ثائرون وعلماء يلبون نداء القدس ويستحضرون روح الحسين الثائر في كربلاء

المؤتمر وضع في أولوية أهدافه تسليط الضوء على الثورة النهضوية الفكرية للإمام الحسين، ومعركته للإصلاح في أمة الإسلام، ومواجهة الباطل، ونصرة الحق.

  • المؤتمر وضع في أولوية أهدافه تسليط الضوء على الثورة النهضوية للإمام الحسين.
    المؤتمر وضع في أولوية أهدافه تسليط الضوء على الثورة النهضوية للإمام الحسين.

ذكرى لا تُنسى، وذاكرة لا تنسى، لحظات الخروج الكبير على الظالمين، لذا كان الهتاف العميق: "هيهات منا الذلة"، كلمات صاح بها إمام الحق، ودفع الظلم في وجه الظالم والبغي، كلمات تتردد أصداؤها في صحن مرقد الإمام الحسين (ع) حيث يجتمع 230 من العلماء والمفكرين والثوار والأحرار من كل بقاع المعمورة، يجتمعون على عقيدة النصر أو الشهادة، بتعمقها وتشعبها في التاريخ العربي والإنساني، يستهجنون الرضوخ والإذعان للظالم والمحتل. 

بعد نجاح مؤتمر "نداء القدس" في دورته الأولى العام الفائت، افتتحت أعمال الدورة الثانية يوم الأحد الموافق 27 آب/أغسطس 2023 في مدينة كربلاء المقدسة، تحت عنوان " الإمام الحسين (ع) والقدس"، توازياً مع فعاليات ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، وجاءت أعمال المؤتمر والتي استمرت على مدى يومين في إطار تعزيز التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وبمشاركة نحو 230 شخصية من رجال الدين بتنويعاتهم الدينية والمذهبية، ومن مفكرين ومثقفين ومناضلين، فضلاً عن إعلاميين وصحفيين من 65 دولة حول العالم. 

المؤتمر وضع في أولوية أهدافه تسليط الضوء على الثورة النهضوية الفكرية للإمام الحسين، ومعركته للإصلاح في أمة الإسلام، ومواجهة الباطل، ونصرة الحق، وربطها مع ما تتعرض له فلسطين اليوم، ومنذ أكثر من مئة عام، لأشرس عدوان استعماري صهيوني.

وفي ختام أعمال المؤتمر، صدر عنه بيان دعا فيه إلى مواجهة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، داعين علماء الأمة وأحرار العالم للعمل على مواجهة أشكاله كافة.

وأكد البيان دور العلماء والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني في توضيح أبعاد القضية الفلسطينية والنهضة الحسينية. 

وحث على ضرورة نشر صوت الجرحى وعوائل الشهداء والأسرى، وتعريف العالم بما يتعرضون له من انتهاكات إسرائيلية.

 وشدد البيان، على أن القضية الفلسطينية هي ساحة الصراع الأولى بين أحرار العالم والقوى الاستعمارية، ووجّه المؤتمر التحية إلى أبناء الشعب الفلسطيني، مقدّراً "ثباتهم وتضحياتهم العظيمة أمام الجبروت الصهيوني"

 ولفت البيان الختامي، إلى أن الإساءة إلى الكتب السماوية ومن بينها المصحف الشريف، تستند إلى دعم واضح من الجهات نفسها التي تساند الاحتلال الإسرائيلي. 

وكانت أعمال المؤتمر قد انطلقت من صحن مرقد الإمام الحسين في مدينة كربلاء المقدسة، تحت شعار "فلسطين والإمام الحسين: الأبعاد العالمية للشخصية الرسالية والقضية الإنسانية.

وفي اليوم الثاني من المؤتمر، ناقش المشاركون التجليات العالمية في القضية الفلسطينية والنهضة الحسينية، بالإضافة إلى التهديدات المستجدة على المسجد الأقصى، ومحاولات تهويد القدس الشريف، إلى جانب مسؤولية الإعلام في تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني.

وحظيت قضية الأسرى باهتمام المشاركين حيث كانت ضمن المشاركين أم الأسيرين ضياء ومحمد الأغا، والتي طالبت الضمائر الحية في العالم بالوقوف إلى جانب الأسرى، مستحلفة أحرار العالم بأن يعملوا على إنقاذ الأسرى، رأفة بأمهاتهم وأسرهم، لافتةً إلى أنّ أحد أبنائها معتقل منذ 32 عاماً.

وكذلك شارك بعض من المحررين من الأسر، ولفت المتحدثون في هذا الشأن إلى وجود ما يقرب من خمسة آلاف أسير في سجون الاحتلال الصهيوني، يتعرضون لأبشع أشكال التعذيب الجسدي والنفسي من آلة القمع الصهيونية، لكن الأسرى صامدون ويواجهون تلك الآلة الصهيونية الفاشية بالثبات والصمود والأمعاء الخاوية.

انتهت أعمال المؤتمر وبقيت روح الحسين تستحث الحضور على الثبات على الحق ومواجهة الطاغوت الصهيوني وتحرير كامل التراب الفلسطيني.

لم تكن إرادة الحسين التي اختارت أن تنحاز إلى مبدأ الشهادة دفاعاً عن الحق والعدل، سوى رمز حي، لإرادة عربية، وإنسانية، ممتدة، وباقية، هي أكبر بكثير، وأوسع بكثير، من واقعة في عمق التاريخ العربي والإسلامي. 

هذه الواقعة هي جمرة تحت رماد عالم اليوم لا تخبو ولا تنطفئ، يتذكره كل أحرار العالم في مواجهة شراذم الشر الآتية من أصقاع بعيدة، وتريد أن تقتلع أشرف أراضينا ومقدساتنا، لكنهم سيعودون يوماً من حيث أتوا، مهزومين منكسرين في نهاية المطاف.