دبابة "التنين الأخضر" الأميركي في قبضة الروس

يرجع تاريخ دخول المدرعة "إم – 113" الخدمة في الجيش الأميركي إلى ستينات القرن الماضي ووصل عدد ما تم إنتاجه منها إلى نحو 80 ألف مركبة ولا تزال في الخدمة حتى الآن.

  •  ناقلة الجند المدرعة "إم – 113"

تعتبر الولايات المتحدة أن ناقلة الجند المدرعة "إم – 113" واحدة من أفضل مركباتها المدرعة، ورغم ذلك فقد سقطت في قبضة القوات الروسية خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

و"إم 113" ناقلة جنود مدرعة مجنزرة طوّرت بواسطة "مؤسسة فوود ماشينري كورب" (FMC Corporation) واختبرت أول مرة من قبل وحدات المشاة الالية في الجيش الأميركي في فيتنام نيسان/ أبريل 1962 .

وهذه المدرعة كانت من أكثر المدرعات الأميركية استخداماً خلال حرب فيتنام، حيث استعين بها لاختراق الأدغال وسط الغابات الكثيفة واجتياح مواقع العدو، وكان الثوّار الفيتناميون يسمونها "التنين الأخضر" .

وتم تجهيز أحدث إصدار ناقلات الجند “M113” بمحرك ديزل بقوة 275 حصاناً، ويبلغ وزنها القتالي 14000 كجم، وتبلغ سرعتها القصوى 64 كم/ساعة، وتستخدم مدفع رشاش من عيار 12.7 ملم.

تدريع خفيف وقوي

استخدمت " ال ام 113"  درع المنيوم جديد ما جعل المدرعة أخفّ من سابقاتها ، ولكنها قوية كفاية لحماية الطاقم والركاب بداخلها من نيران الأسلحة الصغيرة الخفيفة، بما يكفي لتُحمل جواً إضافة لكونها برمائية .

وقد استبدلت "ال ام 113" بمدرعات احدث من نوع "أم2 برادلي كمدرعة صف أول ، لكن اعداد كبيرة من ال ام 113 ماتزال في الخدمة وتلعب ادوار الدعم مثل مدرعة اسعاف ، حاملة هاون ، مدرعة اصلاح ، مدرعة قيادة ، الخ . أنتجت ام 113 بانواع متعددة وانتشر استخدامها في جميع انحاء العالم ، وفي الولايات المتحدة تشكل ال ام 113 بانواعها المختلفة حوالي نصف مدرعات الجيش الأمريكي اليوم ، وحتى اليوم يقدر عدد ما انتج من ام 113 80,000 مدرعة تستخدم في حوالي 50 بلدا حول العالم مما يجعلها من بين أكثر مدرعات العالم انتشارا..[3] ويخطط الجيش الأمريكي لاستبدال ال ام 113 ب (مركبات مدرعة متعددة الاغراض) وتعرف اختصاراً ب (AMPV) بحلول عام 2018 .

تطوير متواصل


كان الجيش الأميركي يستخدم نوعين من المدرعات الأولى ثقيلة وتسمى "ام 75"، والأخرى أخف وزناً وأقل تدريعاً وتسمى "ام 59" ولكل من النوعين عيوبه "ف ام 75" كانت ثقيلة وغير برمائية ولايمكن نقلها جواً بالإضافة إلى كلفتها الباهظة، بينما أبرز عيوب "ال ام 59" فكان درعها الخفيف.

وكان الجيش الأميركي يتطلّع إلى مدرعة تجمع المميزات في كلا التصميمين،  وقد عملت مؤسسة "فوود ماشينري كورب" (التي أنتجت المدرعتين السابقتين) مع شركة "كيسر المنيوم اند كيميكل كو"،  أواخر عقد الخمسينات لتطوير درع من الالمنيوم باستخدامه يمكن إنتاج مدرعة قادرة على توفير حماية ام 57 , وخفة وزن وحركية ال ام 59 . قدمت موسسة فوود ماشينري نموذجين الأول باسم تي 113 والثاني باسم تي 117 , وقد اختير ال تي 113 لوزنه الاخف مقارنة بمنافسه مع توفيره نفس القدر من الحماية .

أنظمة تسليح متعددة


تتسلح ناقلة الجنود المدرعة "ام 113" أساساً بعددٍ من أنظمة الأسلحة، وأكثر الأسلحة استخداماً فيها هو  المدفع الرشاش المفرد "ام 2 عيار 50" ، ويمكن أن تزوّد المدرعة بـ قاذف رمان أوتوماتيكي ام كي 19 عيار 40 ملم .

ويمكن أن تزوّد المدرعة بعددٍ من الأسلحة المضادة للدبابات وقد طوّر الجيش الأميركي أطقماً لاستخدام صواريخ مضادة للدبابات "ام 47 دراغون"، و"بي جي ام - 71 تاو" ، في حالة "ام 47" يتم تركيب منظومة الصواريخ دون الحاجة إلى نزع المدفع الرشاش ،وهذا يمكّن القائد من استخدام كلا السلاحين . ويمكن نصب مدافع بذخائر شديدة الانفجار بعيار يتراوح من 20 ملم إلى 105 ملم، ما يجعل المدرعة تتحوّل إلى سلاح هجومي ومدرعة اسناد ناري مع احتفاضها بمقصورة لنقل جنود المشاة الراجلة أو جنود الدروع.