تدريب المنتخب بعد الفريق... تجربة ناجحة أو فاشلة؟

هل يمكن أن تكون في كرة القدم تجربة تدريب المنتخب بعد تدريب الفرق ناجحة أو أنها ستفشل؟

  • من الممكن جداً أن يقود أنشيلوتي تدريب منتخب البرازيل بعد إنجازاته الكثيرة مع الأندية
    من الممكن جداً أن يقود أنشيلوتي تدريب منتخب البرازيل بعد إنجازاته الكثيرة مع الأندية

يُحكى الكثير عن أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي سيقود تدريب منتخب البرازيل، لا بل أن ثمة تأكيدات بحصول هذا الأمر وذلك في صيف 2024 بعد تأكيد أنشيلوتي نفسه رغبته في قيادة "السيليساو" الذي يعرف لاعبيه جيداً خصوصاً نجمَيه في ريال مدريد فينيسيوس جونيور ورودريغو، لكن الإيطالي سينتظر حتى صيف 2024 على الأرجح مع انتهاء عقده الحالي مع "الميرينغي" ليتجه لتدريب المنتخب البرازيلي.

إمكانية أن يقود أنشيلوتي تدريب منتخب البرازيل الواردة جداً تطرح السؤال حول مدى إمكانية أن ينجح مدرّب الفرق مع المنتخبات، إذ كما هو معلوم فإن أنشيلوتي من أنجح المدرّبين في العالم حيث تحكي الألقاب عنه ويكفي بينها تتويجه بـ4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا مناصفة بين ميلان وريال مدريد وتتويجه بلقب مونديال الأندية مع هذين الفريقين، وتتويجه بألقاب الدوري في إيطاليا مع ميلان وفي إسبانيا مع ريال مدريد وإنكلترا مع تشيلسي وألمانيا مع بايرن ميونيخ وفرنسا مع باريس سان جيرمان.

وما يجعل لهذا السؤال أهمية في الوقت الحالي، هو أنه في مقابل الحديث عن إمكانية تدريب أنشيلوتي المنتخب البرازيلي هناك تجربة تبدو غير مشجّعة للألماني هانز – ديتر فليك الذي حصد نجاحات باهرة في عام 2020 مع بايرن ميونيخ بقيادته للتتويج بـ6 ألقاب بينها لقب دوري الأبطال لكنه حالياً يواجه صعوبات كبيرة مع منتخب ألمانيا وحتى أن كثيرين في ألمانيا طالبوا باستقالته.

كذلك ثمة تجربة قريبة أيضاً للإسباني لويس إنريكيه الذي نجح في قيادة برشلونة للتتويج بلقب الدوري الإسباني ولقب دوري أبطال أوروبا، لكنه فشل مع منتخب إسبانيا وأُقيل من تدريبه بعد الخروج من دور الـ16 في كأس العالم 2022، ليتجه حالياً إلى العودة لتدريب الأندية حيث يُحكى كثيراً عن إمكانية قيادته تدريب باريس سان جيرمان.

بالتأكيد ثمة فرق كبير بين تدريب الأندية وتدريب المنتخبات. في النادي يكون المدرّب يومياً مع لاعبيه ويعرفهم جيداً، وهناك عدد كبير من المباريات طيلة الموسم وتنافس في الكثير من البطولات سواء المحلية أو القارية.

في المقابل، فإن مدرّب المنتخب لا يكون مع لاعبيه دائماً بل موسمياً خلال المباريات الدولية الودية وخلال البطولات للمنتخبات التي تقام كل عامين بين كأس العالم والبطولات القارية، حيث ينتقل إلى هذا البلد وذاك لمتابعة لاعبيه واكتشاف لاعبين لمنحهم الفرصة في المنتخب، وبالتأكيد فإن عدد المباريات التي يقودها أقل بكثير من مدرّب الفريق.

 

أسماء نجحت مع الأندية والمنتخبات

لكن ثمة تجارب عديدة لأسماء كبيرة في التدريب حصدت نجاحاً باهراً بتدريب الفرق وتدريب المنتخبات.

