أفْرِح "الغلابة" يا منتخب مصر

ترقب كبير في مصر لمباراة المنتخب المصري أمام منتخب ساحل العاج في دور الـ16 في بطولة أمم أفريقيا التي تستضيفها الكاميرون. لكن ثمة في مصر من يعني له الفوز كثيراً.

  • الكرة في ملعب منتخب مصر وصلاح وكيروش.. والمصريون يترقبون
    الكرة في ملعب منتخب مصر وصلاح وكيروش.. والمصريون يترقبون

هي "مباراة نهائية مبكرة". هكذا يمكن اختصار المباراة بين منتخب مصر ومنتخب ساحل العاج، اليوم، في دور الـ16 في بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم التي تستضيفها الكاميرون.

مباراة بين اثنين من كبار الكرة في قارة أفريقيا. بين التاريخ والإنجازات والنجوم لمنتخب مصر بألقابه السبعة في أمم أفريقيا، وبين منتخب ساحل العاج الذي قدم أيضاً الكثير من النجوم الذين لمعوا في الكرة العالمية، كما أنه من أبطال أفريقيا السابقين. هي مباراة بين منتخب مصر الذي يتواجد في صفوفه حالياً النجم العالمي محمد صلاح بالإضافة إلى النجوم محمد النني ومصطفى محمد والحارس محمد الشناوي وغيرهم، وبين منتخب ساحل العاج الذي يتواجد في صفوفه النجوم سيباستيان هالير ونيكولاس بيبي وسيرج أورييه وغيرهم.

لكن المباراة لن تكون سهلة أمام منتخب مصر قياساً لمستوى منتخب ساحل العاج في دور المجموعات، حيث أكد أنه مرشح قوي للقب كما أنه فاز على منتخب الجزائر بنتيجة 3-1.

في المقابل، لم يكن منتخب مصر، رغم وجود صلاح، في أفضل أحواله وانتظر حتى المباراة الثالثة أمام منتخب السودان ليتأهل إلى دور الـ16 بعد أن كان خسر في المباراة الأولى أمام منتخب نيجيريا بنتيجة 0-1، ثم فاز على منتخب غينيا بيساو بهدف صلاح.

 

حافز لمنتخب مصر

لكن رغم الصورة التي بدا عليها كل من المنتخبَين في المباريات الأولى، إلا أن ثمة ما يمكن أن يمنح المنتخب المصري الحافز في مباراة اليوم. إذ فضلاً عن سعيه لاستعادة مجده الأفريقي حيث غاب عن اللقب منذ 12 عاماً بعد فترة سيطر فيها على الكرة الأفريقية، فإن نتائج المنتخبات العربية في دور الـ16 أيضاً يجدر أن تمنح المصريين الثقة لحصد الفوز والتأهل رغم قوة المنافس.

إذ بعد دور المجموعات، قيل أن المنتخبات العربية لن تتمكن من مقارعة باقي منتخبات قارة أفريقيا في أدوار خروج المغلوب، وذلك قياساً لما قدمته أكثر المنتخبات العربية، ولما قدمته منتخبات على غرار نيجيريا وساحل العاج والكاميرون.

لكن منتخب تونس كان أول من أثبت عكس ذلك عندما قدم مباراة كبيرة في دور الـ16 أمام منتخب نيجيريا وفاز عليه وتأهل إلى ربع النهائي، وذلك رغم كل ما واجهه المنتخب التونسي من صعوبات في البطولة.

كذلك فإن منتخب جزر القمر ورغم أنه كان "مفاجأة" دور الـ16 في بطولته الأولى في تاريخه في أمم أفريقيا، إلا أنه أحرج منتخب الكاميرون، الذي يلعب في أرضه وبين جماهيره، وخسر أمامه بصعوبة، رغم أن منتخب جزر القمر أكمل المباراة منذ الدقائق الأولى بعشرة لاعبين، كما أنه خاضها من دون حارس مرمى حيث استعان بلاعبه شاكر الهدهور في حراسة المرمى.

أما أمس فكان منتخب المغرب يفوز على منتخب مالاوي بنتيجة 2-1 بعد تأخره بنتيجة 0-1.

 

هذا ما يريده المصريون

بالتأكيد فإن الشعب المصري العاشق للكرة يترقب هذه المباراة، لكنها تعني كثيراً لملايين الفقراء والكادحين وراء لقمة العيش في مصر أو "الغلابة" كما يُسمونهم. هؤلاء هم النبض الحقيقي لكرة مصر والذين في شوارعهم لمع أفضل نجوم الكرة. هؤلاء الذين يحتشدون في المقاهي الشعبية لمتابعة المباريات، والذين يتواجدون بالآلاف في الملاعب وينشدون الهتافات المبهجة. هؤلاء الذين يتنفسون الكرة في ظل كل آلامهم. هؤلاء، أكثر من غيرهم، يريدون فرحة من منتخب مصر ترتسم على وجوههم.

هؤلاء يريدون من صلاح أن يكون مع منتخب مصر "صلاح ليفربول" الذي يفتخرون بإنجازاته في الكرة العالمية ومراوغاته وأهدافه الرائعة. صلاح الطامح بدوره إلى لقب أول مع منتخب مصر طال انتظاره.

هؤلاء يريدون من المدير الفني لمنتخب مصر، البرتغالي كارلوس كيروش، أن يتفادى أخطاءه السابقة التي جعلته يتعرض لانتقادات كثيرة. الآن صفحة جديدة. الآن منتخب مصر في دور الـ16 وأمام مباراة مهمة. الآن دور كيروش في مباراته الأهم مع منتخب مصر. الآن دوره ليعيد إلى أذهان المصريين زمن المدير الفني السابق، حسن شحاتة، الذي قاد المنتخب المصري إلى إنجازات باهرة في بطولة أمم أفريقيا، رغم أن زمن شحاتة يصعب أن يتكرر.

هؤلاء الذين يريدون من كل اللاعبين في منتخب مصر أن يكونوا في قمة مستواهم وأن يقدموا كل ما لديهم من مجهود وتعب.

هؤلاء الذين يريدون بعد المباراة أن ينشدوا هتافهم الشهير عند كل فوز لمنتخب مصر: "أهُم أهُم أهُم المصريين أهُم".