ماكرون رئيساً.. إعادة تشكيل الخريطة السياسية في فرنسا

فرنسا أمام رئيس قد يخرجها من حفرة نبشها عميقاً فرنسوا هولاند وسلفه نيكولا ساركوزي ، فأي الحظوظ لمنطقتنا العربية في سياسة فرنسا المقبلة والتي تشهد تكوّنات سياسية جديدة.

نجح ماكرون في الرئاسة لكن ملفات كبرى بانتظاره
حصد إيمانويل ماكرون أصوات 65% من الناخبين الفرنسيين،  إقبال الدورة الثانية وازى الأولى برغم كل التجييش بوجه مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان. 
الأخيرة نالت أصوات 11 مليون فرنسي ، متفوّقة بأرقامها على ما نالته في الدورة الأولى بنحو أربعة ملايين صوت.
نال ماكرون بركة الحزبين الجمهوري والاشتراكي اللذين لم يفز أي من مرشحيهما في الدورة الأولى. كذلك حظيّ ماكرون بدعم أرباب العمل والشركات الكبرى، فيما اعتمدت لوبان على أصوات مؤيديها بالإضافة إلى نيل جزء من أصوات مؤيدي حليفها نيكولا دوبون أنيان. 
هي معركة غير مسبوقة، من نواحٍ عديدة، ماكرون من خارج الحزبين التقليديين ، والجبهة الوطنية تستأثر برضا كبير في فرنسا. 
وصل والدها عن الجبهة سابقاً إلى الدورة الثانية إلاّ أن جاك شيراك رفض مناظرته وهزمه بضربة قاضية. 
النقطة الأهم الآن هي الانتخابات التشريعية المقبلة على عجل. وأساسها التحالفات التي سينسجها ماكرون ليكون بموقع القويّ نسبياً. فالرئيس المقبل ، لا يملك تيّاره الخاص على غرار الأحزاب الباقية. 
كما انه حصّل الدعم يميناً ويساراً وسيأتي وقت تسديد الحساب. أمّا المفاجاة فستكون ببروز تيّار جان لوك ميلانشون. 
هو خسر في الدورة الأولى لكنه جمع أصوات نحو 19% من الناخبين ، حافظ على كتلته بعدم تشتيتها ودعوتها للتصويت لأي من ماكرون أو لوبان .هو كنز ما لديه واعداً بحصد مئات المقاعد في الانتخابات البرلمانية المقبلة. لوبان من جانبها بتحالفها ربما ، ستسير بقوة إلى كتلة برلمانية كبيرة. 
قد يكون من المبكر التكهّن بعدد المقاعد بانتظار تبلور تصويت الفرنسيين وتوزعه. حسم ماكرون في خطابه فرنسا في جسم الاتحاد الاوروبي، لكنه لن يستطيع ان يكبح أصوات ميلانشون ولوبان اللذين يريان في البقاء في الاتحاد خضوعاً لإملاءات المستشارة الألمانية والمؤسسات الأوروبية. 
نجح ماكرون في الرئاسة لكن ملفات كبرى بانتظاره، أهمها إعادة فرنسا إلى ساحة العمل الدولي بعيداً عن موجة الولايات المتحدة . 
أمّا داخلياً، فإن قضايا البطالة وقانون العمل والتعليم والضرائب ستلاحقه ، خصوصاً بعد وعوده بتخفيض بعض الضرائب وتحسين فرص العمل وإيلاء المؤسسات التربوية أهمية تعيد للثقافة الفرنسية دور تفقده. 
فرنسا أمام رئيس قد يخرجها من حفرة نبشها عميقاً فرنسوا هولاند وسلفه نيكولا ساركوزي ، فأي الحظوظ لمنطقتنا العربية في سياسة فرنسا المقبلة والتي تشهد تكوّنات سياسية جديدة.