الحديث يمكن أن يبدأ عند الألماني أوتو ريهاغل الذي قاد فريق فيردر بريمن للتتويج بلقب الدوري الألماني 3 مرات وللتتويج بلقب بطولة كأس الكؤوس الأوروبية السابقة عام 1992، وقاد أيضاً فريق كايزر سلاوترن للتتويج بلقب الدوري الألماني، ومن ثم اتجه لتدريب منتخب اليونان وحصد الإنجاز التاريخي الذي أدهش العالم بقيادته للتتويج بلقب كأس أوروبا عام 2004.

 

في إسبانيا

هناك أيضاً الإسباني لويس أراغونيس الذي قاد أتلتيكو مدريد للتتويج بلقب الدوري الإسباني وبرشلونة للتتويج بلقب كأس إسبانيا، ثم قاد منتخب إسبانيا للتتويج بلقب كأس أوروبا عام 2008.

الإسباني فيسينتي دل بوسكي لا يقل شأناً عن مواطنه أراغونيس لا بل إن إنجازاته أهم وأكثر، حيث قاد ريال مدريد للتتويج بلقب الدوري الإسباني مرتين ولقب دوري أبطال أوروبا مرتين، ثم قاد منتخب إسبانيا للتتويج بلقبه الأول في تاريخه في كأس العالم عام 2010 في جنوب أفريقيا، ولم يكتف بذلك بل عاد وقاده للتتويج بلقب كأس أوروبا عام 2012.

 

في إيطاليا

على صعيد المدرّبين الإيطاليين أيضاً، يبرز مارتشيلو ليبي الذي حصد نجاحات مع يوفنتوس بقيادته للتتويج بـ5 ألقاب في الدوري الإيطالي ولقب في دوري الأبطال، إضافة إلى أنه قاده للتأهل 3 مرات أخرى إلى المباراة النهائية في هذه البطولة، ثم كان إنجازه مع منتخب إيطاليا بقيادته للتتويج بلقب كأس العالم عام 2006 في ألمانيا، قبل أن يعود لتدريب الأندية ويقود غوانغجو إيفرغراندي للتتويج بـ3 ألقاب في الدوري الصيني ولقب في دوري أبطال آسيا.

كذلك فإن الإيطالي روبرتو مانشيني عرف النجاحات مع الأندية والمنتخب حيث قاد إنتر ميلانو للتتويج بـ3 ألقاب في الدوري الإيطالي، وفيورنتينا ولاتسيو للتتويج بلقب لكل منهما في كأس إيطاليا، ومانشستر سيتي للتتويج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز، ثم قاد منتخب إيطاليا للتتويج بلقب كأس أوروبا 2020 ولا يزال يقود تدريبه حالياً.

 

فرانتس بكنباور

في المقابل، فإن الأسطورة الألماني فرانتس بكنباور بدأ مشواره التدريبي مع المنتخب ثم الأندية، إذ إنه قاد منتخب ألمانيا إلى نهائي كأس العالم 1986 في المكسيك ثم التتويج بلقب كأس العالم 1990 في إيطاليا.

ثم اتجه بكنباور للتدريب مع الأندية فقاد بايرن ميونيخ للتتويج بلقب الدوري الألماني ولقب كأس الاتحاد الأوروبي سابقاً (يوروبا ليغ حالياً) وقاد مرسيليا للتتويج بلقب الدوري الفرنسي والوصول إلى نهائي مسابقة كأس الأندية الأوروبية البطلة سابقاً (دوري أبطال أوروبا حالياً) عام 1991.

هكذا ومن خلال هذه التجارب، يمكن القول إن إمكانية أن ينجح مدرّب الأندية مع المنتخبات واردة جداً. ثمة بالتأكيد فرْق بين تدريب الأندية وتدريب المنتخبات، لكن كفاءة المدرّب وتمكّنه من الانسجام في كلتا الحالتين وذكاءه، كلها تشكّل الأساس للنجاح.