أرض الأنبياء

ما أجمل شكل القمر على قبابك يا قدس، وما أطيب طعم صلاة العصر.

والتَّينِ والزَّيتونِ 

وفلسطينَ الأغلى من عيوني

يا قصَّةَ شعبٍ منَ العربِ

منَ العربِ

ضاعَ وضاعتْ مَعهُ رزْمةُ الكتبِ 

يا حكايا الوجعْ

والليلِ الطَّويلِ 

والمضجعْ

زفِّي إليَّ أمُّي عروسي 

فبابي شرَّعْتُهُ للمدفعْ

وحجارتي فتحْتُ لها المقلعْ

ولنْ أقنعْ

ولنْ أقنعْ

إلاّ وكبدَ عدوّي 

بيدي أنزعْ

**

زفِّي إليَّ أمّي عروسي

وزَغْردي 

فالله في زغرداتْ

مَلأى بالفرحْ

مَلأى بالتَّرانيمِ

بكلِّ ألوانِ القزحْ

**

زفِّي إليَّ أُمِّي عروسي 

فالصُّبحُ قادمْ

على رقصِ المواسمْ

وقمحيَ الأصفرْ

نهرٌ من الذَّهبِ

سالَ بينَ التُّربِ

فنامتِ الشَّمسُ

على ركبةِ جدَّتي

وعلى حكايةِ العصفورِ والأمِّ

ذاتِ السَّلاسلْ

**

زفِّي إليَّ أُمِّي عروسي

فهؤلاءِ أطفالٌ

فهؤلاءِ في مروجٍ منَ الدَّحنونِ

والزَّيزفونِ

وأغانٍ

منَ السَّنابلْ

**

ما أجملَ شكلَ القمرِ على قبابكِ يا قدْسُ

وما أطيبَ طعمَ صلاةِ العصرِ

وهناكَ ألفُ فارسٍ يلوِّحونَ بالنَّصرِ

والعصرِ

إنَّ أيامَكِ ستحلو

وتُمْتَزَجُ بالشَّهدِ والتَّمرِ

وأثوابِ الأرجوانِ 

وفساتينِ الغجرْ

**

فأينَ الحجرْ؟

أينَ الصَّخرةُ؟ وأعمدةُ الهيكلْ؟

أينَ الإبلُ والهودجْ، والمسكُ والعنبرْ؟

أينَ؟

أينَ؟

يا قصَّةَ شعبٍ منَ العربِ

أراهُ يعودُ 

وهذا العَودُ أخضرْ

فأرصُ موسى وعصاهُ

وبستاني بعدَ الدَّمِ سيحلو جناهُ

وربَّاهُ

وربَّاهُ

فطِفلُ الحجارةْ

كطفلِ المغارةْ

يُعادي يهوداً

ويهوى نصارى

**

فشوقي لبيَّارةْ

لجارةْ

لحقلٍ زرعْتُهُ ذرةْ

وفستقاً

ودوَّارَ الشَّمسِ

وأسوارةْ