اكتشاف مشهد ثالث في لوحة الرستن الفسيفسائية الاستثنائية

أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية اكتشاف مشهدٍ يُجسّد "حرب القناطير"، وذلك ضمن اللوحة الفسيفسائية الاستثنائية المكتشفة في الرستن.

  • ذُكِرت
    ذُكِرت "حرب القناطير" في الإلياذة ودارت رحاها بين 53 قنطوراً و 23 محارباً من شعب اللابيتس اليوناني

عادت اللوحة الفسيفسائية الأثرية المكتشفة مؤخراً في مدينة الرستن، الواقعة في ريف محافظة حمص، إلى الأضواء، مع اكتشاف مشهد ثالث جديد فيها، يُجسّد "حرب القناطير"، التي ذُكِرت في الأسطورة اليونانية القديمة في النصف الثاني من القرن الرابع للميلاد.

وأعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف، التابعة لوزارة الثقافة السورية، خلال مؤتمر صحفي عقدته في موقع اللوحة بمدينة الرستن، أنّ "المشهد الجديد للوحة نادر التمثيل، ويُعرف في الميثولوجيا اليونانية باسم حرب القناطير، ما يعطي اللوحة أهمية استثنائية على مستوى العالم بما احتوته من مشاهد مهمة، بينها المشهد المركزي الذي يمثل إله البحر بوسيدون، والمشهد الثاني الذي يمثل حرب الأمازونات".

و"حرب القناطير" مذكورة في الإلياذة، كما ذكرها أحد المؤرخين اليونانيين، وقد دارت رحاها بين 53 قنطوراً و 23 محارباً من شعب اللابيتس اليوناني، وكان لها رمزية مهمة جداً وهي تُشير إلى الوحشية. والقنطور هو عبارة عن نصف جسد حصان، أما جزؤه العلوي فهو إنسان. وترمز هذه المشهدية إلى الصراع بين النظام والفوضى، والمشهد المكتشف في اللوحة يجسد تفاصيل تلك الحرب.

وقال مدير الآثار والمتاحف، محمد نظير عوض، أن هذه اللوحة "تلقّت الدعم اللوجستي من وزارة الثقافة ومحافظة حمص، بالتعاون مع متحف نابو اللبناني، الذي مكّنهم من شراء وتأمين المساحات"، لافتاً إلى أنّه "استناداً لأعمال التنقيب المستمرة في المكان، واللوحة المُكتشفة فيه، فإن مكان الاكتشاف يُرجَّح أن يكون قصراً أو مركزاً حكومياً ضمن المملكة".

وبيّن مدير التنقيب والدراسات الأثرية في المديرية، همام سعد، أنّ "ما يعزز أهمية اللوحة المكتشفة، التي تمتد لمسافة حوالى 300 متر، هو العثور على قطعة نقدية تؤرخ فترة الفيلسوف جوليان الجاحد المرتد إلى الوثنية، ما أعطاها أهمية أخرى لتجسيدها الفكر والفلسفة اليونانية، وهو ما يظهر عند جارتها أفاميا التي عثر فيها على لوحات فسيفسائية لها علاقة بالفكر الفلسفي الأفلاطوني الحديث، إضافة إلى المشاهد الرمزية في اللوحة المكتشفة التي توثق الثقافة الهلنستية المشبعة بالثقافة المحلية الشرقية".

وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الثقافة السورية اكتشاف لوحة فسيفسائية أثرية نادرة في مدينة الرستن، تعود إلى العصر الروماني. وأوضحت أن اللوحة مكتَشفة منذ العام 2018، وأنّه تمَّ الوصول إليها بعد الحفر والتنقيب للكشف عنها ضمن أحد المنازل في منطقة الرستن.

وتُجسّد اللوحة حرب طروادة، حيث يظهر الإمبراطور هرقل وهو يحاول السيطرة على الحزام السحري من ملكة الأمازونيات بعد قتلها، إضافة إلى الإطار الذي يلف اللوحة وفيه مشاهد للمقاتلات الأمازونيات ولجنود يمتشقون الأسلحة والدروع في ميدان المعركة مع اليونانيين، حيث دونت أسماؤهم، كما تتضمن اللوحة صورة لآلهة الريح والفصول.