أفلام خالدة.. إعدام ميت: مفاعل ديمونة تحت المراقبة

أشرطة المخابرات المأخوذة من السجلات المصرية حضرت لسنوات ثم تراجعت ومن معالمها أواسط الثمانينات شريط: إعدام ميت، للمخرج علي عبد الخالق، مع الثنائي محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني، ومحوره التجسس الناجح على مفاعل ديمونة الإسرائيلي.

  • إعدام ميت: ملصق الفيلم
    إعدام ميت: ملصق الفيلم

أحداث فيلم: إعدام ميت للمخرج علي عبد الخالق، نص إبراهيم مسعود، محورها الإيقاع بجاسوس مصري يدعى منصور – محمود عبد العزيز _ لإسرائيل، والحكم عليه بالإعدام، وتم الإلتفاف سريعاً على المخابرات الإسرائيلية من خلال تجنيد شبيه له يُدعى عز الدين – محمود في شخصية مزدوجة – وإرساله بشكل عادي جاسوساً لمصر في المخابرات الإسرائيلية مكلفاً بشكل رئيسي لمعرفة معلومات وافية عن مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي.

صديقة منصور وتدعى سحر – بوسي – تلاحظ التبدل الحاصل وتبلغ أبو جودة – يحيى الفخراني – مسؤول المخابرات الإسرائيلية بالأمر، وتتصاعد الأحداث مع مفاوضات لإطلاق عز الدين، ومبادلته بـ منصور الذي سقط برصاص والده لأنه خان وطنه، فيما تحدث تطورات مختلفة تُظهر غباء الإسرائيليين في التعامل مع الخدع المصرية لكشف معلومات إضافية عن المُفاعل.

  • محمود عبد العزيز وليلى علوي في لقطة من الفيلم
    محمود عبد العزيز وليلى علوي في لقطة من الفيلم

هذه الأجواء ترصد حرب الإستنزاف بين مصر وإسرائيل قبل حرب أكتوبر، معززة بمعلومات دقيقة من الملفات الرسمية وهناك لقطة للعميل الذي يتناوله الفيلم يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو كتدليل على أن الشخصية المصرية المزدوجة : منصور وعزالدين، هي حقيقية وموجودة وكل ما روي عنها حقيقي أيضاً.

ومعروف أن إسرائيل التي تراقب مثل هذه الأعمال تنفي دائماً وجودها إلاّ في أذهان كتاب السيناريو، إلى حين إظهار إثباتات حاسمة لذلك، وأكثر النماذج تأثيراً ما سببه المسلسل الأول بين كل ما أُنتج: رأفت الهجان، والبطولة فيه للفنان محمود عبد العزيز، لكن مصر أظهرت وثائق دامغة على كل التفاصيل التي أوردها الكاتب صالح مرسي وعرضها المسلسل، حتى أن المخرج علي عبد الخالق عاد إلى قصص الجواسيس بعد عامين وصور عام 1987 شريط: بئر الخيانة، مع الكاتب نفسه إبراهيم مسعود، وأسند البطولة إلى: نور الشريف، وعزت العلايلي، لتستمر السلسلة السينمائية مع آخرين ومنهم: أشرف فهمي الذي قدم: فخ الجواسيس، عام 1992.

وقد تزاحمت أسماء كثيرة في الفيلم: فريد شوقي، ليلى علوي، إبراهيم الشامي، شعبان حسين، عبد الله مشرف، يوسف العسال، عبد الغني ناصر، وسهيلة فرحات. وكان لموسيقى عمر خيرت التصويرية وقع فاعل محفّز ويدعو للترقب على مدار الوقت مما سمح للبعض بالقول إن هناك تواطؤا إيجابياً بينه وبين اللقطات مما سمح للمتابعين بالبقاء على يقظة من كل التفاصيل الصغيرة كما الكبيرة في الفيلم.

إعدام ميت، له خصوصيته بين أفلام الجاسوسية الذي وصفه محمود عبد العزيز حين عرضه بـ: أكثر الأفلام شفافية وأهمية.