الكرة بلا ملعب..

طول أمد الحرب سيئ بالنسبة إلى "إسرائيل" إذا وصل الطوفان دول العرب وأروقة الدول الكبرى، فهناك ستكتمل نتائج هامة يسجلها التاريخ للفلسطينيين الذين دفعوا فاتورة عجزت عن تسجيلها كتب الواقع والخيال.

  • المقاومة دخلت حرب استنزاف مع قوات الاحتلال ولا تزال تسيطر على المشهد الأمني.
    المقاومة دخلت حرب استنزاف مع قوات الاحتلال ولا تزال تسيطر على المشهد الأمني.

في الشهر الثامن للحرب:

- نقل موقع بريطاني أن 44 مهمة تجسس تمت في شهر آذار/ مارس، وأن 1000 ساعة من طلعات التجسس تمت منذ كانون الأول/ ديسمبر، وخلال شهر نيسان/أبريل المنصرم تكثفت الطلعات، وتحديداً فوق رفح، ولا يوجد إحصاء لها.

- ⁠استمرار أميركا في دورها المراوغ بين الإعلان عن معارضتها عملية كبيرة في رفح وإمداد "إسرائيل" بالسلاح في السابق، وبين مراجعتها قرار إمداد جديد ونصيحتها بأن تكون العملية في رفح مركزة وعلى مراحل، كل هذا يصبّ في معادلة التوافق منذ اليوم الأول على الإبادة والقتل والتدمير، ويتوافق مع الطلعات التجسسية الأميركية والبريطانية في أجواء غزة.

- ⁠تكثيف الحديث الإسرائيلي عن "المواد الاستخبارية" و"التحرك بناءً على معلومات" سيؤكدان في عملية رفح التنسيق العالي للخطة التي وضعت في زيارة "بلينكن"، وراجعها وفدا الولايات المتحدة و"إسرائيل" اللذان تبادلا الاجتماعات في "تل أبيب" وواشنطن، وتوّج ذلك بجولة بلينكن الأخيرة في الدول العربية.

- ⁠توجيه الإعلام الحديث عن الصفقة والهدنة وبث الأمل لدى الناس لتخدير الشارع الإسرائيلي، وتشتيت الأنظار عن تظاهرات جامعات أميركا وأوروبا ومواقف الدول واستمرار الإبادة في غزة، وتشارك في ذلك بقصد أو جهل دول عربية بحجة وسيط، رغم إدراكها العميق أن الفجوة كبيرة وأن الهدنة وهمية وأن أميركا تستغل الحديث عنها لتغطية الإبادة، إلا إذا جاءت بسقفها وهو استعادة الجنود واستكمال الحرب.

- استمرار محاولة عزل الساحات من خلال ورقة فرنسية للبنان، وحديث هدنة في غزة، وترهيب وترغيب لليمن، وقصف العراق وسوريا؛ في محاولة للخروج من مأزق متصاعد.

على صعيد المقاومة

- دخلت حرب استنزاف مع قوات الاحتلال ولا تزال تسيطر على المشهد الأمني، وهذا بات مردوده سلبياً على "إسرائيل"؛ لأنه يطيل أمد الحرب وبالتالي يفقدها يومياً صورة وعلاقات وهيبة "جيش" واستثمارات وأجواء مفتوحة وبحاراً وشحناً ودعماً وغطاءً ويعمّق عزلتها، وبطول أمد الحرب تستمر في الإبادة ظناً منها أنه السلاح الفتاك الذي يجبر المقاومة على التراجع والهزيمة في إطار عض الأصابع.

- ⁠تصاعد الجبهات يرهق "إسرائيل" وحلفها، ويفضح مواقف ويبني حواجز سياسية وأخلاقية كانت تعدّها لصالحها، واليوم تبذل جهداً على الأقل لوقفها لا لإعادتها إلى ما كانت عليه يوم 6 أكتوبر.

- ⁠سجّلت المقاومة موقفاً في المفاوضات رصدته كل الجهات الدولية، وبالتالي الاستمرار فيها الآن في السياق ذاته، رغم رد الاحتلال، سيكون سلبياً على ما أنجز ولصالح هدف الأميركي الذي يستخدم حديث الهدنة الآن شماعة لتحقيق ملف رفح على مراحل، بل واستغلال انشغال الحديث عن الهدنة لإعطاء الاحتلال وقتاً لتنفيذ جرائم في غزة وشمالها وخان يونس.

* ⁠في دخول الشهر الثامن محطات مهمة أنجزتها المقاومة وخسرتها "إسرائيل"، بينما هناك مواقف لا تزال تتستر خلفها قوات الاحتلال أهمها الجمود العربي الذي لم يتحرك شارعه وأحزابه، وكذلك مجلس الأمن الذي لم يلزم أو ينفذ ما يقول، وبالتالي تم إنجاز اختراقات ميدانية وشعبية وعالمية، وتقدمت مواقف سياسية دولية كثيراً، وتحققت عزلة "إسرائيل" إلا من منقذ صامت شعبياً وحزبياً وطلابياً ونظام متآمر، وڤيتو مجلس الأمن الذي يشل ضميره بعض الدول التي ترى مصلحتها في إبادة الفلسطينيين.

طول أمد الحرب سيئ بالنسبة إلى "إسرائيل" إذا وصل الطوفان دول العرب وأروقة الدول الكبرى، فهناك ستكتمل نتائج هامة يسجلها التاريخ للفلسطينيين الذين دفعوا فاتورة عجزت عن تسجيلها كتب الواقع والخيال.

الأميركي يحمل الكرة ويستنفد كل ما لديه من وسائل لئلا تكون في ملعب الاحتلال علّ خطة اليوم التالي والقوة العربية لإدارة غزة تكون خياره، بينما الوقت يهزم "إسرائيل" ويجبر الكرة على النزول من يد الأميركي في موقع غير الذي يريده.