• 

"ميري كريم"، افتتحت في 20 شباط/ فبراير الجاري، وتستمر على خشبة دوار الشمس حتى العاشر من آذار / مارس المقبل، وكان أن لامس العرض شغاف قلوب الحاضرين لقوة وتنوع ومهارة صياغة النص لـ وليد عرقجي، الذي يجسد أحد الدورين الرجاليين مع دوري السمراني يواجههما: جنيفر يمين، وميا علاوي، والأربعة في تجاذب ومد وجزر مع مفاجأة العرض: لمى لاوند.

• 

لمى تبدو وكأنها ولدت حديثاً على الخشبة، وكان قراراً صائباً إسناد دور السيدة رولى إليها تفاعلت عبره ومعه حتى آخر نفس، وربما عرفت أن نجاحه منوط بها شخصياً بعدما تبينت من النص أنها حاضرة في معظم مندرجاته لا بل هي المحور، وفي وقت تعمدنا مراقبة دقيقة لردة فعلها على كثرة الكذب من حولها في متن المسرحية وجدنا أنها أعطت لكل موقف ردة الفعل المناسبة، بما يعني أنها كانت جاهزة منذ البداية وبوعي نموذجي للرهان عليها من قبل المخرجة لينا أبيض.

• 

والحق يقال هنا أن دور رولى أساسي وحساس ومفصلي قادر على رفع العمل عالياً أو الهبوط به، لكنها أثبتت جدارة فنية مع تقدير مرتفع النقاط لما استطاعته مع الشخصية فكانت على مدار الوقت تحت أنظار مراقبة بدقة لكل ما تفعله، لقد أسرت الحضوربدحولها المثالي والعميق في جلد الشخصية، وانساق معها الأربعة بكل رضىً وود وتماه، فهي صاحبة الشقة التي يتحضر نجلها نيكولا – السمراني - لإقامة حفل عشاء دعيت إليه صبيتان، إحداهما وتدعى نور – ميا علاوي – نصفها لبناني والآخر سيريلانكي – هي صديقة لـ نيكولا الذي يعيش رعباً حقيقياً من ردة فعل والدته العنصرية لو عرفت أن نور هي مشروع زواجه المستقبلي.

• 

وتتمحور المماحكات هنا حول الكذب على رولى وجعلها تعتقد أن نور هي صديقة الشاب الآخر جو – وليد عرقجي – وأن تانيا – جنيفر يمين - الصبية الشقراء الجميلة هي صديقة نيكولا، لكن الأمور لا تلبث أن تتكهرب حين تعلم نور بحقيقة ما حصل، وجاءت ردة فعلها حاسمة رائعة عندما هاجمت نيكولا ووالدته وأعلنت فخرها بلونها وجنسيتها ورفضت رفضاً قاطعاً البقاء في المكان.

مستوى التمثيل كان ممتازاً، وكانت إدارة المخرجة للفريق على أرفع درجات القوة والإنسجام مع علامة خاصة إضافية تستحقها لمى لاوند، وللجميع كلمة برافوعلى مسرحية ممتعة عميقة وصادقة.