لاعبون بين "خيار الأضواء" و"خيار القلب"

جدلية الخيار بين بلدين للعب في منتخب أحدهما تحضر مجدداً، كما هي الحال قبل يومين مع نجم برشلونة الواعد لامين يامال.

  • لامين يامال (ويب)
    لامين يامال (ويب)

بالتأكيد، إن لاعب برشلونة الواعد، لامين يامال، ليس من اللاعبين الشبان العاديين في الكرة حالياً. مذ منحه تشافي هرنانديز الفرصة قبل ختام الموسم الماضي ليصبح أصغر لاعب في تاريخ "البرسا"، وبعد أن ازدادت دقائق لعبه في المباريات هذا الموسم مقدّماً مستوى لافتاً، بات يامال من اللاعبين الذين يُنظر إليهم في إسبانيا وخارجها بأنه من النجوم القادمين بقوة إلى ملاعب الكرة؛ نظراً إلى الموهبة الكبيرة والإمكانات الكثيرة التي يمتلكها.

ومع لاعب يحمل 3 جنسيات هي: الإسبانية البلد الذي ولد فيه، والمغربية بلد والده، وغينيا الاستوائية بلد والدته، فإن الترقّب يصبح كبيراً، لأي بلد سيلعب هذا الشاب!

قبل يومين، قرر يامال أن يلعب لصالح منتخب إسبانيا، وذلك بعد محادثات مع لويس دي لا فوينتي مدرّب منتخب إسبانيا، ووليد الركراكي مدرّب منتخب المغرب. هكذا كان خيار يامال للمنتخب الإسباني.

يمكن القول إن يامال كان خياره منتخب إسبانيا لأن "لا روخا"، بطل أوروبا والعالم سابقاً، فالأضواء حتماً ستكون أكثر بريقاً، وسبل الوصول إلى النجومية والمنافسة على الألقاب الكبرى تبدو متاحة أكثر.

هكذا، فإن جدلية الخيار بين بلدين للعب في منتخب أحدهما تحضر مجدداً، كما هي الحال مع يامال، لكن في مقابل ذلك، فإن الكثير من اللاعبين بمن فيهم النجوم من أبناء المهاجرين في أوروبا لم يتوانوا عن اختيار بلد الآباء والأجداد، على الرغم من ولادتهم في أوروبا غير مكترثين للأضواء والألقاب التي من الممكن أن يحصلوا عليها.

  • زياش كان بإمكانه أن يلعب لمنتخب هولندا (أرشيف)
    زياش كان بإمكانه أن يلعب لمنتخب هولندا (أرشيف)

زياش ومزراوي

في منتخب المغرب هناك العديد من اللاعبين الذين كان بإمكانهم اللعب لمنتخب أوروبي لكنهم اختاروا المنتخب المغربي، ومن بينهم النجم حكيم زياش.

زياش وُلد في هولندا ولعب في منتخبها للناشئين، لكن عندما تعيّن عليه الاختيار، فسرعان ما اتجه إلى منتخب المغرب، على الرغم من أن الهولنديين كانوا يريدونه في منتخبهم. عن ذلك يقول هذا النجم: "عندما كنت في الـ 16 من عمري، كنت دائماً من أفضل اللاعبين، لكنني لم أكن أتلقى عقوداً من الفرق للانضمام إليها. فاعتقدت بأن السبب وراء قلة الفرص هو أنني من المغرب". ويضيف: "لن ألعب لمنتخب هولندا. فقرار اللعب للمنتخب يكون نابعاً من القلب أكثر من العقل. مع أي منتخب تريد أن تلعب وإلى أين يميل قلبك. في حالتي كان المغرب من دون تردد. لقد كنت أشعر دائماً أنني مغربي، على الرغم من أنني وُلدت في هولندا. الكثير من الأشخاص لا يفهمون هذا الشعور".

زياش ليس وحده الذي اتجه إلى هذا الخيار، إذ يوجد أيضاً النجم نصير مزراوي، لاعب بايرن ميونيخ الألماني الذي ولد أيضاً في هولندا التي كانت تريده لاعباً في منتخبها وقد لعب بالفعل في منتخباتها للناشئين، لكن عند اختيار المنتخب الأول اتجه كذلك إلى منتخب المغرب، وكان هذا سبباً في تلقيه الانتقادات في هولندا، حيث قال أحد مقدّمي البرامج الرياضية: "لقد وُلد (مزراوي) وكبُر في هولندا، واستفاد من مراكز التدريب في هولندا لتطوير موهبته، لكنه اختار منتخباً لا تتوفّر لديه الفرص التي يمكن أن نقدّمها له. هذا غير مفهوم".

  • .. ومحرز كان بإمكانه أن يلعب لمنتخب فرنسا (أرشيف)
    .. ومحرز كان بإمكانه أن يلعب لمنتخب فرنسا (أرشيف)

محرز والخزري

كذلك ثمة العديد من النجوم من أبناء المهاجرين في شمال أفريقيا اختاروا بلد الآباء والأجداد، على غرار النجم الجزائري رياض محرز، الذي كان يمكن أن يكون بطلاً للعالم مع منتخب فرنسا في مونديال 2018؛ لأنه ولد في فرنسا، وكان الفرنسيون يريدونه لاعباً في منتخبهم قبل ذلك بأعوام، خصوصاً بعد أن اختير أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز، وقاد ليستر سيتي للتتويج بلقب تاريخي في "البرمير ليغ"، لكنه اختار منتخب الجزائر؛ لأنه "خيار القلب" كذلك كما قال حينها. ماذا كانت النتيجة؟ محرز تحوّل إلى بطل في الجزائر بعد قيادته المنتخب الجزائري للتتويج بلقب بطولة أمم أفريقيا عام 2019.

أيضاً النجم التونسي وهبي الخزري ولد في فرنسا لكنه اختار أن يلعب لمنتخب تونس الذي لعب معه في مونديال 2018 ومن ثم في مونديال 2022 حين سجل هدفاً في مرمى منتخب فرنسا نفسه الذي كان يمكن أن يلعب له.

بالعودة إلى يامال وزياش ومزراوي، تجدر أيضاً العودة إلى مونديال 2022. أليس منتخب المغرب هو الذي أطاح منتخب إسبانيا من دور الـ16 وتمكن بعد ذلك من التأهل إلى نصف نهائي البطولة؟ "خيار القلب" ينجح أيضاً!