شركات الطيران العالمية تضع حدوداً للذكاء الاصطناعي: لن يحل مكان الطيارين

على الرغم من تسارع تطوّر التقنيات واستخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات إلا أنه لن يكون بديلاً عن طياري الخطوط الجوية، بل سيكون عاملاً مساعداً في تحسين آداء الشركات وخدماتها في هذا القطاع.

  • شركات الطيران العالمية تضع حدوداً للذكاء الاصطناعي: لن يحل مكان الطيارين
    شركات الطيران العالمية تضع حدوداً للذكاء الاصطناعي: لن يحل مكان الطيارين

لن يحلّ الذكاء الاصطناعي في أي حال من الأحوال بديلاً عن طيّاري الخطوط الجوية، لكن هذه التقنية المتسارعة التطوّر ستكون عنصراً مساعداً في تحسين انسيابية العمليات في مطارات العالم، وخدمات العملاء وإدارة صيانة الطائرات.

ويجتمع رؤساء شركات الطيران من كافة أنحاء العالم في مدينة دبي الإماراتية (من 2 إلى 4 حزيران/يونيو الجاري) للمشاركة في الاجتماع العام السنوي الـ80 لاتحادهم العالمي الرئيسي (أياتا)، والبحث في مستقبل هذا القطاع الذي يعجّ بمشاريع عمودها الذكاء الاصطناعي، بعضها قيد التطوير، وبعضها الآخر دخل حيز التنفيذ.

وتُعقد القمة العالمية للنقل الجوي مباشرة بعد الاجتماع السنوي العام مع برنامج شامل يتناول القضايا الحاسمة التي تواجه قطاع الطيران،
وستشهد إطلاق الدورة الخامسة لجوائز الاتحاد الدولي للنقل الجوي للتنوع والشمولية.

وبعدما اعتادت الشركات في قطاع الطيران العمليات المعقدة، والحوادث التي تستدعي تعاملاً عاجلاً وهوامش مالية ضيقة، تبحث هذه الشركات عن مخزونات جديدة من الإنتاجية لزيادة  قدرتها التنافسية، ويمكن أن تساعدها خوارزميات معالجة البيانات الضخمة على القيام بذلك.

تقول رئيسة قسم البيانات والذكاء الاصطناعي في الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) والهولندية (كاي أل أم) جولي بوتزي "تعد البيانات والذكاء الاصطناعي أدوات رائعة لقطاع الطيران".

المجموعة الفرنسية الهولندية تقول من جهتها إنّ لديها "أكثر من 40 مشروعاً تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي"، والذي على غرار "تشات جي بي تي" الشهير، ينشئ بيانات جديدة يغذيها استخدامه.

ومن بين تلك الأدوات، أداة استجابة بـ85 لغة مختلفة لطلبات العملاء المتنوعة، مثبتة على الأجهزة اللوحية التي تعمل باللمس لعملاء الخطوط الجوية الفرنسية والمرتقبة في العام 2025 في مطار شارل ديغول في باريس.

كذلك، أطلقت مجموعة "إيه دي بي" المشغلة لهذا المطار مبادرات عدة باستخدام الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع الشركات الناشئة.
إحدى تلك المبادرات "آلوبرين"، تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي المستند إلى التعرف على الصوت، وقد سمحت بتقليل "عدد المكالمات الهاتفية التي لا تلقى ردّاً من 50 إلى 10 في المئة"، بحسب ما يقول ألبان نيغريت رئيس قسم الابتكار في المجموعة.

وبفضل برنامج "ونتيكس" المتخصص في استخراج البيانات من صور المراقبة بالفيديو في الوقت الفعلي، تأمل "إيه دي بي" في "تبسيط مسارات الاصطفاف والركوب أو تناوب الحافلات المكوكية".

ويمثل خفض أوقات الانتظار أحد التحديّات الحاسمة، كما يوضح جيروم بوشار، المتخصص في قطاع الطيران في شركة "أوليفر وايمان"، قائلاً: "إننا نشهد ارتفاعاً متزايداً في عدد الركاب، في مساحات مقيدة بشكل متزايد، وما زلنا نسافر كما كنا نسافر في السبعينيات، وهناك تقدم يتعيّن إحرازه"، مشيراً إلى تطور "الخدمات الرقمية" مثل التعرف على الوجه عند المرور بالجوازات.

ويضيف "لكن كل ذلك يتطلب تنسيقاً ومزامنة هائلين للبيانات" التي لا تزال غير كاملة، مردفاً: "نحن لم نصل بعد إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، بل نحن في مرحلة هيكلة سلسلة القيمة".

وتُعدّ الطائرات الحديثة مع ما تحوي من أنظمة التشخيص الذاتي والقيادة الإلكترونية المتطورة، مصانع بيانات حقيقية يمكن استخدامها، معززة بالذكاء الاصطناعي، عند التخطيط للرحلات المستقبلية.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالقيادة الفعلية للطائرة، فليس هناك مجال لمنح السيطرة للخوارزميات، لأنّ إصدار التصاريح للطائرات وأنظمتها، وهو حجر الزاوية في صناعة الطيران، يجب أن يعتمد على عناصر يمكن تتبعها وتكرارها، بعيداً عن "المنطق الغامض".

في نهاية المطاف، فإنّ "الأمر متروك للبشر لتحمل مسؤولية اتخاذ القرار"، كما يوضح باتريس كين، الرئيس التنفيذي لشركة "تاليس"، معتبراً أنّ الأمر "أبعد من مجرد ذكاء اصطناعي"، قائلاً: "أود أن أتحدث عن الذكاء المساعد، إنه ذكاء يأتي لمساعدة الإنسان".