الفوضى المنظمة.. نهاية حقبة يورغن كلوب في ليفربول

يورغن كلوب يُنهي قصة كانت مليئة بالشغف والأمل مع ناديه ليفربول، بعد أكثر من 8 أعوام. قصة فيها كثير من اللحظات الخالدة لجماهير "الريدز".

  • الفوضى المنظمة.. نهاية حقبة يورغن كلوب في ليفربول
    الفوضى المنظمة.. نهاية حقبة يورغن كلوب في ليفربول

عندما حضر يورغن كلوب مدرباً لليفربول، كانت الجماهير تحلم، بموسماً بعد آخرَ، بعودة الفريق إلى الإنجازات، فرفع شعارَ: "علينا أن نتحول من مشككين إلى مؤمنين". وبعدها، بات كل موسم لجماهير الفريق فرصة في الإيمان أكثر بفريقها، وكي ترفع سقف الطموحات والتوقعات.

أكثر من 8 أعوام أمضاها يورغن كلوب في النادي، لتأتي اللحظة التي قرر فيها الرحيل، تاركاً الجماهير في حال من الحزن.

نجح كلوب في تطوير الفريق، عاماً بعد عام. وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في عام 2018، وخسره أمام ريال مدريد، على الرغم من أنه لم يكن بين أبرز المرشحين. وفي العام الذي تلاه، حصد ليفربول لقب الأبطال، وبعده كسر صيامه عن لقب الدوري الإنكليزي وحققه.

"الفوضى المنظمة".. كلوب يودّع ليفربول

  • الفوضى المنظمة.. نهاية حقبة يورغن كلوب في ليفربول
    جعل كلوب كرة القدم انعكاساً لشغفه في إدارة الأمور فكانت الجماهير واللاعبون يعيشون صخباً استثنائياً معه

حوّل كلوب الفوضى، التي كانت تأكل "أنفيلد"، إلى ما سماه، في ظهور تلفزيوني مع اللاعب الإنكليزي ريو فيرديناند، "الفوضى المنظمة"، بحيث كان يجيب عن سؤال كيف استطاع إقناع لاعبيه بالضغط المتواصل واللحاق بالكرة لاسترجاعها.

مع يورغن كلوب بات ليفربول مرعباً. الكل يضع حسابات لوجوده ومنافسته، وأصبح للانتصار عليه طعمٌ خاص.

جعل كلوب كرة القدم انعكاساً لشغفه في إدارة الأمور، فكانت الجماهير واللاعبون يعيشون صخباً استثنائياً معه، لنشاهد لدى اللاعبين أداءً مليئاً بالقوة والصخب والاندفاع والطاقة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المدرجات، في حالتي الفوز والخسارة.

ربما لن تعكس أرقام البطولات، التي حقّقها كلوب في مسيرته مع الفِرَق التي درّبها، حقيقة هذا الرجل وفكره الكروي، لأنه دائماً يواجه خصوماً يملكون الرغبة نفسها.

اقرأ أيضاً.. رسميا.. ليفربول يعلن خليفة كلوب

على الصعيد التدريب الفردي للاعبين، أثبت يورغن كلوب قدرته على تطوير اللاعبين الشبّان، وقيادتهم ليصبحوا نجوماً من أبرز اللاعبين. وهنا يمكن الحديث عن ترنت ألكسندر أرنولد وأندي روبرتسون، بالإضافة إلى تعاقده مع مجموعة من اللاعبين بمبالغ معقولة، وليست "فلكية"، وجعلهم بين أفضل اللاعبين في العالم، مثل محمد صلاح وساديو ماني وفابينيو وغيرهم.

المدرب والمشجع.. يورغن كلوب ينتمي إلى ليفربول

  • الفوضى المنظمة.. نهاية حقبة يورغن كلوب في ليفربول
    الفوضى المنظمة.. نهاية حقبة يورغن كلوب في ليفربول

كلمات كلوب في وداع الجماهير تعكس بوضوح العلاقة الوطيدة التي تجمعه بالفريق وبالجمهور واللاعبين. لقد أحب كلوب ليفربول فنجح في تخليد نفسه في تاريخ النادي.

يقول كلوب في كلماته الأخيرة، كمدرب لليفربول: "هذا هو الوداع. أحب كل شيء مرتبط بهذا النادي. أحب كل شيء يتعلق بالمدينة. أحب كل شيء يتعلق بالمشجعين والفريق. بعد كل هذا الوقت الذي أضيناه معاً، وما مررنا فيه معاً، كبر الاحترام والحب. أتيت إلى هنا كما سميت نفسي "The normal guy"، وسأغادر هكذا".

مدرب مانشستر سيتي، بيب غوادريولا، الذي توج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز، ظهر بشكل عاطفي أيضاً عنما ذكر يورغن كلوب بعد تتويجه، لقد أعرب عن مشاعره بصدق وقال "سأفتقده"، مشيراً إلى أن كلوب جعله منافساً أقوى ومدرب أفضل ودفعه دائماً إلى تقديم الأفضل.

انتهت قصة جميلة لكلوب مع ليفربول، وصلت إلى نهايتها. اختتمها بمباراة أخيرة في "البريميرليغ". هي نهاية حِقبة كانت ممتعة لمشجعي ليفربول والفرق المنافسة وداعاً يورغن كلوب مدرباً لليفربول.