بطاريات نووية صينية معمرة للغاية

من المتوقّع أن يتمّ إطلاق "تشولونغ-2" بحلول نهاية هذا العام أو أوائل العام المقبل، وستكون البطارية بحجم عملة معدنية فقط. 

  •  شركة صينية تطور بطاريات نووية معمرة للغاية
    شركة صينية تطوّر بطاريات نووية معمرة للغاية

أعلنت شركة ووشي بيتا المحدودة للتكنولوجيا الصيدلانية بأنها طورت نموذجاً أولياً لبطارية نووية معمّرة للغاية من الكربون-14، أطلق عليها اسم "تشولونغ-1"، وهو ما يعدّ تقدّماً في مهمة الابتكار في مجال البطاريات النووية الصغيرة جداً.

وأفادت الشركة، التي يقع مقرها في مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين، بأنها حقّقت هذا الإنجاز بالتعاون مع جامعة الشمال الغربي للمعلمين في مقاطعة قانسو بشمال غربي الصين.

هذا وتحوّل البطاريات النووية طاقة التحلّل الإشعاعي إلى كهرباء، وتختلف اختلافاً جوهرياً عن البطاريات الكيميائية التقليدية.

الابتكار الجوهري لبطارية "تشولونغ-1"

وبدوره، قال تشانغ قوانغ هوي، القائد التقني لمشروع البطاريات من جامعة الشمال الغربي للمعلمين، إن الابتكار الجوهري لبطارية "تشولونغ-1" يتمثّل في استخدام الكربون-14، وهو نظير مشعّ للكربون بنصف عمر يبلغ 5730 عاماً، والذي يقترن بأشباه موصلات كربيد السيليكون لتوليد الطاقة. وعندما يتحلل الكربون-14، يصدر جزيئات بيتا التي تتفاعل مع أشباه الموصلات، ومن ثم إنتاج تدفق ثابت للإلكترونات.

ويعالج هذا النهج التحدّيات التقنية الرئيسية، بما في ذلك إعداد مصادر الكربون-14 عالية النشاط المحدّد، وانخفاض كفاءة تحويل الطاقة واستقرار أجهزة المحوّلات.

"إله التنين الصيني الأسطوري"

وفي عرض حيّ في مختبر شركة ووشي بيتا، عملت صمّامة ثنائية باعثة للضوء تعمل ببطارية "تشولونغ-1" بكفاءة عالية لقرابة 4 أشهر، وحافظت على أكثر من 35000 ومضة نبضية. وأكد الباحثون فعّاليتها من خلال دمج البطارية مع رقاقة بلوتوث، والتي نجحت في نقل واستقبال الإشارات اللاسلكية.

وقال تساي دينغ لونغ، رئيس المشروع، إنّ الفريق البحثي سمّى البطارية على اسم تشو لونغ، وهو إله التنين الصيني الأسطوري الذي يرمز إلى الضوء والطاقة الأبديّين في الكتاب الصيني القديم ((شان هاي جينغ)).

مجموعة واسعة من التطبيقات

ويمكن للبطارية أن تعمل بشكل ثابت ضمن نطاق درجة حرارة يتراوح بين 100 درجة مئوية إلى 200 درجة مئوية، مع كثافة طاقة أعلى بعشر مرات من بطاريات الليثيوم-أيون التجارية، ومعدل تدهور أقل من 5 في المئة على مدى عمر افتراضي مصمّم يبلغ 50 عاماً، وفقاً لتساي.

وباعتبارها جيلاً جديداً من حلول الطاقة الصغرى، تتمتع البطاريات النووية من الكربون-14 بمجموعة واسعة من التطبيقات في مجالات الرعاية الصحية وقطاع إنترنت الأشياء واستكشاف الفضاء.

وجدير بالذكر أنّ هذه البطاريات يمكنها توليد الطاقة للأجهزة الدائمة المزروعة في الجسم مثل واجهات الدماغ والكمبيوتر أو أجهزة تنظيم ضربات القلب ودعم شبكات إنترنت الأشياء المتكوّنة من تريليونات من أجهزة الاستشعار، وفقاً لتشانغ.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للبطاريات أن تخدم كطاقة مستمرة من دون الاحتياج إلى الصيانة في البيئات القاسية بما في ذلك أعماق المحيطات والمناطق القطبية حتى على سطح القمر والمريخ، بينما يمكنها أيضاً تمكين المركبات الفضائية بين النجوم من العمل باستمرار.

ويقوم الفريق البحثي حالياً بتطوير نموذج الجيل الثاني من هذه البطاريات، "تشولونغ-2"، وأشار تساي إلى أن الجهود ستركّز على خفض تكاليف الإنتاج وتقليص الحجم.

وقال إنه من المتوقّع أن يتمّ إطلاق "تشولونغ-2" بحلول نهاية هذا العام أو أوائل العام المقبل، وستكون البطارية بحجم عملة معدنية فقط. 
 
 

اخترنا لك