع الإسرائيلية التي تصبّ أساساً في القضاء على المقاومة.

"نحن كعوائل شهداء لا نرى أنّ هناك انفصالاً بين ساحات الجهاد، إن كانت في لبنان أو فلسطين أو إيران، فكلّها تصبّ في هدف واحد وهو مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وكلّ من يدعمه"، تقول آية للميادين نت، وهي زوجة الشهيد على طريق القدس علي عاشور. 

وتضيف: "مع متابعتنا للأخبار ومع سماعنا للردّ الإيراني والرعب الذي رأيناه والخوف والقلق على وجوه المستوطنين، حمدنا الله على القدرة التي مدّ بها إيران لتحقيق هذا الإنجاز".

أما آية، زوجة الشهيد بلال قطايا من البقاع، فقد عبّرت بوضوح عن فرحها بمشاهد الضربات المؤلمة التي يتلقّاها الاحتلال، قائلة إنها "انتقام لدماء شهدائنا وآلام جرحانا ويتم أطفالنا وكسرة أمهاتنا" .

وتضيف: "اليوم تنفّست صدورنا المكلومة نسمة عدل طال انتظارها، ليعلم هذا العدو أنّ الدم لا يُنسى وأنّ الأرواح التي صعدت من تحت الركام لا تموت عبثاً، بل تعود على هيئة زلزال".

اخترنا لك