ثلاثمئة يوم من الصمود وغزة غراد تنتصر

خسائر العدوان الغاشم، الذي شنه الاحتلال الصهيوني على القطاع، والذي ارتكب فيه الاحتلال 3457 مجزرة، بلغت نحو خمسين ألف شهيد ومفقود، نحو 70% منهم من الأطفال والنساء.

  • كارثة إسكانية
    كارثة إسكانية

ثلاثمئة يوم من الصمود والتحدي مضت منذ عملية طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر من العام المنصرم، وبدء الحرب الشعواء على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، لكنه لا يزال يقاوم، على رغم شح المياه والغذاء والدواء والوقود، حتى أصبحت غزة نموذجاً، ومن حقها علينا أن نطلق عليها اسم "غزة غراد"، بل تفوقت على ستالينغراد، التي تم حصارها ستة أشهر من القوات الألمانية النازية، لكنها انتصرت في النهاية على الألمان، وكانت نقطة تحول في الحرب العالمية الثانية، أدت إلى هزيمة ألمانيا وانتصار الاتحاد السوفياتي والحلفاء عليها.

نرى ويرى العالم حجم الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات بعد أن أًلقيت على القطاع آلاف الأطنان من القذائف والقنابل الصاروخية، فاقت زنة القنبلتين الذريتين، اللتين أُلقيتا على هيروشيما وناغازاكي في الحرب العالمية الثانية، وأصبح القطاع أرضاً مدمرة ومحروثة، ومكاناً غير قابل للعيش، انتشرت فيه الأوبئة والأمراض المعدية، وخصوصاً بعد تدمير المستشفيات والمراكز الطبية وغياب المياه والمنظفات والمعقمات والأدوية، وتدميرها وقصفها للخيام وقتل من فيها حرقاً، وكذلك للمدارس وأماكن اللجوء التابعة لوكالة الغوث الدولية الأونروا .

ووفقاً للبيان الحكومي، فإن خسائر العدوان الغاشم، الذي شنه الاحتلال الصهيوني على القطاع، والذي ارتكب فيه الاحتلال 3457 مجزرة، بلغت نحو خمسين ألف شهيد ومفقود، نحو 70% منهم من الأطفال والنساء. وفي ضوء ذلك، أصبح القطاع منطقة منكوبة وتحتاج إلى المساعدات الإنسانية العاجلة لإنهاء المجاعة، التي بدأت تفتك بالسكان الأبرياء من الشمال حتى الجنوب، علماً بأن المساعدات ما زالت متكدسة عند حدود مصر، وتحتاج إلى أمر خاص من الاحتلال الصهيونازي لإدخالها وتوزيعها على السكان. وأثبتت "إسرائيل" أنها لا تحترم القرارات الدولية، وتعيث فساداً في الأرض، بلا حسيب أو رقيب، وبدعم لامحدود من الإمبريالية الأميركية وحلفائها في حلف الناتو.

كارثة إسكانية

على صعيد الواقع الإسكاني، قال البيان إن "إسرائيل" أحدثت "كارثة إنسانية غير مسبوقة في كل العالم، بحيث قامت بتدمير 150 ألف وحدة سكنية بصورة كلية، وتدمير 80 ألف وحدة سكنية بصورة غير صالحة للسكن، بالإضافة إلى تضرر 200 ألف وحدة سكنية جزئياً". وذكر البيان أن "إسرائيل دمرت أكثر من 206 مواقع من المواقع الأثرية والتراثية" في غزة. 

كما دمرت 25 ألف كيلومتر من شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والطرق والشوارع "بصورة مقصودة، ووفق خطة تدميرية مدروسة".

وأشار إلى أن "الاحتلال تَعمّد تدمير 70 بئراً للمياه وإخراجها عن الخدمة بصورة كاملة، حتى بات الحصول على المياه في قطاع غزة مسألة صعبة للغاية".

بالإضافة إلى ذلك، ذكر البيان أن "إسرائيل" دمرت 610 مساجد على نحو كلي، و211 مسجداً بصورة جزئية، ودمرت 3 كنائس".

 على رغم كل هذه الخسائر الجسيمة، والتي بلغت 33 مليار دولار، فإن الاحتلال النازي لم يحقق شيئاً من أهداف الحرب الغاشمة، إلا مزيداً من القتل والدمار، ولم يقضِ على المقاومة، ولم يحرّر أسراه، ولم يحقق النصر الذي وعد به. وكشفت الحرب الوجه الحقيقي للاحتلال وعرّته أمام الرأي العام العالمي، بحيث أصبحت "إسرائيل" منبوذة في كل المحافل الدولية، والدليل التظاهرات المندّدة بالعدوان والداعمة لفلسطين، والتي تجوب شوارع عواصم ومدن في أوروبا وأميركا، والتي جعلت القضية الفلسطينية في الصدارة، وأدت الى اعتراف عدة دول بدولة فلسطين، وقامت مجموعة منها بطرد السفير الإسرائيلي لديها.

ومن أجل امتصاص نقمة الشارع الإسرائيلي، ولمصالح شخصية لنتنياهو، قامت "إسرائيل" باغتيال الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، والشهيد فؤاد شكر، والطاقم الصحافي لقناة "الجزيرة" (الصحافي إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي)، من أجل تحقيق نصر وهمي ولإسكات الحقيقة. كما أن الفضائح والجرائم المفزعة، التي يمارسها قطعان جنود الاحتلال في معتقل ساديه تيمان ضد الأسرى الفلسطينيين من انتهاكات جنسية والاعتداء عليهم بواسطة الكلاب وخراطيم إطفاء الحريق، والتي أدت إلى استشهاد عدد من الأسرى... إن كل هذه الممارسات تدلّ، على نحو لا يدع مجالاً للشك، على أن نهاية "دولة" الكيان باتت وشيكة، وهي آيلة إلى السقوط أمام صمود شعبنا ومقاومته، في غزة والضفة الغربية، وأن النصر آتٍ لا محالة.