80 ترجمة لـــ "النبي" الجبراني في معرض ببيروت
تأخر المعرض سنتين عن مئوية نشر الكتاب للمرة الأولى بسبب التطورات التي عرقلت إقامته، وكانت الرغبة الحصول على 100 كتاب في الذكرى المئوية لصدوره 1923 في الولايات المتحدة عن ألفرد كنوبف، لكن هناك صعوبات كبيرة في العثور على نسخٍ بكل اللغات.
يطل الشغف مجدّداً بكتاب "النبي" لجبران خليل جبران، الكاتب والرسام والنحات اللبناني، بصيغة معرض لترجماته يقام في المكتبة الشرقية في بيروت بتنظيم من "مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية"، و"المكتبة الشرقية" في بيروت، بالتعاون مع "متحف جبران" الذي قدّم ما لديه من نسخ عن الكتاب، والمعرض أقيم تحت عنوان "رحلات كتاب النبي لجبران عبر لغات العالم".
الترجمات المعروضة بلغت 76 لغة، كلٌ منها بنسخة واحدة، قُسِّمت في المعرض إلى 5 مجموعات تحتوي كل مجموعة ما بين 10 إلى 16 نسخة، بحسب مديرة "مهرجان بيروت للسينما الفنية الوثائقية"، أليس مغبغب، التي أوضحت ل"الميادين الثقافية" أنه تم إدخال النسخة الأولى على المعرض من مكتبة فارس الزغبي في الجامعة اليسوعية، ذلك أن الزغبي حصل على النسخة الأولى واحتفظ بها في مكتبته.
تأخر المعرض سنتين عن مئوية نشر الكتاب للمرة الأولى، كما قالت مغبغب، وذلك بسبب التطورات التي عرقلت إقامته، وكانت الرغبة الحصول على 100 كتاب في الذكرى المئوية لصدوره 1923 في الولايات المتحدة عن ألفرد كنوبف، لكن هناك صعوبات كبيرة في العثور على نسخٍ بكل اللغات.
وأفادت أن "مؤسسة سعد الله ولبنى الخليل"، تبرعت بأثمان بعض النسخ التي حصلنا عليها من بعض المكتبات.
واللغات التي جرت ترجمة الكتاب إليها وعرضت في المعرض شملت الفرنسية، والبرتغالية، واليابانية، والألمانية، وسواها، وترجمتان عربيتان هما: ترجمة هنري زغيب 2003، وترجمة أنطونيوس بشير 1997.
ولفتت ترجمات أيضاً بالإيطالية سنة 2004، وطبعة بالفرنسية على صيغة كتاب جَيْب، وبالفارسية ترجمة حسين الله كمشة 1971، بينما غابت ترجمات ملحوظة لميخائيل نعيمة، الصديق المعاصر لجبران، وثروت عكاشة، أمّا ترجمة يوسف الخال الجديدة، فلم يتم اعتمادها نظراً لتعارض حجمها الضخم مع طابع المعرض، كما قالت مغبغب مضيفة إنه "لم نستطع العثور على النسخة الصغيرة منها".
بعض نسخ احتوتها المكتبة الشرقية جاءت باللغات السريانية والباسكية ولغة الألزاس، وسواها.
واتسمت النسخ الأولى ببساطة الأغلفة وإخراجاتها، وتنوّعت بحسب الطابع الفني والثقافي المتوافق مع أذواق الشعوب التي جرت الترجمات فيها.
كتاب "النبي"
ولقي كتاب "النبي" أهمية عامة لدى مختلف شعوب العالم نظراً لتناوله مفاهيم إنسانية ووجودية تهمّ الانسان بصورة عامة، مثل الحب والزواج والأولاد والحرية والرحمة والعقاب والدين والأخلاق والحياة والموت واللذة والجمال وسواها من موضوعات كثيرة تكثّفت في صفحات قليلة نسبة إلى سعة تنوّعها، ولا تقتصر موضوعاته على مجتمعٍ معيّن، أو ثقافة محدّدة، فانتشرت ترجماته بصورة تلقائية، غير محدّدة، وأمكن رصد ما يناهز الثمانين منها.
ويلقى الكتاب اهتماماً متزايداً حيث تظهر مبادرات احتفاء به بطرق مختلفة، تعبّر عن شغف الناس في ما يقدّم "النبيّ" لها بما يريحها، ويطمئنها على مصيرها في الحياة بعد أن طغت قيم الحداثة، والرأسمال النفعي المباشر على ما عداها من تطلعات الانسان لقيم تحفظ مقامه، وكينونته الانسانية، وفي ظل انكفاء الكثير من الأفكار والثقافات عن أخذ دورها بمقابل التوحّش المالي، وما يستتبعه من انتشار عدوان واسع غير مسبوق، ومن دون ضوابط، على الإنسان والشعوب.