الحسابات الآلية لاعب أساسي في الانتخابات النيابية المقبلة!

مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي في لبنان، بدأت الأطراف المتنافسة بالترويج الالكتروني لحملاتها الانتخابية عبر الحسابات الخاصة بها على المنصات الاجتماعية المختلفة، ولا سيما على موقع " تويتر".

  • الحسابات الآلية لاعب أساسي في الانتخابات النيابية المقبلة!!
     يمتاز موقع " تويتر" بسهولة وسرعة التواصل بين المرشحين والمواطنين

لعبت منصات التواصل الاجتماعي دوراً محورياً في الاستحقاقات الانتخابية كأحد روافد الإعلام الالكتروني، وساهمت في التأثير على الرأي العام والحشد عبر المجموعات والصفحات المختلفة، وكان لمنصة "تويتر" دور أساسي في هذه الاستحقاقات لا سيما في الانتخابات الأميركية عام 2016 حيث يمكن القول انها أول انتخابات "تويتر" بامتياز، بحيث عملت خدمة التدوين المصغر (التغريدات) على صقل الحوار السياسي وإدارة مسار التغطية الإعلامية التقليدية بشكل غير مسبوق، وقد نصبّت المنصة نفسها كميدان للحرب السياسية.

واليوم ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي في لبنان، بدأت الأطراف المتنافسة بالترويج الالكتروني لحملاتها الانتخابية عبر الحسابات الخاصة بها على المنصات الاجتماعية المختلفة، ولا سيما على موقع " تويتر" والذي يمتاز بسهولة وسرعة التواصل بين المرشحين والمواطنين، ما ساهم في جعل هذه المنصة أداة فاعلة لتنشيط وتحفيز المؤيدين والناخبين من خلال رسائل بسيطة وشخصية يتردد صداها بأسلوب باتت تعجز عن توصيله الوسائل الإعلام التقليدية وغيرها من التقنيات التي كانت مستخدمة في الماضي القريب.

هذا ويساعد المرشحين في حملاتهم الانتخابية حسابات المؤثرين الاجتماعيين والتي تلقى عادة صدى كبيراً لدى الجماهير ربما لم يحققه السياسيون والمؤسسات الإعلامية مجتمعين، حيث يقومون بالتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من أي جهة إعلامية، ويعبرون عن آرائهم السياسية بقوة، ويلتقطون التناقضات في مواقف المرشحين المنافسين.

وأيضاً سيكون للبوتات والحسابات الآلية على منصة "تويتر" تأثير على الناخب اللبناني من خلال التلاعب بأعداد المتابعين على صفحات المرشحين الشخصية (وخاصة أولئك الذين لا يملكون قواعد جماهيرية كبيرة) وصفحات الحملات الانتخابية، بالإضافة إلى عدد المعجبين بالمنشورات وكمية التعليقات المؤيدة و"الترند" اليومي وغيرها.

والبوتات أو الحسابات الآلية هي عبارة عن برمجيات بسيطة معدّة لانجاز مجموعة من المهام التلقائية على الانترنت، وتستخدم بشكل كبير في منصات التواصل الاجتماعي ولا سيما في منصة تويتر من خلال الـAPI  الخاص بالموقع، حيث تقوم البوتات المبرمجة بالتغريد الآلي وتسجيل الإعجابات والتعليق وصولاً إلى إمكانية تحويل هاشتاغ معين إلى مستوى "ترند"، وهو ما يعرف لاحقاً بـ"الترند" المدفوع، وأيضاً قد تستخدم لتحويل نتائج استطلاعات الرأي على الانترنت.

وقد استفادت منها المنظمات والمجموعات والأقليات لتحويل الرأي العام لصالحها وايهام المجتمع بأنها مجموعات كبيرة ومؤثرة. وقد برزت بوضوح في الانتخابات الأميركية ما قبل الأخيرة حيث قام مؤيدون لدونالد ترامب باستخدام البوتات لدفع المساهمات الإيجابية لاستطلاعات الرأي على الانترنت لصالح ترامب بعد المناظرات مع هيلاري كلينتون. أما على مستوى الدول العربية فقد استخدمت تقنية البوت من قبل الماكينات الانتخابية الخاصة بالمرشحين في الانتخابات العراقية الأخيرة لكسب استطلاعات الرأي على منصتي "تويتر" و"تيليغرام" وأيضاً في رفع الوسوم إلى مستوى التداول في الدول لتظهر وكأنها رأي عام حقيقي.

انتخابات تشريعية مصيرية يشهدها لبنان، بعد ما يزيد على العامين من أزمة اقتصادية سياسية غير مسبوقة، تشابك فيها المحلي مع الإقليمي والدولي، فكيف سيكون وجه لبنان بعد هذه الانتخابات؟