بيب غوارديولا.. حين تصبح كرة القدم صوتاً للإنسانية

بيب غوارديولا يستخدم كرة القدم كمنصة للمواقف الإنسانية، متحدثاً عن غزة، ورافضاً الصمت أمام الظلم العالمي.

0:00
  • بيب غوارديولا.. حين تصبح كرة القدم صوتاً للإنسانية
    بيب غوارديولا.. حين تصبح كرة القدم صوتاً للإنسانية

ليس مجرد مدرب، وليس مجرد عبقري تكتيكي يقود الفرق إلى المجد. بيب غوارديولا هو رجل يرفض أن يكون صامتاً، يرفض أن يكون مجرد اسم في عالم الرياضة، بل يجعل من كرة القدم منصةً لمواقفه، صوتاً للإنسانية، وصرخةً في وجه الظلم.

في عالمٍ يفضل فيه الكثيرون الحياد، اختار غوارديولا أن يكون حاضراً، أن يتحدث، أن يعبّر عن موقفه من دون خوف.

خلال منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة مانشستر، لم يكن حديثه عن التكتيك أو الإنجازات، بل عن غزة، عن الأطفال الذين يموتون تحت القصف، عن الألم الذي يشعر به كل صباح عندما يرى أطفاله، ويتذكر أن هناك أطفالاً آخرين لا يملكون فرصة الاستيقاظ.

كرة القدم ليست مجرد لعبة

  • بيب غوارديولا.. حين تصبح كرة القدم صوتاً للإنسانية
    بيب غوارديولا.. حين تصبح كرة القدم صوتاً للإنسانية

لطالما كان غوارديولا يؤمن بأن كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل أداة للتغيير. قال ذات مرة: "أنظر من حولك، العالم مليء بالظلم، ونحن نجلس هنا لا نفعل شيئاً".

هذا ليس مجرد تصريح عابر، بل فلسفة حياة. في 2018، فرض عليه الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم غرامة 20 ألف جنيه استرليني لأنه ارتدى شارة صفراء دعماً للمساجين السياسيين في كاتالونيا، لكنه لم يتراجع، لم يعتذر، بل واصل التعبير عن موقفه.

من برشلونة إلى بايرن ميونيخ ومانشستر.. المبدأ لا يتغير

  • بيب غوارديولا.. حين تصبح كرة القدم صوتاً للإنسانية
    طالب غوارديولا باستقلال كاتالونيا في عام 2017 (ويب)

منذ أيامه كلاعب في برشلونة، كان غوارديولا مختلفاً، لم يكن مجرد نجم في وسط الملعب، بل كان صاحب رأي، صاحب موقف. وعندما أصبح مدرباً، لم يتغير شيء.

في برشلونة، كان الفريق أكثر من مجرد نادٍ بالنسبة له، كان رمزاً للهوية الكاتالونية، وكان دائماً يعبر عن دعمه لاستقلال الإقليم.

وعندما انتقل إلى بايرن ميونيخ، لم يتوقف عن التعبير عن آرائه، رغم اختلاف البيئة والثقافة. في ألمانيا، كان أكثر تحفظاً، لكنه لم يتردد في الحديث عن القضايا الإنسانية عندما سنحت الفرصة.

اقرأ أيضاً.. غوارديولا خلال تكريمه بالدكتوراه الفخرية.. غزة تدمي القلوب

أما في مانشستر سيتي، فقد أصبح أكثر وضوحاً في مواقفه، وأكثر جرأة في التعبير عنها. لم يكن حديثه عن غزة خلال تكريمه في جامعة مانشستر هو الأول من نوعه، فقد سبق له أن تحدث عن فلسطين في عدة مناسبات، معبراً عن رفضه للظلم العالمي، ومؤكداً أن القضية لا تتعلق بالإيديولوجيا، بل بحب الحياة والإنسانية.

خلال خطابه الأخير، قال بيب: "قد نختار أن نغض الطرف، ونقول إن الأمر ليس شأننا. لكن احذروا، في المرة القادمة قد يصل الأمر إلينا، وسيكون الأطفال في الرابعة والخامسة، أطفالنا".

ابنته ماريا.. الامتداد الطبيعي لمواقفه

  • بيب غوارديولا.. حين تصبح كرة القدم صوتاً للإنسانية
    ظهرت ماريا غوارديولا في مظاهرات في لندن دعماً لفلسطين (ويب)

لم يكن غوارديولا وحده في هذا الطريق، بل كانت ابنته ماريا غوارديولا امتداداً لمواقفه. ظهرت في مظاهرات في لندن دعماً لفلسطين، وارتدت الكوفية الفلسطينية خلال احتفالات مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز، ونشرت تدوينات تدين الحرب على غزة وتصفها بالإبادة الجماعية.

بيب غوارديولا ليس مجرد مدرب يبحث عن الفوز، بل هو رجل يرى أن كرة القدم يجب أن تكون أكثر من ذلك، أن تكون وسيلة للتعبير، للرفض، للمقاومة.

في عالمٍ يفضل فيه الكثيرون الصمت، يختار بيب أن يكون الصوت الذي لا يخاف، الصوت الذي يقول الحقيقة، حتى لو لم تعجب الجميع.

اخترنا لك