أتشيربي.. البطل الذي انتصر على السرطان وأنقذ إنتر في ملحمة دوري الأبطال!

فرانشيسكو أتشيربي البطل الذي انتصر على السرطان ليعود أقوى، ويسجل هدفاً حاسماً لإنتر في نصف نهائي دوري الأبطال.

0:00
  • أتشيربي.. البطل الذي انتصر على السرطان وأنقذ إنتر في ملحمة دوري الأبطال!
    سجل أتشيربي هدف إنتر الثالث في مرمى برشلونة (x)

كرة القدم ليست مجرد لعبة، إنها اختبارٌ للإرادة، رحلةٌ مليئة بالانتصارات والهزائم، لكنها في بعض الأحيان تتحول إلى تجسيدٍ حقيقي للحياة نفسها.

حين سجل فرانشيسكو أتشيربي هدف التعادل في الدقيقة 90+3 ضد برشلونة في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لم يكن ذلك مجرد لحظة رياضية، بل كان تتويجاً لمسيرة لاعب رفض الاستسلام أمام أقسى معركة قد يخوضها أي إنسان: هزيمة السرطان.

المواجهة خارج الملعب

  • أتشيربي.. البطل الذي انتصر على السرطان وأنقذ إنتر في ملحمة دوري الأبطال!
    كشفت الفحوصات الطبية عن إصابة أتشيربي بسرطان الخصية (ويب)

في عام 2013، لم يكن أتشيربي لاعباً استثنائياً في خط الدفاع فقط، بل كان رجلاً يستعد لأكبر تحدٍّ في حياته. بعد انتقاله إلى ساسولو، كشفت الفحوصات الطبية عن إصابته بسرطان الخصية، ليجد نفسه فجأة في مواجهة قدرٍ لم يختره.

خضع لجراحة عاجلة وأصر على العودة إلى الملاعب سريعاً، مؤمناً بأن كرة القدم ليست مجرد مهنة، بل قوة تمنحه الأمل.

لكن المعركة لم تنتهِ هنا. بعد أشهر، تعرض لانتكاسة، ليُجبر على الخضوع للعلاج الكيميائي المكثف. ورغم الألم، لم يسمح للمرض بأن يهزمه نفسياً، فحتى خلال جلسات العلاج، كان يحرص على التمارين الفردية للحفاظ على لياقته. في لحظاتٍ كهذه، لا يملك الإنسان إلا أن يتساءل: كيف يمكن لشخص أن يكون بهذه العزيمة؟

لم يكن الأمر مجرد مواجهة شخصية، بل تجربة شكلت نظرته للحياة. في تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، تم وصف أتشيربي بـ"الأسد الذي هزم السرطان"، حيث كشفت عن تفاصيل مؤثرة من حياته أثناء العلاج.

كان يقضي الصباح في جلسات العلاج الكيميائي، ثم يحاول الهروب من الواقع بالسهر حتى ساعات الفجر، قبل أن يدرك أن عليه تغيير نمط حياته. قرر اللجوء إلى معالج نفسي لمساعدته على تجاوز هذه المرحلة، وهي خطوة لعبت دوراً كبيراً في عودته إلى الملاعب بذهنية جديدة.

من السرير الأبيض إلى الملاعب الخضراء

  • أتشيربي.. البطل الذي انتصر على السرطان وأنقذ إنتر في ملحمة دوري الأبطال!
    انضم أتشيربي إلى ساسولو في صيف 2013 (ويب)

بعد انتهاء العلاج، عاد أتشيربي إلى الملاعب في آذار/مارس 2014، ورفض أن يكون انتصاره على السرطان مجرد قصة شخصية. قرر أن يذهب أبعد من ذلك، ليصل إلى أعلى مستوى ممكن، وليثبت أن الهزائم في الحياة ليست النهاية.

بعد سنوات من الأداء المميز، أصبح أحد أعمدة لاتسيو، وفاز بكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي، ثم نال شرف تمثيل منتخب إيطاليا، ليحمل قميص الأتزوري بكل فخرٍ، وكأنه يقول للعالم: أنا هنا، أنا لم أنهزم!

لم يكن نجاحه مجرد تعاطف مع قصته، بل تأكيداً على إمكانياته. في تصريح شهير للمدرب أنطونيو كونتي، قال له بعد تعافيه: "أريد أن أهنئك على شجاعتك في مواجهة المرض، لكن تذكر، لقد استدعيتك لأنك تستحق ذلك كروياً، وليس كمكافأة على التغلب على المرض."

إنقاذ إنتر: القلب الذي لا يخضع

  • أتشيربي.. البطل الذي انتصر على السرطان وأنقذ إنتر في ملحمة دوري الأبطال!
    سجل أتشيربي هدف إنتر الثالث في مرمى برشلونة (x)

في ليلة نصف النهائي أمام برشلونة مساء أمس الثلاثاء، كان المشهد مشابهاً، لكنه داخل المستطيل الأخضر هذه المرة. إنتر متأخر 3-2 أمام العملاق الكتالوني بعد أن كان فائزاً بهدفين نظيفين، والجماهير في "جيوسيبي مياتزا" مذهولة، تتساءل: هل انتهى الحلم الأوروبي؟

لكن الأبطال الحقيقيين يعرفون أن المعارك لا تحسم إلا في اللحظات الأخيرة. عندما انبرى أتشيربي للكرة العرضية، كان الأمر أكبر من مجرد هدف، كانت تلك الروح ذاتها التي حارب بها المرض، ذات العزيمة التي جعلته ينتصر مرتين، لكن هذه المرة في ميادين كرة القدم.

اقرأ أيضاً.. إنتر ميلانو إلى نهائي دوري الأبطال بعد ملحمة كروية أمام برشلونة

هدفه في الدقيقة الثالثة من الوقت بدلاً من الضائع عندما كان إنتر ميلانو وكأنه مات "إكلينيكياً" لم يكن مجرد تعديل للنتيجة، بل كان رسالة: الرجال الذين يخوضون معارك خارج الملاعب، لا يُهزمون داخلها أيضاً!

الآن، إنتر في نهائي دوري أبطال أوروبا، وأتشيربي يثبت مرة أخرى أن الإرادة أقوى من أي انتكاسة، أقوى من أي مرض، وأقوى حتى من أسوأ لحظات المباراة.

كرة القدم تحكي قصصاً عظيمة، لكن بعضها يتجاوز الرياضة، ليصبح درساً في الحياة. وهذا هو فرانشيسكو أتشيربي، الرجل الذي هزم المرض، ثم هزم المستحيل، ليكتب اسمه في تاريخ كرة القدم بقوة قلبه، وليس فقط بمهاراته.

اخترنا لك