تداعيات الهجوم البري الوشيك على قطاع غزة على الكيان الصهيوني

يحشد "جيش" الاحتلال قواته البرية على تخوم قطاع غزة في محاولة منه للولوج إلى عمق مدينة غزة. ما السيناريوهات المرجّحة للهجوم البري على القطاع؟

  • معركة طوفان الأقصى.
    معركة طوفان الأقصى.

في مواصلة الكيان الصهيوني المجرم عدوانه المستمر على قطاع غزة، وتنفيذه الهجمات البربرية ضد أبناء شعبنا الأعزل لليوم الخامس عشر على التوالي، وفي محاولة منه لذر الرماد في العيون ولتلميع صورة الجيش الصهيوني امام الرأي الصهيوني والرأي العام العالمي، يحشد جيش الكيان الصهيوني قواته البرية على تخوم قطاع غزة في محاولة منه للولوج إلى عمق مدينة غزة. لكن قبل الشروع في تبيان المغبات والتداعيات والويلات التي تنتظر جيش الكيان الصهيوني في حالة تهوره واقتحامه للقطاع، ما السيناريوهات المرجّحة للهجوم البري على القطاع:

ليس أمام جيش الاحتلال الصهيوني سوى أحد الخيارين التاليين لتنفيذ هجومه البري:

الخيار الأول: اجتياح كامل قطاع غزة وإعادة احتلاله، وهذا احتمال ضئيل جداً نظراً إلى التوسع العمراني والذي سيعوّق ويحدّ تحرك الآليات العسكرية من جهة، ومن جهة أخرى المقاومة الشعبية الشرسة، والتي ستكون على أحر من جمر في طول القطاع وعرضه.

الخيار الثاني: وهذا الخيار الأكثر ترجيحاً، إذ سينفذ جيش الاحتلال الصهيوني توغلاً عسكرياً محدوداً في عمق القطاع، لن يتجاوز الأحياء السكنية التي عمد طيران الكيان الصهيوني إلى تدميرها، والتي بمجموعها لا تتجاوز مساحة تسعة عشر كيلومتراً مربعاً، والهدف من هذا التوغل القيام بمهمات محددة يأتي على رأسها: القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير الأسرى.

وأيا يكن السيناريو الذي ستنفذه قوات الاحتلال الصهيوني، فإن تداعيات الهجوم البري ستكون كارثية على الكيان الصهيوني. ويمكن تلخيص مغبات الهجوم البري ونتائجه على الكيان الصهيوني فيما يلي:

أولاً: لم تفلح أي من الحروب البرية السابقة، والتي خاضها الكيان الصهيوني ضد حركات المقاومة، ولم تحقق أياً من غاياتها، والتي كانت في مجملها أهدافاً محدَّدة، فكيف ستفلح حملة "النتن ياهو"، الذي وضع في رأس أهداف هذه الحملة اجتثاث حماس وحركات المقاومة!

ثانياً: تضاريس المكان والجغرافيا الغريبة عن قوات الاحتلال، فالمنطقة مليئة بالأزقة والحارات والبنايات (حتى لو كانت مهدَّمة). وفي كل زقاق أو حارة أو خربة أو بنايه مهدمة سيُمطر المقاومون آليات الجيش الصهيوني بوابل من الرصاص، وسيصبون نار جهنم على رؤوسهم صبّاً.

ثالثاً: شبكة الأنفاق المعقدة، والتي لا يعرف مداها إلا الله والمقاومون، إذ إن كل متر تعبره الآليات العسكرية الصهيونية سيجعلها هدفاً لرجالات المقاومة، وسيكون من الصعب، بل من المستحيل، توقع جهة الهجوم، إذ قد يأتيهم الهجوم من الأمام أو الخلف أو لحظة المرور والحركة.

رابعاً: لا شك في أن المقاومة الفلسطينية قامت بتفخيخ عدد من البنايات والأهداف الثابتة، ونشرت عدداً كبيراً من قناصيها في مواقع وأهداف استراتيجية.

خامساً: المهارات القتالية والقدرات الدفاعية العالية، والتي اكتسبتها المقاومة الفلسطينية خلال حروبها السابقة ضد الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى التطور الملحوظ والهائل في قدرات المقاومة ومنظومتها العسكرية.  

سادساً: لن يكون التصدي للعدو الصهيوني ومقارعته مقتصرين على رجالات المقاومة الفلسطينية فحسب، بل سيعمد أيضاً كل أبناء الشعب الفلسطيني المكلوم، والذي عانى الأمرّين في القطاع إلى أكبر البطولات والتضحيات والاقتصاص من العدو والتنكيل به، ثأراً من الجرائم الأفظع في التاريخ.

سابعاً: تفاقم الكارثة الاقتصادية، والتي بدأت تلوح في الافق وتخيم على قطاعات الاقتصاد الصهيوني المتعددة، إذ بلغت خسائر البورصة الصهيونية في اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى المباركة ما يزيد على ثلاثين مليار شيكل.

ثامناً: توزّع الكيان الصهيوني ونشر قواته في أكثر من منطقة جغرافية في فلسطين التاريخية، سيُضعفان جبهته الشمالية وسيجعلانها لقمة سائغة لقوات حزب الله إذا قررت دخول الحرب.

تاسعاً: لا يمكن في حال من الأحوال تحقيق الكيان الصهيوني أهدافه من الحرب البرية، والتي يأتي في رأسها سحق المقاومة الفلسطينية، إذ إنه، في حالة أي تهديد وجودي للمقاومة الفلسطينية في غزة، وعملاً وفق قاعدة "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض"، لن يكون أمام حزب الله إلا الانخراط في أتون الحرب. 

ختاماً: إذا أضفنا إلى ما تم سرده الصدمة النفسية للجنود الصهاينة، من جرّاء ملحمة طوفان الأقصى، والتي أجهزت على معنوياتهم وأفقدتهم الثقة بأجهزتهم العسكرية والأمنية والاستخبارية، بالإضافة إلى ضعف العقيدة الإيمانية للجندي الصهيوني، الذي يبحث عن الملذّات والحياة الآمنة، وكذلك القاعدة العسكرية التي تقول إن القوات في حالة الدفاع تكون أقوى بعشرة أضعاف من القوات المهاجمة.. كل ذلك ينبئ بحقيقة واحدة ويؤكدها: أن غزة ستكون مقبرة للغزاة الصهاينة.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.