"In flames".. ميلودراما إجتماعية عالمية من باكستان

جال الشريط الباكستاني "in flames" (في النيران)، على أكثر من مهرجان دولي خصوصاً "كان"، وتورونتو، وحظي بجوائز ومباركات نقدية واسعة لأسلوب تناوله معاناة إمرأتين: أم وابنتها في المجتمع لعدم وجود رجل يساندهما.

  • In flames: ملصق الفيلم وفيه الأم والإبنة
    In flames: ملصق الفيلم وفيه الأم والإبنة

شريط في 98 دقيقة ناطق بلغة الأوردو (اللغة الباكستانية) عنوانه "In Flame" (في النيران)، نص وإخراج الكندي الباكستاني زرّار خان، أراد من خلاله إظهار مدى الضعف الذي تعانيه أم تدعى فريحة – باكتوار مظهر- وابنتها الشابة مريم – راميشا نوال – اللتان كانتا تعيشان في ظل سلطة الجد والد الزوج المتوفي، وعندما غاب هذا العجوز ظهرت نوايا خبيثة في العائلة عبر شقيق الزوج العم نصيري – عدنان شاه – الذي طلب من عائلة شقيقه الأم والابنة والفتى بلال – جبران خان – مغادرة المنزل الذي يقيمون فيه خلال مدة وجيزة.

  • أسرة الفيلم على منصة: أسبوعي المخرجين في مهرجان كان
    أسرة الفيلم على منصة: أسبوعي المخرجين في مهرجان كان

هنا تبدو معالم متفرقة للتأثيرات الاجتماعية من فقر، وصعوبة متابعة النساء للقضايا الاجتماعية مع غيا. وحتى عندما دخل على الخط شاب معجب بـ مريم يدعى أسد – عمر جواد – وأبدى كل رغبة في المساندة والدعم، لم يلبث أن اختفى بشكل غامض عندما احتاجته مريم لكي يقف إلى جانبها في مواجهة الأوضاع المتردية من حولها.

  • وفي مهرجان تورونتو السينمائي
    وفي مهرجان تورونتو السينمائي

القرار كان حاسماً ونهائياً الذي اتخذته الأم ربما، عندما عرفت بمكان وجود مريم مع سائق "توك توك" في شاليه كان أخذها إليه أسد ليكونا قريبين من البحر، هنا لم تتردد فريحة في استعمال غالوني بنزين لإحراق المكان بالكامل مع وجود الشابين بداخله لأنهما أظهرا سلوكاً غير أخلاقي، وبالتالي فكل الشخصيات الذكورية في الفيلم بدت سلبية وسيئة، ولا توحي بالثقة إطلاقاً في أحداث يتحمل وزر أفعالها السلبية والمشينة، الرجال فقط.

  • مخرج الفيلم وكاتب نصه، الكندي الباكستاني زرّار خان
    مخرج الفيلم وكاتب نصه، الكندي الباكستاني زرّار خان

ويمرر الفيلم لقطة لـ مريم وهي تجلس على مقعد عمومي في الشارع، وإلى جانبها أسد، عندما يمر رجل مع عصا طويلة ويطلب منهما الابتعاد عن بعضما البعض، مع أنهما كانا يتحدثان فقط. كل هذا يصب في خانة التضييق الذي عانته الإمرأتان وهما تواجهان الضغوطات الكثيرة من حولهما من دون مساعدة أحد. وتبلغ الأمور أقصى مدى حين يحضر العم نصيري إلى منزل شقيقه طالباً من عائلته المغادرة لترد عليه فريحة بثقة وثبات: "بات الأمر في عهدة محامٍ"، لكن المحامي الذي أصرّ على تقاضي بدل أتعابه وعدته فريحة المفلسة، بما يسرّ خاطره.

المهم في السياق أنّ المرأة في المجتمع الباكستاني من خلال الفيلم مهيضة الجناح (ضعيفة) من دون رجل، وعندما تكون وحيدة ستكون عرضةً لكل أنواع الاستهداف، مع سياق سينمائي متين مؤثر وفاعل، وأداء تمثيلي أقرب إلى ما نراه في الأفلام العالمية. وقد باشرت الصالات الأميركية عرضه في 12 نيسان/أبريل المنصرم.