• 

السمة الغالبة على العام 2023 فنياً كثرة الأحداث التي أثرت على الإنتاجات المميزة وأعاقت في حالات عديدة تنظيم أجواء جماعية تُعنى بتطوير الأعمال الجديدة كي تبلغ مراحل متقدمة من الإبداع، ففي عالمنا العربي وإضافة إلى الأزمات الاقتصادية المتفاعلة والمتعددة دخل على الخط عامل الحرب الإسرائيلية على غزة فتوقفت مشاريع أو تأجلت وألغيت مهرجانات كثيرة تضامناً مع الأهل الصامدين الصابرين في غزة، وتم عزل إعلامي لأجواء السهر والغناء والرقص التي خالفت المنطق والأخلاق والتفاعل الإنساني.

في دنيا العرب:

عرف عالمنا الناطق بالضاد أجواء متقلبة ولم نفز بحدث فني واحد مهم يشغلنا في الأيام الماضية، لقد حضرت السينما في حياتنا بقوة، وكان لافتاً أن الانجازات في مجال "الفن السابع" غابت عن شرق العرب، باستثناء فيلمي: رقص على حافة البركان، للبناني سيريل عريس، وباي باي طبريا، للفلسطينية لينا سويلم، وحضرت في الدول المغاربية مع: بنات ألفة، للتونسية كوثر بن هنية، وكذب أبيض، للمغربية أسماء المدير، كذلك الجوائز التي حازها: وداعاً جوليا، للسوداني محمد كردفاني، وميلاد الليل، للسعودي علي الكلثمي.

• 

وفي مجال التلفزيون حفل شهر رمضان الماضي بأكثر من عمل مميز أبرزها: الزند – تيم حسن – والنار بالنار –عابد فهد، جورج خباز، وكاريس بشار – للموت 3 – ماغي بو غصن ودانييلا رحمة – بينما ورغم كل التعليقات على مظهره وغنائه بقي من محمد رمضان الممثل فقط وهو في هذا المجال قدم دوراً جيداً في حلقات:جعفر العمدة.

و راوح الواقع الغنائي في مكانه من دون خبطات لافتة، وكثرت الحفلات بينما جرى تكريم الفنان محمد عبده في ليلة  سعودية بمناسبة مرور 60 عاماً على امتهانه الغناء، وفي هذا الميدان سجلت خطوة مباركة للفنان لطفي بوشناق عندما استقال من لقب السفير الدولي لمنظمة الأغذية العالمية احتجاجاً على التقاعس الدولي في ردع إسرائيل عن حرب الإبادة التي تشنها على الشعب الفلسطيني، وكلك فعلت مواطنته الفنانة هند صبري.

وقد خسر العرب عدداً من فنانيهم: نجاح سلام، أسعد – عبد الله حمصي -، محمد جمال، إيلي شويري، مروان نجار، وجيزيل خوري - من لبنان -، شادي زيدان،  محمد قنوع، هشام شربتجي، فائق عرقسوسي، والأديب خالد خليفة – من سوريا -، شريفة فاضل، ناهد فريد شوقي، أشرف عبد الغفور – من مصر -.

وانشغلت الساحة العربية بإستمرار غياب الفنان عادل إمام عن الظهور، وكان لافتاً ما قاله نجله المخرج رامي من أنه بات يصعب عليه المشاركة في الأعمال الفنية  لأنه يتطلب عدد ساعات طويلة وهو مرهق وشاق ليس له فقط وإنما لمن هم خلف الكاميرا أيضاً. 

• 

في العالم:

كان أكثر ما لفت في فنون العالم الإضراب الذي نفّذه الممثلون والكتّاب في هوليوود وأثمر رضوخ ممثلي شركات الإنتاج العملاقة لمعظم مطالبهم، بالمقابل تم إطلاق باقة من الإنتاجات الضخمة التي عرفت إيرادات مذهلة عالمياً يتصدرها تحفة سكورسيزي: قتلة زهرة القمر، ومشروع كريستوفر نولان: أوبنهايمر، والفيلم الجميل جداً: مايسترو، إخراج وبطولة ومشاركة في النص وإنتاج برادلي كوبر، هذا عدا عن الفيلم الذي حطم كل أرقام الإيرادات: باربي، للمخرجة غريتا جيرويغ.

• 

ومن الخسارات العالمية: راكيل والش، ماثيو بيري، جين بيركن، ليزا ماري بريسلي، ويليام فرايدكن، آلان آركن، وتينا تورنر.

وشعر جمهور الأغنية بحزن بالغ على سيلين ديون الممنوعة من الغناء طبياً، بينما سعدنا جداً للمواقف الممتازة من عدد من نجوم هوليوود والعالم إلى جانب القضية الفلسطينية ونصرتهم لأهل غزة الذين يتعرضون لأبشع حرب من الجيش الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم.