معركة الإعلام تستعر... المقاومة الفلسطينية الباسلة ليست متهمة حتى نذود عنها

تقع المسؤولية التاريخية، وبشكل خاص، على الشباب العربي المبدع في مواصلة معاركه الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعية، والتصدّي لهجمات الكيان الصهيوني الإعلامية الشرسة وتفنيد افتراءاته.

  •  المقاومة الفلسطينية ليست متهمة.
    المقاومة الفلسطينية ليست متهمة.

لم تخيّب السرديات الصهيونية توقّعاتنا، إذ إنّ اغتصاب أراضينا المحتلة كان مبنياً على تفاهمات وتوازنات عالمية، وفي المقام الأول على أساطير توراتية وسرديّات ملفّقة وأخبار مضلّلة. 

ولم يفاجئنا السقوط اللاأخلاقي والمدوّي للإعلام الغربي، والذي تبنّى السرديات الصهيونية من دون بذل أي جهد يذكر للتأكّد من مصداقية الأخبار وصحّتها. ولم نُفاجأ من عمالة أبواق بعض الأنظمة العربية العميلة وتبنّيها للسرديات الصهيونية وترويجها، ونحن على يقين أن المعركة الإعلامية والتي لا تقلّ ضراوة عن المعارك العسكرية ستسمر بلا هوادة.

وها نحن ذا نشاهد ومنذ اندلاع معركة طوفان الأقصى المباركة في الـ 7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023 كيف تسعى ماكينة إعلام الكيان الصهيوني بشتى الوسائل لتشويه الحقائق وترويج الأكاذيب والأباطيل، وبثّ المعلومات المغرضة والمضلّلة بحقّ أبناء شعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الباسلة.

وعلى الرغم من أن محاولات الكيان الصهيوني الإعلامية في فبركة وتسويق أكاذيب وسرديات قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء، وفرية قتل الفلسطينيين الأبرياء في مستشفى المعمداني بصواريخ حركة الجهاد الإسلامي قد باءت بالفشل الذريع، إلا أنه استمرّ في تجسيد فلسفة "اكذب ثم اكذب حتى يصدّقك الناس"، ليوجّه بوصلته الإعلامية وسهامه المسمومة صوب أبطال المقاومة الفلسطينية ورموزها بشقّيها السياسي والعسكري.

المقاومة الفلسطينية بشقّيها السياسي والعسكري أفراداً وقيادةً ليست في موضع الاتهام حتى ندافع ونذود عنها، ومع أننا لسنا على اتصال مباشر بهم أو بعائلاتهم، إلا أنّ معظمنا مثلهم، نشأ وترعرع في مخيمات اللجوء الفلسطينية، والتي لا تخفى ظروفها المعيشية القاهرة والمقيتة والإنسانية على القاصي والداني. 

نعلم علم اليقين أن أعضاء المكتب السياسي في حركتي حماس والجهاد الإسلامي يعيشون حياة الضنك، وأنهم لا يملكون المركبات والقصور الفارهة، وأنهم يقيمون في بيوت متواضعة، وأن معظمهم قد فقد عزيزاً أو حبيباً أو قريباً في محرقة طوفان الأقصى. 

وبديهياً وعلى غرار جميع الحركات والأحزاب السياسية في التاريخ الإنساني، ليس مطلوباً من أعضاء المكتب السياسي في حركتي حماس والجهاد الانخراط في أتون الحرب العسكرية، وليس مطلوباً منهم الانكفاء في بيوتهم المتواضعة، بل على النقيض من ذلك فإن مهامهم وواجباتهم الدبلوماسية والسياسية تفرض عليهم في كثير من الأحوال الإقامة في الفنادق من أجل استقبال الوفود لبحث العلاقات الدبلوماسية والاتفاقيات والمفاوضات بشتى أنواعها. ألا نتفق بأن أعضاء المكتب السياسي في حركات المقاومة يضطلعون بدور وزراء الخارجية بما لهم وبما عليهم؟! 

وممّا لا شكّ فيه، أنه كلما طال أمد الحرب، وكلما تكبّد الكيان الصهيوني المزيد من الخسائر الفادحة في الأرواح والآليات والمعدات، فإنه سيعمد إلى الاستمرار في فبركة الأخبار وتلفيق الأكاذيب والأباطيل بحقّ رموز المقاومة السياسيين والعسكريين على حدٍ سواء، وهذا ما حدث مؤخّراً باستهداف وزير السعادة، الناطق الإعلامي لحركة المقاومة حماس المجاهد أبو عبيدة. 

إذ إن الكيان الصهيوني وأبواقه الإعلامية العربية الرخيصة بدأت في ترويح أكاذيب وافتراءات تزعم بوجود أمين المقاومة الفلسطينية في قطر وأنه يدعى صبحي الكحلوت. وفي هذه العجالة لا بدّ من طرح سؤالين: هل سيهرب الأشاوس الذين باعوا أنفسهم لله من الجنة التي تشتاق إليهم؟! وهل قيادات الصف الأول العسكرية أصبحت معروفة لكلّ من هبّ ودبّ؟! فبركات أقلّ ما يقال في حقّها أنها خرقاء ولا تنطلي حتى على الأطفال وفاقدي العقول.

ختاماً: تلاميذ جوبلز وأتباعه في المعسكر الصهيو-غربي والأعراب المنبطحون الذين يدورون في فلكه طبّقوا سياسته النازية بحذافيرها، بل وتفوّقوا عليه، فأطلّوا برؤوسهم بيننا، وبذروا بذار الفتنة والدعايات الرخيصة، وكذبوا وكذبوا حتى لاقت أباطيلهم آذاناً صاغية وعقولاً متصلّبة، والتي وللأسف تبنّتها وعمدت مع سابق الحمق والجهل إلى تدويرها وبثّها ونشرها بين جموع الجماهير.

وفي هذا المقام، ووفقاً لمخاضات حرب الوجود والتي ستترتّب عليها الصياغة الجديدة للشرق الأوسط، يتوجّب على الجماهير العربية بذل المزيد من الجهود في حرب صناعة الوعي من أجل إبطال المخططات الصهيو-أميركية الشيطانية والتي تحاك على مدار الساعة. 

وتقع المسؤولية التاريخية، وبشكل خاص، على الشباب العربي المبدع في مواصلة معاركه الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعية، والتصدّي لهجمات الكيان الصهيوني الإعلامية الشرسة وتفنيد افتراءاته وأباطيله ودحض سردياته الرخيصة والمغرضة.