من الأفضل: رونالدو أو رونالدو؟

لا ينتهي الحديث عن اسم رونالدو. كان ذلك منذ أعوام طويلة، وما يزال مستمرّاً حالياً. أجيال متلاحقة صفّقت لإبداعات هذا الاسم.

  • كريستيانو رونالدو
    كريستيانو رونالدو

كثُرت إنجازات النجم كريستيانو رونالدو في الفترة الأخيرة، سواء مع فريقه مانشستر يونايتد حيث اختير، قبل أيام، أفضل لاعب في "البريمييرليغ" لشهر أيلول/سبتمبر الماضي أو مع منتخب البرتغال.

أمس، سجّل رونالدو  3 أهداف "هاتريك" في مرمى لوكسمبورغ في تصفيات مونديال 2022، والذي يعدّ "الهاتريك" العاشر له في المباريات الدولية، وهو ما لم يفعله أي لاعب سابقاً، وذلك بعد أن كان قبل أيام في المباراة التي فازت فيها البرتغال على قطر أصبح أكثر لاعب في أوروبا يخوض مباريات دولية، متفوّقاً على الإسباني سيرجيو راموس، إضافة إلى أنه أصبح أول لاعب يسجّل في مرمى أكبر عدد من المنتخبات (46)، فضلاً عن أنه، بأهدافه أمس، رفع رصيده إلى 115 هدفاً في المباريات الدولية كهدّاف تاريخي للمنتخبات.

هكذا، أصبحت سجلّات الكرة لا تتّسع لإنجازات رونالدو، وهو، في المقابل، يضيف إليها المزيد.

الكلّ يسأل: ماذا بعد يا رونالدو؟ كما هو الحال مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وإن كانت الغلبة في هذه الفترة للبرتغالي.

دائماً ما تتمّ المقارنة بين رونالدو وميسي والأفضل بينهما، لكن ثمّة مقارنة بين رونالدو و"الظاهرة" البرازيلي رونالدو، لأنهما يحملان الاسم نفسه، ولا سيما أنّ البرازيلي ارتبط بذاكرة الملايين، وتحديداً أولئك الذين تابعوا إبداعاته في الملاعب. أما سبب هذه المقارنة الآن، فذلك لأن البرتغالي رونالدو تألّق أمس بالـ "هاتريك"، بينما أمس أيضاً كانت ذكرى مرور 25 عاماً على الهدف التاريخي الذي سجّله البرازيلي رونالدو مع برشلونة في الدوري الإسباني، على طريقة الأسطورة الأرجنتيني الراحل دييغو مارادونا، والتي احتفل بها "البرسا".

يمكن القول إن لكلّ من النجمَين زمانه. هذا له مميزاته، وذاك له مميزاته. وعن هذه المقارنة، يقول البرازيلي نفسه إنها "غير ممكنة"، قبل أن يُشيد بالبرتغالي قائلاً: "سيظل كريستيانو في وجدان كرة القدم وتاريخها،بسبب الأهداف التي سجّلها واستمراره بالتألّق لسنوات. سيظل كريستيانو أحد أفضل اللاعبين في العالم، مثل ميسي ولاعبين آخرين".

انطلاقاً من كلام البرازيلي رونالدو، فإنَّ كريستيانو يتفوّق بالفعل، ليس عليه فحسب، بل على الجميع أيضاً، من خلال عدد الأهداف المدهشة الّتي سجّلها، والأرقام القياسية في مسيرته كهدّاف تاريخي للمنتخبات وهدّاف تاريخي لدوري أبطال أوروبا وكأس أوروبا وريال مدريد الإسباني، الذي لعب"الظاهرة" في صفوفه أيضاً، وغيرها الكثير، إضافة إلى تتويجه بالكرة الذهبية 5 مرات، وإحرازه لقب دوري أبطال أوروبا 5 مرّات، وكأس أوروبا مع البرتغال.

أما البرازيلي رونالدو، فإنه سجّل في مجمل مسيرته 414 هدفاً، وهو ما سجّل كريستيانو أكثر منه في ريال مدريد فقط (450 هدفاً)، وأحرز الكرة الذهبية مرّتين فقط، ولم يتوَّج أبداً بلقب دوري أبطال أوروبا، لكن الفرْق فقط أنه توِّج بلقب كأس العالم 2002، وكان هدّافاً للبطولة، ونال لقب كأس العالم 1994، لكن من دون أن يلعب.

ثمة مسألة أخرى تحدّث عنها "الظاهرة" حول البرتغالي،وهي الاستمرارية، إذ إنَّ البرازيلي رونالدو لعب في آخر مسيرته في فريق كورينثيانس البرازيلي، واعتزل في سن 34 عاماً. وقد ازداد وزنه كثيراً، ما أثّر في أدائه.

في المقابل، إنَّ البرتغالي رونالدو كان في سنّ 34 عاماً في أعلى المستويات في صفوف يوفنتوس الإيطالي، وهو الآن في سنّ 36 عاماً يتألّق في مانشستر يونايتد، وهو في لياقة بدنية عالية تُعتبر نموذجاً للرياضيين. 

هكذا، تبدو الغلبة واضحة في الأهداف والأرقام القياسية لكريستيانو، لكنْ ثمّة كثر لا يعتبرون أنَّ هذا هو المعيار لاختيار الأفضل، إذ يبقى الأداء في الملعب هو الأساس. وهنا، يمكن القول إنَّ لكلا النجمَين جمهوره الذي يعتبره الأفضل. وبالتأكيد، إنّ كلّاً من النجمَين لديه مهاراته وأسلوبه في اللعب، وإن كان البعض يعتبر أنَّ البرازيلي رونالدو يمتلك مهارات مذهلة في ما يفعله بالكرة. لذا، لقّبته الصحافة الإيطالية بـ"الظاهرة"، عندما كان يتألّق في صفوف إنتر ميلانو.

بالفعل، يبدو من الصّعوبة بمكان المقارنة بين البرازيلي رونالدو والبرتغالي رونالدو، لكن ما يلفت أنّ البرتغالي يتفوّق على البرازيلي في مسألة، وهي المقارنة الشخصية بين كريستيانو رونالدو قبل سنّ 30 عاماً... وكريستيانو رونالدو بعد 30 عاماً. هذا الأمر لم يكن موجوداً لدى البرازيلي رونالدو!