انتخابات رئاسة فرنسا غموضٌ وفضائح

مرشّحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرّفة مارين لوبن تفقد حصانتها الأوروبية وتستعد لتحقيق تُنذر تداعياته بنتائج سلبية جداً ستُعيق بالتأكيد تقدّمها في المنافسة الرئاسية، بالرغم من أن بعض المحلّلين يتوقّع أن تحصل لوبن على رافعة شعبوية قد تكون مفاجئة. وحده إيمانويل ماكرون يتقدّم استطلاعات الرأي، إثر تحالفه مع الوسطي فرانسوا بايرو.

ذكرت صحيفة لوموند عن خمسة مرشّحين يحظى كل منهم بأكثر من 10 بالمئة من نوايا التصويت أمر لم نشهده من قبل
المُكابرة التي يُبديها المرشّح لانتخابات الرئاسة في فرنسا فرنسوا فيون بعدم إصغائه  إلى الضمير الفرنسي سواء في أوساط اليمين أو داخل شرائح المجتمع الفرنسي، توحي بدراماتيكية المشهد في عموم فرنسا. فرنسا مأزومة وحزينة على ما تظهره الكتابات في الإعلام والاستطلاعات ووسائل التواصل الاجتماعي. مرشّح يمين الوسط الذي كان واعداً وصاعداً بقوة حوصِر بفضيحة مالية، وها هم مسؤولون من محيطه الحزبي ينفضّون من حوله.

مرشّحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرّفة مارين لوبن تفقد حصانتها الأوروبية وتستعد لتحقيق تُنذر تداعياته بنتائج سلبية جداً ستُعيق بالتأكيد تقدّمها في المنافسة الرئاسية، بالرغم من أن بعض المحلّلين يتوقّع أن تحصل لوبن على رافعة شعبوية قد تكون مفاجئة. وحده إيمانويل ماكرون يتقدّم  استطلاعات الرأي، إثر تحالفه مع الوسطي فرانسوا بايرو.

 ماكرون يحتاج إلى جزء من القاعدة الانتخابية اليسارية لكنها باتت مُشرذمة ومُنقسمة وحالها من حال الحزب الاشتراكي المُتهاوي أداء واستراتيجية. 

ماكرون زعيم حركة "إلى الأمام" تراجعت شعبيته أيضاً إثر تصريحاته المُثيرة للجدل فرنسياً بشأن استعمار الجزائر وقانون زواج المثليين ، إضافة إلى اتّهامات من نواب اليمين - بناء على تقارير صحفية - باستخدام أموال من ميزانية وزارة الاقتصاد التي كان وزيراً لها لصالح حملته الانتخابية المستقبلية. 

الاشتراكي  بنوا هامون الذي نجح في إزاحة مانويل فالس أرنو مانتبور مُثقل بالإرث الثقيل والخسائر الفادحة التي تركها الرئيس الحالي فرنسوا هولاند، ويحتاج إلى ما يصفه المراقبون بالمعجزات ليتقدّم في الدورة الأولى للانتخابات، إلا إذا تمكّن اليسار من تحقيق وحدة مناسبة للضغط في صناديق الاقتراع.

ما ذكرته صحيفة لوموند قبل أيام عن خمسة مرشّحين يحظى كل منهم بأكثر من 10 بالمئة من نوايا التصويت أمر لم نشهده من قبل، ويعكس المصير الغامض والمشوّش لجميع المرشّحين. هذه الوضعية الاستثنائية منذ عام  تأسيس الجمهورية الخامسة عام 1958 تدفع إلى توقّع معركة انتخابية زاخرة بالمفاجآت ، لكن الأكيد أن الاستياء والتذمّر هما ما يميّزان الناخب الفرنسي الذي بات أمام مرشّحين تحاصر بعضهم الفضائح والتشكيك بنزاهته، فيما بعضهم الآخر لا يمثل أحلام الفرنسيين بقيادة وازنة وتاريخية.